Monday 6th october,2003 11330العدد الأثنين 10 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

دفق قلم دفق قلم
لائحة رعاية طلاب المنح
عبدالرحمن صالح العشماوي

يقول أحد الشباب السعودي: كنت في محفل عام في إحدى الدول شارك فيه عددٌ من العلماء والمفكرين والإعلاميين في عددٍ من الندوات التي تناولت واقع العالم اليوم وما يجري فيه من قضايا ومشكلات ساخنة، ومن خلافات عقدية وفكرية وثقافية عميقة، ومن حملاتٍ إعلامية صاخبة، وكان اللقاء مثيراً بما طرح فيه من آراءٍ جريئة، وأفكار صريحة، بعضها حقٌ واضح، وبعضها باطل لا يشك عاقل في بطلانه، ولكنها مشارب البشر الذين لا يزالون مختلفين كما أخبر الله سبحانه وتعالى عنهم.
وفي إحدى الندوات وقف رجلٌ طلب الحديث من مدير الندوة وأخذ يتكلَّم عن المملكة العربية السعودية كلاماً قاسياً، ويتحامل على مسؤوليها وعلمائها ومثقفيها بطريقة لاقت استنكاراً حتى من الذين يختلفون مع المملكة في وجهات النظر، وأبدى أكثر الحضور تذمُّرهم من ذلك الحديث القاسي الذي عبَّر عن حقدٍ دفين في قلب ذلك المتحدث، وردَّ عليه عددٌ من الحضور من دولٍ متعدّدة مستنكرين لذلك الأسلوب المتحامل المتجاوز لحد النقد البنَّاء.
لقد كانت الردود قويَّةً ومقنعةً لمعظم الحاضرين، وانتهى ذلك الحديث الصاخب من حيث ابتدأ، لأنه قد تجاوز الحدود التي يمكن أن يتقبلها العقلاء.
وكنتُ في حينها مشغولاً بالإجابة عن سؤال ألحَّ عليَّ بعد أن سمعتُ من ذلك الرجل ما سمعت: لماذا يحمل هذا الرجل هذا الشعور السلبي نحو بلادنا؟
وما زلت استسلم لإلحاح هذا السؤال حتى دفعني إلى حديث شخصي طويل مع ذلك المتحامل الحاقد كانت نتيجتُه اعتذاراً منه لي عن كثير مما قال. فما قصة الرجل؟؟
هو أحد طلاَّب المنح الذين درسوا في إحدى الجامعات السعودية، يحتفظ ببعض الذكريات الجميلة، ويشعر في قرارة نفسه بشعور جيد نحو المملكة ولكنه اصطدم ببعض المواقف السلبية التي بقي أثرها السلبي في نفسه وتنامى مع الأيَّام حتى أصبح حقداً أو ما يشبه الحقد، وقد لفت نظري ما ذكره لي من عبارات الاحتقار التي سمعها، ومن مواقف الإهمال التي وقفها ومن روح العنصرية التي واجهها من بعض من تعامل معهم أثناء وجوده في المملكة، وكان مما قال: إنَّ الحواجز النفسية كانت كبيرةً بيني وبين الأساتذة والطلاب السعوديين، وما كان يمرُّ بي يوم حتى أسمع عبارات من بعضهم لا ترضيني، ولم أستطع أن أقيم صداقةً أعتزُّ بها طيلة السنوات الأربع التي عشتها في المملكة، مع أنني كنت أحلم بأن أحظى بشرف القدوم إليها والتعامل مع أهلها.
كان الرجل يتحدَّث وأنا أقول في نفسي : كم نغفل عن هؤلاء الذين يعيشون بيننا زمناً يطول أو يقصر، وكم نفرِّط في فرصة وجودهم معنا.
والحقيقة أنَّ حواري الشخصي مع ذلك المتحامل قد أكَّد لي أنه يحمل في أعماقه مودَّة للمملكة وحبَّاً لها بصفتها بلاد الحرمين الشريفين ومهبط الوحي، ومهوى الأفئدة، وأن بعض المواقف السلبية هي التي أحدثت عنده صدمةً جعلته يتخذ ذلك الموقف المتحامل.
وتساءلت أليس هنالك برامج متكاملة لطلاَّب المنح في جامعاتنا السعودية؟
وحينما بحثت وجدت أنَّ هنالك لائحة صدرت بأمر ملكي كريم تسمَّى «لائحة رعاية طلاب المنح»، تتضمن تعليمات ممتازة للتعامل مع هؤلاء الشباب الذين يمكن أن يكونوا سفراء مخلصين لبلادنا حينما يعودون إلى بلدانهم، ومن بين تلك التعليمات، الأمر برعايتهم وعقد لقاءات معهم داخل الجامعة وخارجها، وربطهم بالمسؤولين والعلماء، وأخذهم إلى المناسبات العامة، وإلى الدروس والمحاضرات في المساجد وغيرها، وإلى مكة والمدينة، وإلى المعالم التي يمكن أن يزورها داخل المدينة التي يكونون فيها وخارجها.
إنها لائحة تستحق التقدير، ولكنَّ المشكلة في التطبيق، فقد علمت أنَّ بعض الجامعات مقصِّرة كل التقصير في تطبيق تعليمات هذه اللائحة الجميلة التي تحمل شعوراً صادقاً بالمسؤولية نحو هؤلاء الطلاّب الذين يفدون إلينا من دول متعددة.
إشارة


أنفسنا بالروح تسمو وما
أجسامنا إلا كمثل الإطار

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved