* الرياض - محمد العيدروس - محمد الناهض:
نجاح جديد يسجل بأحرف من ذهب للعرب وللمملكة ولمدينة الملك عبد العزيز الطبية بالحرس الوطني على وجه الخصوص فلم تكن عملية فصل التوأم المصري «تاليا وتالين» التي تم اجراؤها امس الاول مجرد حدث عابر او مجرد عملية عادية.
فقد حظيت هذه العملية باهتمام كبير من مختلف الوسائل الاعلامية العالمية وتم بثها على الهواء مباشرة في عدد من القنوات الفضائية اما الشيء الذي يعد فخراً كبيراً لطاقم العملية فهو انتهاؤها قبل موعدها المقرر بوقت كبير بعد ان نجحت فصولها.
الجزيرة كانت قد تابعت تفاصيل هذا الحدث اولاً بأول منذ ان صدرت الموافقة الكريمة من صاحب السمو الملكي الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني باجراء عملية الفصل للتوأم في مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض على حساب سموه الكريم حيث وصل التوأم المصري الى مطار الملك خالد الدولي بمعية اهله يوم الثلاثاء الموافق 23/9/2003م وكان في استقبالهم في المطار عدد من مسؤولي الشؤون الصحية بالحرس الوطني يتقدمهم مدير العلاقات العامة والشؤون الاعلامية بالشؤون الصحية سامي بن اورنس الشعلان كما كان بانتظارهم سيارة اسعاف مجهزة بشكل متكامل لنقلهم الى جناح كبار الشخصيات بمدينة الملك عبد العزيز الطبية حيث كان باستقبالهم هناك الدكتور عبد الله الربيعة رئيس الفريق الطبي والمدير العام التنفيذي.
وقد تم تجهيز غرفة خاصة للتوأم بقسم الاطفال بالمدينة الطبية كما حدد فريق طبي 15 طبيبا سعوديا ضمن الطاقم الذي سيقوم باجراء العملية من اقسام مختلفة وهي جراحة الاطفال، التخدير، قسم الاشعة، التأهيل الطبي، جراحة التجميل، المختبر، قسم الاطفال، قسم العناية المركزة للاطفال بالاضافة الى اقسام اخرى مساندة.
ومن ثم بدأت التجهيزات الاولية اللازمة لتقييم حالة التوأم ومدى امكانية فصلهما. بعدها قرر الفريق الطبي عمل الفحوصات التالية:
فحوصات مخبرية للدم ووظائف الكلى والكبد، فحوصات للبول، فحوصات جرثومية للجلد والفم والانف، اشعة صوتية للكبد والكلى والجهاز التناسلي والشرايين والاوردة بالبطن، اشعة صوتية وتخطيط للقلب، اشعة لكامل الجسم واشعة مقطعية للصدر والبطن.
وبعد ان اكتملت كافة الفحوصات الطبية «الاحد 28/9/2003م» عقد الفريق الطبي عدة اجتماعات اتضح منها امكانية فصل التوأم السيامي المصري تاليا وتالين قرر الفريق الطبي اجراء عملية تجريبية وهمية وقد اجريت بالفعل يوم الثلاثاء 30/9/2003م، كما تحدد ان تجرى العملية يوم الاحد 5/10/2003م الساعة السابعة والنصف صباحا.
تفاصيل العملية
لحظات من الترقب والقلق مرت على أهل التوأم ومتابعي العملية. وباهتمام اعلامي كبير حشد من القنوات الفضائية والصحافة. الكل يترقب نتيجة العملية ولم تمر سوى سويعات قليلة حتى خرج د. الربيعة من غرفة العملية «هاشاً.. باشاً» ليطمئن الجميع بنجاح العملية ولتتحول سراديب مستشفى الملك فهد ومدينة الملك عبد العزيز الطبية الى موكب احتفالي كرنفالي حيث جاء الجميع مهنئين بهذا الانجاز الطبي الكبير الذي تحقق في هذه الساعات القلائل.
وخرجت الطفلتان تاليا وتالين لأول مرة في سريرين منفصلين ينتظرهما فقط من «4 - 5 ايام» في غرفة العناية المركزة للاطفال لمتابعة حالتهما.
بعد عملية ناجحة ساهمت مهارة وحنكة الطاقم الطبي بقيادة الدكتور الربيعة، في خفض كميات الدم المتوقع فقدانها خلال فصول العملية.
تفاؤل واطمئنان
بعدها عقد الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطني وقائد ركب طاقم العملية مؤتمرا صحفيا اعلن فيه نجاح العملية والتي كانت قد بدأت في تمام الساعة السابعة والنصف من صباح السبت الماضي وقال: عملية فصل التوأم تمت بشكل نهائي ولله الحمد بنجاح تام وقبل الموعد المحدد لها حيث اجريت في وقت قياسي بعد اكتمال عملية ترميم الجرح والتجميل التي اجريت بعد عملية الفصل والتي كانت اهم مراحلها عملية فصل الكبد.
من جهتهما، هنأ والدا الطفلتين الشعبين الشقيقين المصري والسعودي وجميع الشعوب العربية والاسلامية على نجاح العملية. ودعا الله تعالى ان يجعل هذا العمل في موازين حسنات صاحب السمو الملكي الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني الذي تكفل بعلاج التوأم كما عبرا عن فخرهما وتقديرهما للفريق الطبي الذي شارك في العملية. واضافا: رغم التوتر الذي ظل يلازمنا طوال الفترة الماضية، الا اننا كنا متفائلين وكانت ثقتنا بالله سبحانه وتعالى ثم بالخبرة والعلم اللذين يتمتع بهما الفريق الطبي السعودي المشرف على الحالة وكان خير مطمئن لنا خلال فترة انجاز العملية. وننتظر ان ييسر الله لنا ان نحضن طفلتينا بعد العملية. كما كان للنقل التلفزيوني اسهام في طمأنتنا وتهدئتنا.
من جهة اخرى قدم سفير جمهورية مصر العربية الاستاذ محمد رفيق خليل شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني على تلك العناية الفائقة والمتابعة المستمرة والاهتمام البالغ من سموه الكريم للتوأم قبل وأثناء العملية والتي تكللت ولله الحمد بالنجاح مما جعل كافة قلوب وألسنة الشعب المصري تلهج بالدعاء والشكر لسموه الكريم ولكافة الفريق الطبي السعودي الذي حقق بهذا الانجاز رقماً قياسياً على مستوى العالم في اجراء مثل هذه العمليات.
وقال ان ايادي سمو ولي العهد البيضاء التي بادرت بتكفل جميع مصاريف العملية قد لامست قلوب كل المصريين والسعوديين وحيا السفير المصري الفريق الطبي بقيادة الجراح صاحب القلب الكبير الاستاذ الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة الذي اثبت عن حق مدى مقدرة العالم العربي والجراح العربي للتصدي لمثل هذه العمليات الكبرى بنجاح. واكد في ختام تصريحه بأن هذا اليوم يعد يوماً مشهوداً في تاريخ الطب السعودي والطب العربي عموماً حيث سيقف التاريخ امام هذا الحدث طويلاً وسيتحدث عنه بكل تقدير وافتخار.
|