** كتبت قبل أيام عن عيادات التجميل وقلت.. إن ذلك جاء في إطار تلبية رغبة وتوجهات المرأة.. وأنه جاء في سباق «الموضات» النسائية الجارفة.. التي شملت وتشمل كل شيء.
** والموضات النسائية.. صدق بكل شيء.. ولا تستغرب أي شيء.. فكم مرة تُغير فستان المرأة.. ابتداءً من «الكرته» وانتهاءً بأحدث زي شهدته باريس أو حتى بيروت؟
** الرحلات الموسمية السياحية السنوية إلى الغرب وبالذات باريس.. تجلب وراءها موضات وتقليعات وأمور تعصف بأشياء كثيرة كانت موجودة.. من لبس وأكل وشرب وشكل وقوالب أخرى مختلفة.
** نعود الى موضوعنا.. وهي عمليات وعيادات التجميل.. التي انتشرت وتكاثرت وصارت أمراً عادياً جداً.. وصارت المرأة تذهب لعيادة التجميل.. أو لعملية التجميل وكأنها ذاهبة للكوافيرا أو لصديقتها.
** تقول النساء.. إننا نريد أن «نحورث» في أنفسنا ونستبدل فعل السنين في بشرتنا وأشكالنا.. إلى شكل آخر جديد يُجدِّد البشرة ويُنشط الخلايا الميتة ويعود البهاء والنضرة إلى الوجه والجسم.
** وتقول النساء.. اننا نريد اصلاح وسمكرة بعض النتوءات وبعض الاشكال إلى أشكال أخرى تناسبنا وتناسب الموضة.
** هذا كلام النساء.. أما الحكم الشرعي فهو لفقهائنا الاجلاء.. الذين أوضحوا الحكم الشرعي بكل جلاء وقالوا كلمة الحق.. فقامت الحجة على الجميع.. ولم يعد هناك شيء خافٍ... فجزى الله فقهاءنا كل خير.. فالحكم واضح.. والمسألة واضحة.. وليس فيها أي لبس أو غموض.
** لقد تدافعت النساء إلى عيادات التجميل بحثاً عن شفط الدهون التي تراكمت بسبب عدم الحركة وقضاء الوقت دون عمل ودون أي مجهود داخل المنزل أو خارجه.
** الدهون.. لم تتراكم من نفسها أبداً.. بل سببها «الضِّرسٍ» من ناحية.. والنوم الطويل من ناحية ثانية.. والشغالة التي التزمت بكل شيء داخل المنزل من ناحية ثالثة.. وقلة العمل والحركة.. وقلة «الدِّبْرِه» من نواحٍ أخرى.
** وتدافعت النساء بحثاً عن تعديل بعض الخشوم والبراطم وتخفيف الكروش والجنوب وتبييض الأسنان وحكحكة وتنظيف الوجه وتشقير وتقشير بعض أعضاء الجسم.. وهكذا أبدع الأطباء في كل ذلك وتدافعوا في فتح عيادات ومراكز.. وصارت العملية تكلف الشيء الفلاني.. من أجل تغيير شكل امرأة «!!!!».
** تسابق الأطباء إلى إجراء هذه العمليات.. فالمسألة مربحة للغاية.. وكل بضاعة وعمل يقدم للمرأة.. فهو مربح للغاية.. ويدر دخلاً ممتازاً.. بصرف النظر عن نوع هذا العمل.
** المشكلة.. أن أمراضاً خطيرة تعاني منها المرأة.. ويعاني منها الرجل.. لازالت في ذيل اهتمامات بعض أطبائنا.
** كل الاعلانات في الصحف.. عن عيادات التجميل.. وعيادات الذكورة والضعف الجنسي و«قِصْرِ الرَّجَّال» وسرعة القذف.. وعيادات الكشط والشفط والتَّقشير..
** أما عيادات العظام والروماتيزم أو القلب أو السكري أو الضغط أو الأورام أو الحساسية أو ما شاكلها.. فلا تجدها حتى لو بحثت في بعض المستشفيات مع الأسف.
** قد نتفق... اننا نحتاج إلى عمليات التجميل فيما لو أصيب الإنسان بتشوهات من جراء حادث مثلاً.. أو من جراء حريق أو مواد حارقة.. أو لأي سبب عارض طارىء... فهذا لا شك.. مطلوب لكن أن تُجري إمرأة واحدة خمس أو ست عمليات تجميل بدون سبب فهذا مرفوض للغاية.
** تقول النساء.. أن بعضهن عندما تشاهدها في المجلس بعد غيبة طويلة.. فإنك لا تعرفها.. لأنها غيَّرت «خشمها» و«براطمها» و«جْحُومها» وكشاهد حي على ذلك.. أشكال المطربات والممثلات التي تظهر كل عام بشكل..!!
** المسألة.. تحتاج إلى نقاش هادىء.
|