* القاهرة - مكتب الجزيرة - ريم الحسيني - القدس/ بلال أبو دقة:
أغارت طائرات اسرائيلية مقاتلة فجر أمس على أهداف في عمق الأراضي السورية وذلك في أعقاب العملية الفدائية التي وقعت يوم أمس الأول في مدينة حيفا..
وزعمت مصادر اسرائيلية: ان الهجوم استهدف معسكر تدريب تابع لحركتي حماس والجهاد الإسلامي..
وزعم بيان عسكري اسرائيلي ان الموقع الذي تم قصفه هو (عين الصاحب) الذي يبعد 20كم شمال- غرب العاصمة السورية دمشق.. وأضاف البيان: إن الموقع يستخدم للتدريبات ويتلقى الدعم من ايران، وتشمل التدريبات تدريبات على تركيب المتفجرات المدفعية وقتال الغيريلا. وزعم البيان: إن النشطاء الفلسطينيين تدربوا في هذا الموقع وعادوا إلى الضفة الغربية وقاموا بتخطيط وتنفيذ عمليات فدائية داخل اسرائيل أدت إلى قتل وجرح عشرات الاسرائيليين.
ورأت المصادر ان هذه العملية هي جزء من سياسة جديدة لاسرائيل تقوم على توسيع دائرة ما تسميه مكافحة الإرهاب أينما وجد، وهذه السياسة غير خاضعة لحدود أو قيود أو توقيت على غرار الرؤية الأمريكية الموسعة لمفهوم الإرهاب.
وقالت مصادر سياسية اسرائيلية: إنه تمت دراسة خيار الهجوم في سوريا في الماضي وكانت لذلك خطة معدة مسبقاً وقد تم اتخاذ القرار يوم أمس الأول..وقد أجرى رئيس الحكومة آرئيل شارون مشاورات هاتفية قبل تنفيذ القرار مع عدد من وزراء المجلس الوزاري.
وفي هذا الصدد قال ناطق باسم شارون: إن اسرائيل ستستمر في مهاجمة أهداف في سوريا طالما استمرت دمشق في منح ملجأ للمنظمات الفلسطينية على حد قوله.
من جهتها نفت قيادات الجهاد في بيروت وجود أي مواقع عسكرية للجهاد الإسلامي في سوريا أو لبنان أو في أي مكان خارج فلسطين، وقالت إن هذا محض افتراء لتبرير العدوان واستهداف قيادات الفصائل الفلسطينية في خارج الأراضي المحتلة.
وفي التطورات فقد عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا مغلقا أمس الاحد بناء على طلب دمشق لبحث الغارة الاسرائيلية التي استهدفت ليلة أمس موقعا داخل الأراضي السورية يزعم أنه يضم معسكراً لتنظيم الجهاد.
كما تم عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين لبحث الموقف الخطير المترتب على اعتداء اسرائيل على سوريا.
من جهة أخرى دان الرئيس مبارك الاعتداءات الاسرائيلية على منطقة التلا في سوريا والتي تبعد 25 كم شمال غرب دمشق.. وقال مبارك في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع جيرهارد شرودر المستشار الألماني الذي يزور القاهرة حاليا. ندين ما حدث على دولة شقيقة وذلك في إشارة إلى الاعتداءات الاسرائيلية على منطقة التلا بسوريا، وشدد مبارك على ضرورة وقف العدوان وعدم الاعتداء بزعم وجود منظمات على الأراضي السورية.
ومن جانبه انتقد شرودر الاعتداءات الاسرائيلية على سوريا قائلا إنه لايمكن القبول بهذه الانتهاكات ودعا شرودر إلى وقف الاعتداءات ووقف العنف المتبادل بين اسرائيل والفلسطينيين لاستكمال مسيرة السلام. وكان الرئيسان مبارك وشرودر قد افتتحا الجامعة الألمانية بالقاهرة وبحثا عددا من القضايا خاصة قضية العراق والوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وفي اسرائيل فقد سادت حالة تأهب قصوى اعتبارا من مساء يوم أمس (الأحد) حيث يبدأ صيام يوم الغفران عند اليهود، وذلك خشية إقدام الفلسطينيين على تنفيذ عمليات فدائية في قلب اسرائيل على غرار عملية حيفا الأخيرة، وتقوم قوات معززة من الشرطة باتخاذ تدابير أمنية استثنائية في الأماكن العامة والكنس.
وكانت الشرطة الاسرائيلية قد قامت عشية عيد رأس السنة العبرية في الاسبوع الماضي برفع درجة التأهب إلى الدرجة «ج» لتستمر طيلة فترة الأعياد اليهودية.. وتعتبر درجة التأهب هذه أقل بدرجة واحدة من درجة الطوارئ؛ وتقرر خلال المشاورات التي أعقبت عملية حيفا إبقاء الدرجة «ج» وعدم رفعها.
تقسيم غزة إلى ثلاثة أقسام
هذا وقسم الجيش الاسرائيلي أمس الأحد قطاع غزة إلى ثلاثة أقسام في أعقاب العملية التي وقعت في حيفا، وتم تقسيم القطاع من مستعمرة دوغيت حتى مستعمرة نتساريم ومن نتساريم حتى المجمع الاستعماري «غوش قطيف» ومن «غوش قطيف» حتى خان يونس.. كذلك تم تقسيم القطاع في نقطتين إضافيتين في مفترق «غوش قطيف» وفي مفترق «نتساريم». وحسب ادعاء الجيش الاسرائيلي فإن هذه المعابر تستخدمها التنظيمات الفلسطينية من أجل تهريب الوسائل القتالية ومنفذي العمليات.
هدموا بيت الفدائية هنادي وبيت قائد سرايا القدس في جنين
هذا وهدمت قوات الاحتلال الاسرائيلي منزل أمجد عبيدي قائد سرايا القدس الجناح العسكري في منطقة جنين والذي تتهمه اسرائيل بالوقوف وراء عملية حيفا.. وهددت القوات الاسرائيلية زوجته بأنها ستقدم على هدم أي منزل تنتقل إليه مع أبنائها.
ونسفت قوات الاحتلال كذلك منزل هنادي جرادات منفذة عملية حيفا الفدائية بعد ان فرضت حصارا محكما على الحي بأكمله..
وقال شهود عيان في مدينة جنين في اتصالات هاتفية مع الجزيرة: إن ارتالا من المجنزرات والدوريات والجرافات الاسرائيلية توغلت في المدينة من كافة محاورها بعد ان أغلقت كافة مداخلها وأحكمت حصارها على المدينة، ثم اقتحمت منزل عائلة الفدائية الفلسطينية هنادي جردات «29عاما» والتي تعمل محامية..
وقال شهود العيان: إن جنود الاحتلال اقتادوا عائلة الشهيدة خارج المنزل ورفض والدها استقبال المعزين معتبرا استشهاد ابنته ثأراً لأخيها فادي جرادات الذي اغتالته القوات الاسرائيلية مع ابن عمها أيضا في جنين في الثاني عشر من يونيو-حزيران الماضي.
وقال أهالي المدينة: اجتاحت قوات الاحتلال الاسرائيلية مدينة جنين ومخيمها وفرضت عليهما حظر التجول حتى اشعار آخر وقام الجنود بتحطيم أبواب المنازل والمتاجر في خطوة انتقامية.
|