* الرياض - محمد العيدروس - محمد السهلي:
* عدسة - حسين الدوسري
أُسدل الستار عصر أمس على إحدى اعقد العمليات في جراحة الطب الحديث، وغادرت الطفلتان السياميتان المصريتان تاليا وتالين غرفة العمليات عند الساعة الثالثة عصراً، بعد نجاح باهر لعملية فصلهما داخل مستشفى الملك فهد للحرس الوطني.
وخالف الدكتور عبدالله الربيعة رئيس الفريق الجراحي وطاقمه الطبي الذي اجرى تلك العملية جميع التوقعات الطبية والخطط المقترحة واهمها تخفيض عدد الساعات المقررة للعملية والتي كان مفترضاً أن تكون أكثر من عشر ساعات، إلى جانب النجاح في تخفيض كميات الدم المتوقع فقدانها.
وتحول مستشفى الملك فهد ومدينة الملك عبدالعزيز الطبية بدءاً من الساعة السابعة والنصف صباح أمس إلى حدث كرنفالي عالمي، حيث انتشرت اطقم القنوات الفضائية ومراسلو الصحافة المحلية والعالمية منذ وقت مبكر.
وتحولت سراديب المستشفى واجنحته إلى خلايا نحل لا تهدأ لتمتلىء باللجان الطبية والاجتماعية والإعلامية.
ولم تهدأ الحركة التي بدأت نشطة الا بانتهاء المؤتمر الصحفي الذي عقده الدكتور عبدالله الربيعة وأعلن فيه نجاح العملية.
وكانت الطفلتان السياميتان المصريتان تاليا وتالين قد خرجتا من غرفة العمليات ولله الحمد بعد أن أتم عملية فصلهما فريق جراحي طبي سعودي برئاسة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة المدير العام التنفيذي للشئون الصحية بالحرس الوطني والتي كانت قد بدأت في الساعة السابعة والنصف صباح أمس السبت.
وقال : إن عملية فصل التوأم السيامي المصري تمت بشكل نهائي ولله الحمد بنجاح تام وقبل الموعد المحدد لها . . فيما كانت حالة التوأم قبل العملية الالتصاق في أسفل الصدر في الغضاريف والأربطة السفلية والأغشية الداخلية للبطن والكبد.
وأعلن رئيس الفريق الطبي نجاح العملية ولله الحمد في وقت قياسي بعد اكتمال عملية ترميم الجرح والتجميل التي اجريت بعد عملية الفصل التي كانت أهم مراحلها عملية فصل الكبد.
وأفاد أن التوأمتين ستنقلان إلى غرفة العناية المركزة للاطفال لمتابعة حالتهما للأيام القادمة « 4 او 5 ايام» وطمأن الجميع بأن حالة التوأم مستقرة ولله الحمد.
وهنأ والدي الطفلتين والشعبين الشقيقين المصري والسعودي وجميع الشعوب العربية والإسلامية على نجاح العملية.
ودعا الله تعالى أن يجعل هذا العمل في موازين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني الذي تكفل بعلاج التوأم معبراً عن فخره وتقديره للفريق الطبي المشارك في العملية والذي بلغ 19 شخصاً من جراحين وفنيي تخدير وتمريض. ومن جانبهما رفع ولدا الطفلتين تاليا وتالين ايديهما بالدعاء لله تعالى على نجاح العملية التي اجريت لابنتيهما في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض راجين الله العلي القدير أن يجزي والد الجميع صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز على كريم رعايته وتكفله بعلاج ابنتيهما وأن يحفظ للمملكة ما أنعم الله عليها من خيرات وتقدم في كافة المجالات وجعلها تبذل في خدمة المسلمين في كل مكان.
كما شكرا الفريق الطبي السعودي برئاسة الدكتور عبدالله الربيعة على جهده خلال العملية الذي امتد ساعات متواصلة في جو من الترقب حتى تكللت العملية بالنجاح بتوفيق الله عز وجل.
وقالا «رغم التوتر الذى لازمنا طوال الفترة الماضية الا اننا كنا متفائلين وكانت ثقتنا بالله سبحانه ثم بالخبرة والعلم الذي يتمتع بهما الفريق الطبي السعودي المشرف على الحالة خير مطمئن لنا خلال فترة إنجاز العملية.. وننتظر أن ييسر الله لنا لكي نحضن طفلتينا بعد العملية.. كما كان للنقل التلفزيوني إسهام في طمأنتنا وتهدئتنا ».
وكررا الشكر لجميع الشعب السعودي الكريم على ما احاطوهما به من رعاية واهتمام.
من جهته أثنى المهندس عبدالكريم عبدالحافظ جد الطفلتين السياميتين لأمهما على التغطية الإعلامية لعملية الفصل بانها جيدة وتفتح بابا جديدا لمثل هؤلاء الأطفال وتلفت نظر العالم إلى أن هنا في المملكة «البلد العربي المسلم» مركزا عالميا لمثل هذه العمليات يقوم عليه شباب عربي مسلم .
من جهته قدم سفير جمهورية مصر العربية الاستاذ محمد رفيق خليل شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رئيس الحرس الوطني على تلك العناية الفائقة والمتابعة المستمرة والاهتمام البالغ من سموه الكريم للطفلتين المصريتين اثناء إجراء عملية الفصل والتي كللها الله عز وجل بالنجاح، مما جعل كافة قلوب وألسنة المصريين تلهج بالدعاء والشكر لسموه الكريم ولكامل الفريق الطبي السعودي الذي حقق بهذا الإنجاز رقما قياسيا على مستوى العالم في إجراء مثل هذه العمليات.
وقال إن ايادي سمو ولي العهد البيضاء التي بادرت بتكفل جميع مصاريف العملية، قد لامست قلوب كل المصريين والسعوديين بل لا أبالغ اذا قلت كل عربي ومسلم على الإطلاق.
وحيا السفير المصري الفريق الطبي السعودي بقيادة الجراح صاحب القلب الكبير الاستاذ الدكتور/ عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة الذي أثبت عن حق مدى مقدرة العالم العربي والجراح العربي للتصدي لمثل هذه العمليات الكبرى بنجاح واقتدار. كما اوجه الشكر العميق إلى الإعلام السعودي وإدارة العلاقات العامة والإعلام بالحرس الوطني التي جعلت العالم كله يعيش هذا الحدث لحظة بلحظة مما جعل كل القلوب تدعو الله بالنجاح والتوفيق للقائمين عليه.
وأكد أن هذا اليوم هو يوم مشهود في تاريخ الطب السعودي والطب العربي عموما حيث سيقف التاريخ امام هذا الحدث طويلا وسيتحدث عنه بكل تقدير وافتخار واعتزاز.
***
مشاهدات
* شارك قرابة ال 45 استشاريا وطبيبا واخصائيا في اجراء العملية الجراحية الكبرى.
* العالم أجمع تابع مراحل العملية عبر «الإنترنت» والبث المباشر لعدد من القنوات الفضائية.
* الدكتور عبدالله الربيعة أكد تطبيق جميع الخطط المقررة للعملية بنجاح ودقة وقال: انه قد تم تخفيض العملية إلى أقل من ساعة ونصف الساعة من الوقت المقرر لها.
* يشكل هذا الحدث الإنجاز السابع على مستوى المستشفى والرابع على مستوى مدينة الملك عبدالعزيز الطبية.
* بدأت العملية بالتخدير في الصباح الباكر ثم فتح البطن من الخلف ثم الاتصال بالكبد وفصل التوأمتين ووضع كل منهما في طاولة مستقلة.
* خلال المؤتمر الصحفي الذي بدأ عند الساعة الرابعة قدم د. الربيعة زملاءه افراد الطاقم الطبي فرداً فرداً وتحدث كل منهم عن دوره تفصيلا كما ارتجل السفير المصري كلمة في بداية المؤتمر.
|