قفزت إسرائيل بتصعيدها الجنوني إلى مرحلة باتت تهدد معها كامل المنطقة بعد عملية حيفا وامتدت ذراعها العسكرية إلى ما وراء الحدود إلى سوريا مدعية أن تدبير العمليات ضدها يتم هناك.
وإسرائيل وهي تفعل ذلك عمدت إلى خلط الأوراق في المنطقة، وربما ارباك حسابات حليفتها الولايات المتحدة الغارقة في المستنقع العراقي، والتي تبحث سبل الخلاص من خلال دعوة الدول للمشاركة في عملية العراق.
وبينما بدأت إسرائيل حملتها الانتقامية بالتهديد والوعيد ضد عرفات، فإنها انتقلت إلى مرحلة تالية لترسل رسالة إلى الجميع عبر سوريا، ظنا منها أن هذا الاستهداف الجديد سيجبر الآخرين على السكوت عن جرائمها اليومية.
فإسرائيل هي المحرك الأساس لكل الاعمال التي تستهدفها فهي لا تكف عن شحن نفوس الفلسطينيين بالغضب، من خلال سلسلة من العمليات الاستفزازية وهي تتحرك في فضاء واسع دون أدنى ضغوط دولية.
وإلى جانب الاستفزازات اليومية من عمليات اقتحام للمناطق الفلسطينية وتدمير المنازل واعتقال الشباب وقتل بعضهم، وهي تعلن وعلى الملأ انها بصدد توسيع المستوطنات كما فعلت في وقت سابق من الأسبوع الجاري بالافصاح عن عزمها اقامة 500 وحدة سكنية جديدة في احدى المستوطنات.
وتدرك إسرائيل ان كل هذه الانتهاكات والاستفزازات لن تمر دون رد، وهي تتحسب الى ذلك فعلاً وتبني على أساسه خطة كاملة حيث التركيز هذه المرة على ابعاد عرفات أو ربما اغتياله حسبما يشير مسؤولون في سلطة شارون.
وستسعى إسرائيل الى استغلال عملية حيفا الى أبعد مدى مع استهداف قوي لعرفات، فهي تتحين الفرصة المناسبة للانقضاض عليه، بل تعمل بجد لايجاد هذه الفرصة خصوصا بعد أن أثبت عرفات حضوره القوي على الساحة الفلسطينية.
وتتناسى إسرائيل في غمرة مخططاتها هذه ان السلطة الفلسطينية أدانت عملية حيفا وألا علاقة لعرفات بما حدث، لكنها لا تأبه للحقائق وإنما تركز على ما تريده هي وتحيل الاوهام إلى حقائق بطريقتها، وستفعل إسرائيل ما تريده طالما أن العالم يتبنى أكاذيبها تجاه عرفات وتجاه القضية بأكملها.
|