* موسكو سعيد طانيوس:
أحيت القوى اليسارية الروسية ذكرى الضحايا الذين سقطوا قبل عشرة أعوام في مبنى البرلمان ومقر التلفزيون الحكومي، حين امر الرئيس السابق بوريس يلتسين دبابات الجيش بقصف مبنى البرلمان الذي كان يتخذ من «البيت الابيض» مقرا له من اجل اخراج النواب المعتصمين فيه احتجاجا على قراره بحل آخر برلمان سوفياتي كان يعرف باسم «مجلس السوفيات»، وسارت مسيرات متعددة في وسط العاصمة موسكو إحياء لذكرى هذه الاحداث التراجيدية التي لم يعرف بالضبط حتى اليوم عدد الضحايا الذين سقطوا خلالها، فبينما تقدر السلطات الرسمية عددهم بالمئات، تقول المعارضة اليسارية ان عدد الضحايا الذين قُتلوا في محيط مقر التلفزيون الحكومي «استانكينا» وكذلك في عمليات القصف الوحشي الذي تعرض له مبنى البرلمان بلغ بضعة آلاف، وكان من اللافت ان هذه المسيرات التي انطلقت بناء على دعوات من الحزب الشيوعي في البلاد، والحزب اليساري الراديكالي «روسيا العمالية» سارت وسط اجراءات امنية مشددة فرضتها القوى الامنية بعدما اضطرت السلطات الرسمية للتصريح بانطلاق هذه المسيرات.واظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه وكالة انباء «انترفاكس» ان 57% من الروس يعتقدون ان إقدام الكرملين على استخدام القوة العسكرية يوم 4 تشرين اول/اكتوبر 1993 من اجل السيطرة على الوضع بعد حل البرلمان بقرار رئاسي وارسال الجيش والقوات المسلحة من اجل تفريق اعضائه المعتصمين احتجاجا على ذلك لم يكن مبررا ابدا، فيما اعتبر 30% فقط من الروس ان ما اقدمت عليه السلطات الرسمية آنذاك كان له ما يبرره !.وبيّن هذا الاستطلاع الذي اجراه «المركز الروسي لدراسات توجهات الرأي العام» ان واحدا فقط من كل خمسة من عينة عشوائية قوامها 1600 شخص تم اختيارها عشوائيا من مختلف المدن والبلدات الروسية يرى ان استخدام القوة ضد البرلمان كان ضروريا آنذاك، اي ان 20% من المستطلعين يؤيدون اليوم ما قام به يلتسين بينما يرفضه قطعيا 57% فيما امتنع 23% عن الاجابة، علما ان نسبة المواطنين الروس الذين ادعى يلتسين انهم يؤيدون ما قام به آنذاك تبلغ 51% حسب التصريحات الرسمية وقتها !.
|