هل لاحظتم ارتفاعا في أسعار أغلب السلع الاستهلاكية هنا؟
سألت التاجر الذي يبيع بالجملة فقال: ارتفع اليورو فارتفع السعر!!
لكني مررت عليه بعد شهر فقلت له: انخفض اليورو فهل انخفض السعر؟
قال: إن ما يرتفع عندنا لا ينخفض أبداً.
هكذا نحن والتجار المحترمون زادهم الله ورعاً.
أمام هذا الارتفاع لم يعد العامل في القطاع العام قادراً على مواجهة الحياة إلا بعنت ومشقة كبيرين في حياته، وقد مضت مدة طويلة ونحن كلما أقبلت الموازنة نتعشّم أن يتغيّر الكادر، فتأتي الموازنة والكادر هو... هو لم يطرأ عليه تغيّر بالرغم من الارتفاع في المواد الاستهلاكية وكل شيء.
دعونا نأخذ مثلاً مَنْ مرتبه ثلاثة آلاف ريال عدّاً ونقداً كل آخر شهر، وهذا الشخص لديه خمسة أطفال يقتاتون من هذا الراتب، وهو في الوقت نفسه يستأجر بويتاً يضم أسرته، فكيف سيعيش هذا الرجل؟!!
وهل سيوفر شيئاً؟ الجواب لا شيء، بل كم سيستدين هذا الرجل؟!!
- إيجار الشقة المتواضعة لن يقل عن 12000 ريال سنوياً، أي 1000 ريال شهرياً يذهب من راتبه الشهري مقابل الإيجار.
- يبقى من راتبه 2000 ريال شهريا تتوزع كالتالي:
أ- 300 ريال كهرباء . ب- 150 ريال تلفون!!. ج- 50 ريالاً ماء. د- 300 ريال وقود السيارة. هـ - 60 ريالاً مصروفاً يومياً للغذاء وغيره. و- 30 ريالاً برميلي غاز. ز- 1000 في الشهر لمناسبة، وليس كل شهر للمناسبات وما أكثرها!!
إذن كم سيكون المجموع الذي يستهلكه شهرياً من هو مقتر جداً «يعني على قدّه»؟ الجواب ان المجموع من غير الفقرة «ز» سيكون 3230 ريال شهرياً، أي ان لديه عجزاً مالياً شهرياً قدره 1230 ريال شهرياً، فمن أين يعوّضها؟ خاصة إذا علمنا ان خارج الدوام صار أقل وغير موجود في قواميس الإدارات الآن، أما الانتداب الذي كان يرقع الفتق فقد مات منذ زمن، زد على ذلك شح الترقية في الوظائف العامة الآن، لأن إحداث الوظائف نادر، ولأن أكثر الموظفين بالذات وقف على آخر المربوط كما يسمونه، فلا علاوة لديه.
ويقول العامة عن الراتب الشهري أنه «معاش» أي أنه يعيش المستلم له الى آخر الشهر ثم ينفد، ولكنه الآن ليس كما يقولون، لأن الماء زاد على الطحين فيه صار دينا لا معاشاً.
أسوق ذلك والموازنة على الأبواب، فلعل الله أن يفتح لهم مغاليق الأبواب هذا العام.
والله كريم.
فاكس 2372911 الرياض
|