* رام الله - بلال أبو دقة:
دعت أوساط دولية وإسرائيلية أمس إسرائيل إلى عدم الإقدام على تنفيذ قرارها القاضي بإبعاد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في أعقاب العملية الفدائية التي وقعت أمس الأول في مدينة حيفا.
ووصل إلى المقاطعة في رام الله خلال ساعات ليلة وقوع عملية حيفا مجموعة من دعاة السلام الإسرائيليين من حركة ائتلاف السلام التي يرأسها أوري أفنيري إضافة إلى 25 ناشط سلام من الأجانب..
وقال أفنيري: جئنا إلى هنا لنشكل دروعًا واقية ضد كل مؤامرة تهدف إلى قتل ياسر عرفات.. لا يوجد أي شخص في العالم يصدق أن الحكومة الإسرائيلية تنوي إبعاد عرفات بل يريدون قتله ..
وأضاف: نحن نثق تمامًا أن قتل عرفات سيجلب كارثة على دولة إسرائيل وسيقضي على كل أمل بتحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين خلال المائة سنة المقبلة .. إذا قاموا بقتل عرفات ستسفك هنا دماء وسيقتل المئات كل يوم وليس 20 شخصًا فقط (في إشارة إلى قتلى عملية حيفا).
وقال أفنيري: نحن متأكدون أن من نفذ هذه العملية البشعة ينوي القضاء على عرفات ، فمن الصعب التصديق بأن هذه السيدة هنادي جرادات ارتكبت عملها بشكل فردي .. المسؤولون عن العملية أرادوا منح شارون والأمريكيين سببًا لقتل عرفات .. والمقصود جهات متطرفة مثل حركة الجهاد الإسلامي المعنية بخلق وضع تسوده الفوضى العارمة، وترغب باستمرار سفك الدماء؛ وحسب رأينا هناك علاقة عكسية بين عرفات والمسؤولين عن العملية..
ويضيف داعية السلام في اسرائيل الذي جاوز الثمانين من عمره: لقد اعتدت على الانتقادات التي توجه لي من قبل الاسرائيليين لمواقفي المؤيدة للسلام طيلة 50 عامًا؛ إنني أتصرف وفق ما يمليه عليّ المنطق، وليس ردود فعل الآخرين.. إنني متأكد أن قتل عرفات سيسفر عن سقوط آلاف القتلى، ونحن نتصرف من هذا المنطلق؛ إن عملنا هذا هام جدًا.. أما بالنسبة للرأي العام العالمي والعربي، فإن ما نقوم به يظهر للعالم أن إسرائيل دولة ديموقراطية تتسع للآراء المختلفة، وأن الإسرائيليين ليسوا جميعًا محتلين وهذا أمر هام جدًا.
من جانبه قال وزير الصحة الإسرائيلي داني نافيه: إنه لا يمكن العودة إلى حياة طبيعية بعد هذه العملية، إنها فرصتنا الحقيقية للتخلص من عرفات بشكل نهائي وتعجيل بناء الجدار الفاصل.. آمل أن تجتمع الحكومة لتتخذ القرارات الصحيحة من أجل وضع حد لسفك الدماء الذي لا يتوقف في شوارع إسرائيل.. هذا وحذر المتحدث باسم حركة حماس في لبنان أسامة حمدان اسرائيل من الرد على العملية باستهداف الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، معتبراً أن هذا الأمر في حال حصوله لن يؤدي بأي حال من الأحوال إلى استقرار أمني أو سياسي لإسرائيل؛ وقال: اعتقد إن الإسرائيليين يدركون أن اغتيال أو طرد الرئيس عرفات يعني تحولاً هاما في الشأن الفلسطيني لن يؤدي بأي حال من الأحوال إلى استقرار أمني أو سياسي بل بالعكس تماماً سيصعد المواجهة والمقاومة ضد الإسرائيليين، وسيعني أيضا بالنسبة للفلسطينيين انتهاء مشروع التسوية وان هناك خيارا وحيداً للشعب الفلسطيني هو المقاومة.
وفي حال قاموا بإبعاد الرئيس عرفات أو تصفيته سيعلن الفلسطينيون أن السلطة الفلسطينية قد انهارت وان عليهم أن يعودوا جميعا إلى برنامج المقاومة والقيام بإحياء قيادة جديدة للشعب الفلسطيني تحمل برنامجاً محدداً واضحا هو المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.. وقال قائد كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح: نحذر من أي محاولة إسرائيلية للمس بالرئيس عرفات لأنه سيكون بمثابة خط أحمر ستتبعه ردود فعل قاسية ومؤلمة..
وقال الرئيس المصري حسني مبارك صباح أمس : إن قيام إسرائيل بخطوة من هذا القبيل لن يخدم مصالحها. وتشير بعض التقديرات في إسرائيل إلى أن الوضع الصحي المتدهور الذي يعاني منه عرفات يحول دون تنفيذ قرار إبعاده.. ويعاني عرفات في الأيام الأخيرة من حرارة مرتفعة بعد إصابته ببعض الفيروسات.. وقام طبيبه الخاص أشرف الكردي في الأسبوع الماضي بزيارته في المقاطعة إثر وعكة صحية ألمت به..
وقامت قيادة حركة فتح خلال الأيام الأخيرة بالنظر في إمكانية تعيين نائب لرئيس السلطة الفلسطينية، وتحدثت إحدى الإمكانيات عن عقد المصالحة بين عرفات ومحمود عباس (أبو مازن) ليعين الأخير في المنصب.
|