ارتكاب الحماقات والمغامرات الطائشة التي يقدم عليها جنرال الارهاب ارييل شارون ليست جديدة ولا غريبة عليه وعلى الطاقم الوزاري والأمني الذي يعمل به، ويتوقعها كل من يتحالف مع هذا الارهابي المغامر الذي دخل عالم السياسة من عالم المغامرات، إلا أن الأمريكيين والرئيس جورج بوش ومساعديه من جونزاليز الى كولن باول ورامسفيلد وكل الذين يتعاملون مع شارون، لم يتوقعوا أن يورطهم هذا المغامر في واحدة من أكثر مغامراته طيشاً حينما تجاوز كل الخطوط الحمر واعتدى بطائراته المقاتلة على إحدى ضواحي العاصمة السورية دمشق، بزعم انها تؤوي قاعدة يتدرب فيها الفلسطينيون.
هذه المغامرة الطائشة لا تنتهك اتفاقية فصل القوات الموقعة مع سوريا بعد فك الاشتباك بعد حرب 6 أكتوبر عام 1973م فحسب، بل تظهر للعالم أجمع ان إسرائيل لا تحترم القوانين الدولية، ولا تراعي حتى ظروف حلفائها الذين يمدونها بالقوة والدعم السياسي ويشكلون لها الغطاء لحمايتها من المحاسبة الدولية.
والفعل الإسرائيلي الطائش الذي ارتكبته القيادة السياسية برئاسة ارييل شارون باعطاء الأوامر الى المقاتلات الاسرائيلية للاغارة على مواقع داخل الاراضي السورية، عمل في غاية الطيش وسوف يحرج الإدارة الامريكية كثيراً، لأن هذا الفعل مهما حاولت إسرائيل تغطيته بتبريرات بزعم وجود قاعدة تدريب لجماعة الجهاد التي تنتمي إليها الفتاة التي نفذت العملية الفدائية يوم السبت الماضي، إلا أن هذا لا يعطي الحق للطيران الإسرائيلي انتهاك أجواء دولة وقصف أراض بالقرب من عاصمتها، لأن مثل هذا العمل قد يفجر حرباً اقليمية لولا الحكمة المعتادة التي تتمتع بها القيادة السورية، ولكن ومع هذا لا يمكن القول ان الفعل الاسرائيلي الطائش قد انتهى، لأن سوريا تمتلك خيارات عديدة للرد على العدوان الاسرائيلي ومنها الخيارات السياسية، كنقل الفعلة المشينة إلى مجلس الامن الدولي المشغول حاليا بالبحث عن مخرج للأمريكيين للتخفيف عن المأزق الذي يحاصر الادارة الأمريكية الحليف الأوثق لإسرائيل، فإذا ما قدمت سورية شكوى إلى مجلس الامن الدولي ونقلت الأمر إلى الأمم المتحدة فلابد من توقف الجهود التي تبذل لمعالجة الأوضاع في العراق لمعالجة تبعات المغامرات الطائشة لشارون.. مما يعني أن فعلة شارون تعد وبمقاييس الإدارة الأمريكية عملاً تخريبياً موجهاً لأمريكا.
|