ونحن نعيش مرحلة حاسمة في هذا العصر، عصر يتطلب تنمية مستدامة، وعصر واجب مواكبته، سعياً للنيل من تطور ورقي منشود، ولنا أن نؤمن أن النيل من ذلك لن يتأتي دون توافر قواعد علمية، تبنى على أسس علمية رصينة، وبجهود متضافرة ومتماسكة، وعلاقات إدارية بين جهة وأخرى، يسودها روح التعاون والجد، ولهذا علينا أن ندرك أنه حتى الحلم الذي يأتي البشر في المنام، يأتي أحياناً بسبب التفكير أو تذكر أشياء معينة حال تهيئنا للنوم، وبقدرة قادر، يحلم الإنسان بما كان يفكر فيه أو يتذكره، وهذا في حد ذاته يعد نتاجاً، بعد أداء وجهد عمليين، فكيف لنا أن نتخيل أو نتأمل أنه بمجرد الرغبة أو النية بهدف تحقيق مهام معينة، نعتقد معه أننا سوف نحقق آمالاً نتطلع إليها، ومع إيماننا في الوقت نفسه أن هناك ثمة أموراً قد تنشيء مكونة من خلالها حجر عثرة أمامنا، ومعضلات معروف سلفاً أنها سوف تعرقل أو تحجم ما كنا نخطط أو نرسم له، وتلكم أمور يستشعرها غالبية الدارسين والباحثين المختصين بتلك الشؤون، الذين يسعون إلى تحقيق المراد منها أو حتى جزء منه على أرض الواقع. ونحن نتحدث عن مشاريع وطنية هامة، تحمل في نفوسنا هواجس وطنية وأمنيات متعددة، آملين أن نحقق ولو قدراً يسيراً مما نخطط ونرسم له حيالها، وهي إنجاح مشروع السعودة الوطني، فنحن هنا أمام أحد أمرين، إما أننا أدركنا أننا نسير وفق خطة لم نرسم لها تخطيطاً سليماً، أو أننا بدأنا بداية يعتقد البعض أنها متواضعة، ونقر نحن بالمقابل أنها قوية ومتينة، بخلاف ما يعتقده البعض، لكننا إذا ما أردنا أن نكون واقعيين أكثر وحريصين على مصلحتنا دون أن نعير إلى ما يقوله أو يعتقده الغير، خصوصا من خارج محيطنا، فعلينا ان نتعرف على مواطن الضعف أو العجز أو تلك المسببات التي حالت دون تحقيقنا لنجاحات مؤملة، من خلال تجارب مضت، لنستفيد من أخطاء الماضي، التي على أقل تقدير جعلتنا لا نزال نسير وفق خطوات بطيئة للغاية، نحو النيل من مشاريع تدريب وتعليم وسعودة مأمولة، بنهج أيضا لابد من الاعتراف به أن في طبيعة تطبيقه يأخذ صفة التدرج، وتلك الظروف هي أمر معايش وقائم، والمبادرة والإصلاح حيال ما يحدث من أخطاء، هو توجه صحي ومطلب واجب التنفيذ، ولهذا فإنني أعتقد بل أجزم، أن من أسباب تعثر المشروعات الوطنية المؤملة التطبيق نحو مشاريع السعودة، هو تداخل وتعدد في المهام الصلاحيات، وتعدد في صنع القرارات أيضا بين جهات عديدة، تبين لنا بعد ان طالبنا ومنذ زمن السعودة وظائف القطاع الخاص على وجه الخصوص، أنها تمثل السبب الرئيسي في تباطؤ سير ولا نقول إنجاح، مشاريع السعودة إلى الأمام.
«يتبع»
* الباحث في شؤون الموارد البشرية
|