تجربة اليوم الوطني رغم أهميتها إلا أنها لم تحظ بالإثارة المطلوبة، ففي اليوم ذاته يبقى الناس مثقلين بأعمالهم اليومية فليس ثمة (فراغ) لديهم يمكنهم من التماهي مع تفاصيل هذه المناسبة، على اعتبار أن (المناسبات المثيرة) هي من نتاج المجتمعات التي تتمتع بقدر معقول من (الفراغ).
اليوم الوطني يأتي، وتأتي معه أعمال موصوفة بالوطنية لتكتسب شرعية المرور، رغم أنها أبعد ما تكون عن اليوم نفسه.. يبرز ذلك روتيناً جعل كلمة (الوطنية) تتكرر ألف مرة، أكثر من فكرة اليوم ذاته التي ضاعت مع الإعلانات التجارية في الصحف وقصيدة مكررة نضجت قبل (اليوم) بيوم.
لعلنا نجد تبريراً عندما نبحث عن حجم الدلالة لليوم الوطني بصورة فعلية نتيجة لتداخل ما هو يومي بما هو من صفات اليوم الوطني نفسه، لأن اليوم الوطني طوال 24 ساعة لم يبرز نفسه يوماً مجيداً للتوحيد، بسبب الخطط التنفيذية السريعة التي يغيب عن وضعها (المثقف).
إن قراء (اليوم) الوطني بصورته الحالية تحيلنا إلى غياب المثقف عن برمجة هذا اليوم بالصورة التي ينبني معها (الوطن) شامخاً من جديد، تحيلنا إلى غياب الزخم الذي يجعل من (اليوم الوطني) مادة ثرية محفزة للإنجاز.
على الأقل هي قراءة تضطرنا ل (تقويم) التجارب التنفيذية المتوافرة لدينا أكثر من أن نحشر صوتنا مع كورال أغنية وطنية.
لأنَّا من حق الوطن علينا أن نحبه بلا قناع.
| 
