في السعودية..
هذا العنوان المثير.. الجالب لكثير من المال والشهرة..
ما الذي يحدث في السعودية؟
كيف تعيش العائلة السعودية؟
الأطفال المعذبون في السعودية
أزمة أسعار الحج في السعودية!
المرأة المضطهدة في السعودية!
العوانس السعوديات يمثلن نصف سكان العالم!
المطلقات السعوديات يثرن القلاقل العالمية!
هذه عناوين أهديها مجاناً وأتنازل عنها سلفاً لكل الذين صعدوا على سلم الشهرة على أكتافنا نحن السعوديين..
ففي المطبوعات العربية والعالمية كي تضمن مساحة جيدة للنشر، فعليك اختيار أحد هذه العناوين أو ما يماثلها..
فقد تحولت هذه البقعة من الأرض إلى موضع استثارة الناس وأصبح لدى الآخرين رغبة مستشرية في قراءة مكاشفات وهمية حتى عن أسعار الحج والإبل السائبة والكلاب الهائمة..
كل شيء فينا أصبح بحاجة إلى تعديل وأحياناً إلى تقويض فمناهجنا سيئة.
وتعاملنا مع أطفالنا سادي وجنسي
ونساؤنا يركلن في الليل والنهار
وبيوتنا يدنسها الخدم بالممارسات الشاذة
وكنا نفسر هذا كله في محاولة فضائية إلى زعزعة هذا الأمن الأخلاقي الذي يظهر به المجتمع متميزاً في تدني معدلات الجريمة والاغتصاب فيه إلى حيث أقل المعدلات العالمية..
وكنا نحسن الظن في بعض ما يطرح ونقول إن الإصلاح يحتاج أحيانا إلى التهويل وتكبير الأمور حتى يلتفت الناس إلى مشاكلهم قبل أن يستفحل أمرها.. وهذا جيد لو أننا لا نمر بأزمة إعلامية عالمية تحاول أن تشهر كل أسلحتها في وجه مجتمعنا وبنيته الأخلاقية والدينية..
فكيف نساندها وكيف نوقد أوارها كلما قاربت على الانطفاء..
الأكثر غرابة في هذا أن الصحف المحلية تكتب في مانشيتات عريضة مثل هذه العناوين، فكيف تخص السعودية مع أن الجريدة محلية ولا يحتاج الأمر إلى إضافة كلمة «السعودية» إلى عناوين في جريدة أو مجلة محلية من الطبيعي أنها تناقش مشكلات مجتمعها والمعتاد عليه هو أن تكتب اسم الدولة حين تتحدث عن بلد آخر وليس البلد الذي تصدرمنه..
لكن يغيب عن البعض أن هذه الموضوعات لم تكتب للاستعمال الداخلي بل كتبت للاستمعال الخارجي..
فمتى نتخلص من بعض إحسان الظن الذي لا يتناسب مع واقع الحال الذي يحيط بهذا الوطن ومجتمعه..
والمفترض أن تكون هناك وسطية ومقاربة في هذا الأمر..
فنحن لسنا ملائكة.. هذا حتما نعلمه تماماً...
والذي نعرفه أيضاً أننا لسنا بهذا السوء الذي يصوره الإعلام الخارجي وبعض المتأثرين به والراغبين بالحصول على الشهرة والمال من ورائنا!!
|