إلى الكاتب المتميز فقط، أهدي النصيحة لا اللغط، إليك يا من تحاول الإصلاح، وترنو للنجاح، وتسعى للفلاح، أهدي هذه الكلمات، وأزف هذه العبارات، واضحات بيِّنات، رمز محبة ووفاء، وعنوان صدق وإخاء، وكلي أمل ورجاء، بأن تقبلها بصفاء، فإليك اخي المبارك اقول:
طرحك بالمقام لائق، وبالروعة فائق، فأنت حقاً حاذق، أسلوب رصين، وفكر حصين، وتوازن رزين، حقاً هذا هو السحر الحلال، روعة وأريحية وجمال، ومذاق عذب زلال، كلمات رقراقة، وعبارات أخاذة، وسهام الإبداع فتاكة، فيا أصحاب الأقلام والمحابر، ذوي الألباب والبصائر، ان استقوا من نبع الاكابر، فنعمت السقيا ونعمت المآثر، صدق لا بهتان، حق لا هذيان، عدل لا ميلان، لا إجحاف، ولا إرجاف، ولا إضعاف، وكونوا ابعد ما تكونون من الشداق والفساق، أصحاب الفرقة والشقاق، لا التآلف والوفاق، كذب وبهتان، وتمرد وعصيان، وإفساد في الأوطان، لا إخاء، ولا وفاء ولا صفاء.
ثم انبذوا الطرح الممل، والأسلوب المخل، فخير الكلام ما قلَّ ودل، والتجديد مطلوب، والتغيير مرغوب، والتكرير مرهوب، فبشِّروا ولا تنفِّروا، ويسِّروا ولا تعسِّروا، وهوِّنوا ولا تهوِّلوا، وطمئنوا ولا تخيبوا، فمسئوليتكم عظيمة، فزينوها بالصبر والعزيمة، فعاقبة التفريط وخيمة، ولتبشروا يا كتَّاب «الجزيرة»، بالأجر والمثوبة والفضيلة، فأنتم البساتين المثمرة، والمروج المزهرة، والورود المبهرة، ان نثرتم كفيتم، وان نظمتم أوفيتم، وان قصصتم أثرتم وأشجيتم، فوصيتي لكم يا اخوتاه، الله الله بتقاه، سبحانه جل في علاه، ثم اعلموا ان الأمة بحاجة ماسة، لمن يناقش قضاياها كافة، وبأفكار ورؤى جادة، فخذ مثلا القضايا الاجتماعية، ونحن نعتبر جلها بلية، فلكم افقدتنا الهوية، أو ليس عندنا السطو بفنونه، والتفحيط وجنونه، والعنف وجحوره، ولكم يسعدنا أن نرى ذلك عن قريب، وفي العزيزة بأسلوب عجيب، لكي يراه الطبيب، ويقرأه الوزير والمدير، والصغير والكبير، لنخرج بعد ذلك بنتائج تثير، وفي الختام، هذا هو بياني، دبجت فيه فصيح كلامي، وزرعت فيه محبتي ووئامي، فيه شكر وثناء، ومدح ودعاء، وتنبيه ورجاء، وفيه بذلت جهدي واجتهادي، اختمه بمحبتي ودعائي، وشوقي وهيامي، لمحمد العدناني، نبيي وحبيبي، طب القلوب، ورجل الخطوب، وأسد الحروب، فصلوات الله عليه وسلامه أبداً أبداً.
محمد بن عبدالعزيز الكريديس/بريدة
|