Monday 6th october,2003 11330العدد الأثنين 10 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في ربوع فيحاء الشام «1» في ربوع فيحاء الشام «1»
عبدالله الصالح العثيمين

ما كان أسعدني - وأنا ابن فيحاء القصيم - أن أسافر إلى فيحاء الشام، مجدّداً الارتشاف من كأس ود معتق لم يزده مرور اثنين واربعين عاماً على الرشفة الأولى منه إلا عذوبة نكهة ولذة مذاق. وكنت قد سعدت بالبوح عن شيء منه - قبل بضع سنوات - في قصيدة ديباجتها:


في مهجتي لربوع الشام تحنان
صانت حميّاه أزمانٌ وأزمان
وأمطرته من التاريخ غاديةٌ
فاشتد أصلاً وماست منه أغصان
أتيت أحمله حرفاً تسطِّره
مشاعرٌ وأحاسيسٌ ووجدان
إن لم يَرُقْ لهواة الشعر قافية
أو ندَّ في سبكه لحنٌ وأوزان
فللهوى في عيون العاشقين رؤى
هي البيان إذا ما عزّ تبيان
وجئت يحملني عبر المدى قبسٌ
معطّر بالشذا الفوّاح فتّان
على جناحين ميمونين حفهما
من مهبط الوحي والتنزيل إيمان
ومن عشيّات نجدٍ مستطاب صبا
ريّاه شيح وقيصوم وريحان
أتيت من وطني شوقاً إلى وطني
وأرض يعرب لي دور وأوطان
عشقت وحدتها منذ الصبا ورست
لها بقلبي أساسات وأركان
وعشت والدرب تاريخٌ صحائفه
عزٌ وأسطره للمجد تيجان
يفوح من سيرة الهادي وشرعته
عطراً نسائمه عدلٌ وإحسان

وكان مما أتاحته لي فرصة تجديد الارتشاف من كأس ذلك الود المعتق ان جددت اللقاء بأحبة اعتز بصداقتهم كل الاعتزاز واقدّر اخوَّتهم كل التقدير.
وفي طليعة هؤلاء أخي الكريم وصديقي العزيز الشاعر المجيد ابو عبدالعزيز خالد الخنين، الملحق الثقافي السعودي في سوريا، وزملاؤه في الملحقية، وبخاصة من غمرني بلطفه الأخ عبدالله الوتيد، والصديقان الكريمان اللذان سعدت بزمالتهما في كلية الآداب بجامعة الملك سعود سنوات وسنوات: الدكتور نذير العظمة والدكتور محمود الربداوي، إضافة إلى عدد آخر من الاخوة والاخوات من أهل الشام، والاخوة الزملاء المشاركين في الأيام الثقافية السعودية من سبق أن عرفتهم وتجدّد اللقاء السعيد بهم، ومن لم يسبق أن اجتمعت بهم وسعدت بالاجتماع بهم أول مرّة.
على أن حظّي - في هذه المرة - ازداد حسناً وسعادة. ذلك أني وجدت نفسي - وأنا في أحضان فيحاء الشام - مغموراً بنشوة عارمة وأنا أعانق الصف ناهضاً الصوت في العرضة النجدية، وأمسك الصف في شيلة حوطي فيحاء القصيم، وأشاهد فرقتها تلعب سامريّها الممّيز، مردّدة قصيدة عبدالعزيز البراهيم السليم - رحمه الله - عن السامري:


قلب يااللّي سمر من حسن طارٍ سمر
يوم راعي الهوى يصغي لطقة يده
طقوا الطار والملعب عليهن عمر
وارتوى اللعب من خمر الهوى باجوده
طوّعوهن هل العادات فوق وحدر
لين طاعن وميت القلب وش عوِّده

ومما زادني بهجة وحبوراً ان وصولي الى دمشق تزامن مع صدور مجموعة شعرية جديدة لي عنوانها «دمشق وقصائد أخرى»، فكان ان سعدت بإهداء نسخ منها إلى عدد ممن أكنُّ لهم وداً وتقديراً. ومما أثلج صدري ان الندوة التي شاركت فيها عن أثر العقيلات في العلاقات بين المملكة العربية السعودية والجمهورية العربية السورية كانت برئاسة الزميل الصديق أبي بدر حمد القاضي، ومشاركة الزميل الصديق ابي ضاري الدكتور عثمان الرواف، وكنت مطمئناً كل الاطمئنان لأن أي خلل مني سوف يسدّانه بما عهد عنهما من لطف ومعرفة.وإلى اللقاء مرة أخرى لقراءة شيء مما دار في تلك الندوة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved