Monday 6th october,2003 11330العدد الأثنين 10 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لما هو آت لما هو آت
لهذا الهاطل المدرار... شكراً
د. خيرية إبراهيم السقاف

هذا الهاطل المدرار...
لحظة بياض...، حين تطرق بفوحة الصَّفاء أذنيك إشارةُ ورود رسالة هاتفية، فتفاجأ بحسِّك وقد اغتسل بقطرات حروف، تجيء ندىً يرطِّب ذاتك العطشى للرَّواء...
*** لحظة بياض...، حين تأخذك عيناك إلى موقعٍ ما في صحيفتك أو سواها... فتقع نظراتك على شلال حروفٍ نديةٍ بالنَّقاء، وتفاجأ بروحك وقد عاودها الفرح بلمحات صدقٍ، تجيء تطهيراً لدكن اعتورها في رحلة فقد...!
*** لحظة بياض...، حين يرن هاتفك فتهطل على أذنيك عباراتٌ مفعمة بالودِّ، والسَّلام، فتجد أنَّك مُحاطاً بسوار من النور، فلا تغادر أحاسيسك ولا روحك، ولا عقلك، ولا كيانك، فكلُّه رياض الوفاء والصدق والحب والاحتواء...
*** لحظات البياض، وأنت تفتح بريدك الالكتروني فتجدهم رسل حبٍّ وودٍّ ونقاء...
*** وأنت تتسلَّم رسائلك من بريدك الورقي فتجدهم يحيطونك بكتلٍ من المشاعر وبكثير من الدعاء...
*** كيف تجد ذاتك في لحظات مثل هذه؟
وأنت...:
هي، وهو، وهما، وهنَّ، وهم، وكلُّهم أنت؟
أفلا يعتريك من شهقة البياض سفر؟
أوَلا تفترش أجنحة التّحليق بك نشوة خيال؟
أوَلا تطمئن إلى جزئيات التكوين فيك خققةً خفقةً؟
*** و... تلك سارة الخثلان: الشاعرة، الناثرة، صاحبة المبادرات الإبداعية التي عرفها خارج أسوار بلادنا الناس، وظللنا نحيط سرَّها الإبداعي بشيء من تكهّنات الفراغ...
شأن لحظات الخسارة التي تعتورنا عادة حين لا ننكفىء على أطباقنا... لكنّني جلست إليها لثلاثة أيام...، أبحرتُ في شعرها، ونثرها، وفكرها فوجدتها النّاهضة، الرّاحلة مع كلِّ زخم قهوةٍ تعمِّر أرجاءَ الرّحيل في أنساق الإبداع...، وذلك الشاطىء في الشرق يرسل مع أمواجه بصوتها الجزيري المتميز...
*** و... تلك فوزية أبو خالد: الشاعرة، الناثرة، رفيقة الرحلة التي عجنَّا طحينها، وطحنَّا مجاهلها، حتى استوى الرَّغيف رغيفاً، وحتى تشاركنا في تقديمه للأفواه في لحظات جوعها، وشبعها!!...
وهي... ناصلة الحدِّ بين الوفاء والوفاء... بالوفاء...
في تنامي حسٍّ شاعري بالغ الصّفاء وهي تشاركني الجلوس فوق مقعد في مدرسة (نوَّارة)...، تنثر البياض صدقاً شفيفاً حتى وجدتُني أعجز عن ملاحقة شعاع حرفها...، وتمنيت أن أترك لها بياض البواح في مساجلة الإفضاء لنوَّارة وبها...
*** وتلك... وذلك....
من الألف إلى الياء في هجائية الأبجدية... رموزاً لأسمائهم...
وهم يمطرونني كلّ يوم - دون مبالغة - بوافر من شعاع البياض... حتى استوتْ غامرةَ الفرحةِ تفاصيلي...
*** وأمنيةٌ تتضوع فاغيتها بأحرفِ جملةٍ واحدةٍ، تتناغم مع كلِّ هذا الزَّخم النَّقي، تنطلق في سماء الأماني: ليت البشر جميعهم داخل مدرسة النّقاء هكذا...،
*** فلهذا الهاطل المدرار:
فسائل الحب، وغصون الوفاء...
وثمار النّماء...
وفرحة صدوقة لصدقٍ جميلٍ...
شكراً... حين يجيء الصِّدق تعبيراً للشكر.
وصدْقاً حين يكون الشكر صدقاً للجميع.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved