كان أول ما لفت نظري بعد عودتي من الإجازة هو تباين الأفكار بين ماجد عبدالله ومحمد النويصر نائب المشرف العام على منتخبنا الأول لكرة القدم حول لمن تكون الأولوية للمنتخب الوطني أم للأندية!
ولفت نظري رأي ماجد عبدالله الذي يرى ان الأولوية في كل شيء هي للمنتخب وهو نتاج فكر قديم كانت خلاله الأندية التي تقدم نجوما للمنتخب تعاقب بحرمانها من نجومها في المنافسات المحلية الأمر الذي قلل من حظوظها في الفوز ببطولات مواسم عديدة وأدى لأن تتراجع في نسبة تموينها للمنتخب فيما استغلت تلك الفترة من قبل الأندية التي تتفرج على المنتخب أو التي تقدم له لاعباً أو اثنين فقط ونشطت في حساب مرات الفوز على المنافسين في غياب نجومهم!!
ووجهة نظر ماجد عبدالله تتفق مع فكر مضى كان يهمش دور الأندية ويجهل ان الخاسر الأكبر من هبوط مستوى المسابقات المحلية هو المنتخب الوطني وان قوته هي من قوة الأندية التي تدعمه بالمواهب والنجوم وان الاقتراب منها ومن ظروفها والتعاون معها هو الأسلوب الأمثل الذي يقود لصناعة نجاح جماعي يفرز نتائج ايجابية على الصعيدين المحلي والخارجي!!
على النقيض من ماجد تحدث النويصر بمنطقية أكبر مؤكداً الحرص على تحقيق التوازن بين مصلحة المنتخب ومصالح الأندية وان الاهتمام بالمنتخب لا يعني بالضرورة إهمال المسابقات المحلية وتهميش الأندية!
أرجو ان لا يتوسع النقاش في هذا الموضوع حتى لا ندخل في دائرة أيهما الأول البيضة أم الدجاجة؟!!
الهلال والنصر بالفيديو!!
كان أول من التقيته من الأصدقاء بعد عودتي من الإجازة هو صديقي النصراوي الذي تفضل بزيارتي في المنزل مصطحباً معه شريط فيديو توقعت انه يحتوي على مباراة فائز فيها النصر قد تكون مع الخليج أو مع الرياض لكنه فاجأني بمباراة الهلال والنصر الأخيرة!
قلت: غريبة لأن الذي أعرفه ان النصراويين لا يحتفظون بأشرطة مبارياتهم مع الهلال عندما تكون السيطرة فيها هلالية!!
قال: جرايدكم فقط هي التي قررت سيطرة الهلال في هذه المباراة!!
حاولت ان استغل حماسه وأتعرف أكثر على موقفه الحقيقي من جرايدنا وقلت جرايدنا هي التي دائما ما تضع فريقك في الجو حتى لو كان خارج الخدمة!!
لم يعلق وانشغل بالفيديو وقبل ان يبدأ العرض طلب مني ملاحظة كم مرة صفر الحكم على فريقه!!
قلت: أفا يا صاحبي ما لقيت شيء تحتج عليه إلا عدد (الفاولات)!!
قال: لا أبيك بعد تدقق في اشتراك الحارثي مع الحربي وتشوف ان الحارثي ما كان يقصد إصابة الحربي!!
ودار شريط الفيديو إلى ان سجل النصر التعادل، قلت: اللي أعرفه ان هدف الهلال قبل هدف النصر قال صح بس أنا ماسحه!!
قلت أخاف بعد كم سنة تعتبرون النصر فايزاً في المباراة ونرجع لاسطوانة فزنا عليهم 39 وفازوا علينا 35!!
لا تعليق من صاحبي إلى ان انتهت المباراة وسألني عن رأيي في المباراة وفي الحكم المطلق وإصابة الحربي، أجبته بأن فريقكم نجا من الهزيمة، أما الحديث عن التحكيم فقد فات وقته وبالنسبة لإصابة الحربي ففعلاً الحارثي لم يكن يقصد الكورة!! ردد صديقي (قاتل الله التعصب) وأخذ شريطه ولحقته لتوديعه وهو في سيارته!!
فارس القرن!!
إذا كان فريق القرن يكتسب هذا اللقب بفعل إنجازاته التي حققها فإنني أمنح فارس القرن هذا اللقب للمميزات التي ينفرد بها والتي حالت بينه وتحقيق الإنجازات!!
فهو (المتنبي) ينام ملء جفونه عن شواردها وبقية الفرق تنهض وتتسابق من أجل الفوز بالبطولات!!
وهو الأوسع انتشاراً على الخارطة الإعلامية.. يعلق ويشتكي ويحتج ونادراً ما يحتفل!!
إمكاناته المادية جيدة قياساً بالآخرين واختياراته موفقة في الغالب على صعيد المدربين واللاعبين الأجانب لكن كل هذا لم يفلح في نقل فارس القرن من دائرة (مكانك راوح)!!
وهذه الدائرة صنعت له تميزا في صياغة الأعذار وتبرير النكسات!!
وفي سبيل الخلاص من عقدة هذه الدائرة صار تعامله مع الأحداث على طريقة (طاش ما طاش)!!
مثير جداً للجدل يملأ الدنيا ضجيجا وهو في الصفوف الخلفية!!
يسمونه فاكهة الأندية وربما لهذا هو آخر من يحضر على موائد البطولات!!
وكان يمكن ان يكون اسماً على مسمى (لو) فتحت النوافذ وسمح بدخول تيارات هوائية تغير الأجواء داخل النادي وتنقيها خارجه!!
وان يكون الأول (لو) احسن المرور مع المنافذ التي تفتح له أحياناً ربما صدفة أو مجاملة أو جبر خاطر!!
وهو فريق النجوم التي تسطع لتنير الطريق أمام مرماها للآخرين!!
وفريق المواهب التي تحترق بسرعة اقصد التي تحرق بسرعة!!
لديه قدرة على الصمود عند النكسات حتى لو كانت خماسية وسداسية الأهداف!!
تركيبته الفنية لا تسعفه على تجاوز المواجهات الكبيرة لذلك يعتبر هو أفضل فريق فائز بالمركز الثاني!!
وهو الثاني حتى في قائمة اهتمامات القائمين عليه!!
لهذا كان طريق فارسنا عامراً بالكبوات وظل خارج نطاق (لكل جواد كبوة)!!
ولهذا أيضاً فاتت عليه العديد من فرص تحقيق الإنجازات التي كان قريبا من تحقيقها فيما لو تعامل معها بشيء من العقلانية والهدوء وتقدير قوة المنافسين والاعتراف بها بدلاً من تهميشها أو السخرية منها!!
ولكل هذه المتناقضات هو يستحق فعلاً لقب فارس القرن!!
آخر السطور
فانلة لاعبي أحد الفرق معروضة على الشركات للإعلان بحيث تستوعب الفانلة خمسة إعلانات على صدور وظهور وكتوف اللاعبين على أمل ان تظهر بشكل أشبه (بجدار) مليان دعايات!!
استثمار الفانلة صورة من صور استثمار (الدنفسة) الذي تعبر عنه محاولات الاستثمار الابتدائية التي أخذت تمارسها بعض الأندية!!
|