Monday 6th october,2003 11330العدد الأثنين 10 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أصدقاء إسرائيل في أمريكا يستغلون التطورات الجديدة أصدقاء إسرائيل في أمريكا يستغلون التطورات الجديدة
عملية حيفا جاءت بعد سلسلة من الاستفزازات الإسرائيلية

  * واشنطن من خالد عبدالكريم أ ش أ:
أنباء شن إسرائيل عمليات صاروخية على غزة في قلب الليل وعقب ساعات من عملية حيفا الاستشهادية يعني بصورة واضحة أن مثلث العلاقات الأمريكية الإسرائيلية /الفلسطينية قد يشهد المزيد من التطور وربما التعقيد في الأيام القادمة خاصة بعد خلو التعليق الأمريكي على العملية من أي اشارة الى خطة السلام المدعومة أمريكياً والمعروفةباسم خريطة الطريق.
وعلى عكس الرد الأمريكي على عملية حيفا والذي جاء عقب ساعات قليلة ليس من المتوقع أن ترد واشنطن على الاعتداءات الإسرائيلية الجديدة سوى بالموقف المعتاد وهو ان إسرائيل من حقها الدفاع عن نفسها وأنه يتعين على إسرائيل الوضع في الاعتبار النتائج المترتبة على تصرفاتها.
وقد لا يختلف الأسلوب الذي نفذت به هنادى تيسير عبدالملك الفتاة الفلسطينية البالغة من العمر 29 عاما العملية الاستشهادية التي وقعت في وقت سابق من يوم اول امس السبت في حيفا بشمال إسرائيل عن عمليات سابقة مماثلة غير أن توقيت الهجوم الأخير يحتاج إلى الرصد خاصة في ضوء المواقف الأمريكية المترددة حيال الصراع الفلسطيني /الإسرائيلي.
عملية حيفا التي أسفرت عن مصرع 20 شخصا واصابة العشرات جاءت عقب قرابة شهر لم تتعرض فيه إسرائيل لهجمات استشهادية على هذا النطاق الواسع.
وخلال الأسابيع الماضية لم تتوقف إسرائيل عن تصعيد الموقف باستهداف قيادات المقاومة الفلسطينية وعلى رأسهم الزعيم الروحي لحركة حماس الشيخ أحمد ياسين وشن عمليات على نطاق محدود داخل الأراضي المحتلة واتخاذ قرار بطرد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من مقره فضلا عن اعلان مضي العمل في بناء الجدار العازل الذي يفصل بين إسرائيل والضفة الغربية.
العملية جاءت أيضا بعد فترة ليست بالطويلة من استخدام الولايات المتحدة الشهر الماضي حق «الفيتو» لمنع قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب إسرائيل بالتراجع عن قرارها طرد الرئيس الفلسطيني.
وآخر ما تتزامن معه العملية الاستشهادية الأخيرة هو الحديث الذي نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية يوم السبت «وقبل ساعات من الهجوم» ووصف فيه وزير الخارجية الأمريكي كولين باول محاولةإسرائيل تهدئة المخاوف الأمريكية تجاه الجدار العازل من خلال ترك فتحات كبيرة في مشروع السور الذي سيمتد داخل الأراضي الفلسطينية بأنها «غير مرضية» وان المسئولين الأمريكيين يجرون مناقشات مكثفة لاعداد الرد الأمريكي على المحاولة الإسرائيلية..
وكشف باول عن انه أجرى مناقشات مطولة مع الرئيس الأمريكي جورج بوش يوم «الخميس» تركزت على الأوضاع في الشرق الأوسط وانه اجتمع بعد ذلك مع كبار المسئولين المعنيين برسم السياسات بين الفلسطينيين والإسرائيليين..
وينظر المراقبون الى تصريحات باول على أنها تمثل لهجة أكثر وضوحا وتشددا في التعامل مع إسرائيل غير أن هذا التشدد لن يستمر لفترة طويلة حيث جرت العادة أن يتراجع الموقف الأمريكي بصورة أكثر حدة كلما تعرضت إسرائيل لعملية استشهادية. وأصدقاء إسرائيل في الولايات المتحدة اعتادوا على استخدام تلك الهجمات في الوقوف ضد أي اشارة من الادارة الأمريكية للتنديد بإسرائيل على أساس أن إسرائيل تدافع عن نفسها.. التراجع بدا واضحا وبصورة فورية في بيان الرئيس الأمريكي الذي أدان فيه عملية حيفا.
وقال بوش «هذا الهجوم ر يؤكد مجدداً مسئولية السلطات الفلسطينية في محاربة الإرهاب الذي ما زال يمثل العقبة الرئيسية أمام تحقيق روية دولتين تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن».
.. ولم يشر بوش في بيانه الى ضرورة ضبط النفس من جانب إسرائيل أوعدم تصعيد الموقف حيث اكتفي بالقول إنه يتعين على الحكومة الفلسطينية الجديدة أن تكرس نفسها للقضاء على ما وصفه بالبنية التحتية للارهاب ومنع «عمليات القتل» المماثلة لما وقع.
وعلى الرغم من قول وزير الخارجية الأمريكي: أننا لم نتوصل بعد الى نتيجة بشأن الإجراء الذي يتعين اتخاذه وان المسئولين يدرسون مسألة السور العازل خاصة ما يتعلق بمساره والطريقة التي يتم بناؤه بها والمستوطنات الإسرائيلية والتزاماتنا القانونية تجاه هذه المسائل الا أنه من المرجح ألا تشهد الأيام القادمة أي تحرك أو اجراء أمريكي جدي.
وعدم ذكر الرئيس الأمريكي في بيانه أي شيء حول خريطة الطريق قد يعد إشارة على يأس ادارة بوش من امكانية التحرك مجددا لتنفيذ تلك الخريطة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved