بعد انقطاع دام ثمانية أشهر .. الحكم صالح الشمراني في حوار مع « الجزيرة »:
أمير الشباب أعادني للملاعب
هؤلاء توقعوا سقوطي وأذهلتهم في اختبار الكوبر

* حاوره - سلطان الجلمود:
بعد انقطاع دام ثمانية أشهر عن الملاعب بسبب الإصابة تمكن الحكم الدولي صالح الشمراني من اجتياز اختبار الكوبر رغم أن هذا الاختبار هو أول مشاركته بعد الإصابة.
وحقق الشمراني نجاحاً في هذا الاختبار رغم التوقعات التي أكدت صعوبة اجتيازه لهذا الاختبار.
«الجزيرة» باركت له هذا النجاح وأجرت معه هذا الحوار الذي تطرق فيه إلى العديد من الأمور الهامة سواء له أو لزملائه الحكام فإليك التفاصيل:
* بعد نجاحك في اختبار الكوبر هل كنت تتوقع ذلك قبل دخولك الاختبار رغم عدم جاهزيتك الكاملة من الإصابة؟
- في الحقيقة إنني قبل دخول اختبار الكوبر سمعت كلام العديد من الرياضيين والمتخصصين في اللياقة البدنية وأهل الخبرة وكانوا يقولون لي صعبة جداً أن تجتاز هذا الاختبار نظراً لتوقفي فترة ثمانية أشهر بسبب الإصابة وكان أول مشاركة لي هو اختبار الكوبر.
ولكن بتوفيق الله سبحانه وتعالى والتشجيع الكبير الذي لقيته من زملائي الحكام وعلى رأسهم رئيس اللجنة الأستاذ عمر الشقير ورئيس اللجنة الفرعية الأستاذ محمد البشري وأيضا لا أنسى وقفة أخصائي العلاج الطبيعي بنادي الشباب البرازيلي برنبوك الذي ساعدني في التأهيل.. كل ذلك أعطاني الثقة في نفسي لدخول هذا الاختبار وزاد من معنوياتي وولد الإصرار لدي للنجاح في ذلك والحمد لله توفقت في ذلك وأنا الآن في فرحة لا توصف بعد اجتيازي ذلك.
* وهل تماثلت الشفاء الآن من إصابتك السابقة التي أبعدتك فترة طويلة عن التحكيم؟
- بالتأكيد فأنا لم أدخل هذا الاختبار إلا بعد زوال الإصابة بشكل كبير وكنت في المرحلة الأخيرة من التأهيل وقد أعطاني أخصائي العلاج برنبوك الضوء الأخضر في المشاركة لتأكده من شفائي من الإصابة تماماً.
* وما هي طبيعة الإصابة التي تعرضت لها ولماذا جلست هذه الفترة الطويلة في علاجها؟
- حدثت لي الإصابة قبل ثمانية أشهر تقريباً أي مع نهاية الموسم الماضي وأجريت بعد ثلاثة أشهر من وقوع الإصابة عملية جراحية في الركبة على يد الدكتور سالم الزهراني وتكللت بفضل الله بالنجاح، الحمد لله على ذلك.
واستغرق البرنامج التأهيلي فترة أربعة أو خمسة أشهر وكانت الإصابة في الركبة اليمنى في أحد الغضاريف والآن زالت تماماً لأني لم أستعجل في العلاج بل حاولت أن أشفى بشكل أفضل واتباع إرشادات الطبيب وأخصائي العلاج.
* بعد حدوث الإصابة لك هل وجدت الاهتمام من اللجنة الرئيسية للحكام أم كان هنالك إهمال لك؟
- شيء طبيعي وبدون مجاملة كانت وقفتهم مشرفة سواء اللجنة الرئيسية أو الفرعية وأيضاً زملائي الحكام وقفوا معي وقفة كبيرة يشكرون عليها ساعدتني كثيراً من جميع النواحي خصوصا المعنوية لأن المصاب يحتاج كثيراً إلى الدافع المعنوي وهذا ما فعلوه معي.
* وهل كانت تكاليف العلاج وإجراء العملية من جيبك الخاص؟
- لا لم تكن من جيبي الخاص بل قامت اللجنة الرئيسية برفع خطاب إلى الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد حفظه الله وتبرع سموه بجميع التكاليف الخاصة بعلاجي حيث أجريت عملية جراحية وجلست فترة طويلة في التأهيل على نفقة سموه فهو عودنا على ذلك كرياضيين.
* وما هي أول مشاركة لك بعد شفائك من الإصابة في القريب العاجل؟
- ستكون أول مشاركة لي يوم 23 شعبان أي بعد أسبوعين وستكون خارجية في دولة قطر الشقيقة وستكون بدايتي من هناك والطريف أن إصابتي حدثت أيضاً في قطر العام الماضي.
وسبق وأن رشحتني اللجنة للمشاركة في تحكيم مباراة كوريا الجنوبية ولبنان مع عبدالرحمن الزيد وخلف البقعاوي ولكن لعدم جاهزيتي قدمت اعتذاري على ذلك.
* قبل عودتك للتحكيم هل شاهدت الحكام في المباريات الماضية من الدوري؟
- نعم شاهدت مستوى التحكيم في هذا الموسم وكان المستوى جداً رائعاً وفي تطور عن السنوات الماضية والحكام أفضل واستفادوا كثيراً من المعسكر الذي أقيم لهم خارجياً وأقول الله يوفقهم وأنا دائماً معهم وقلبي معهم وإن شاء الله من أفضل إلى أفضل.
* ولكن رغم هذا التطور الذي تقوله إلا أن النقد في هذا الموسم زاد كثيراً على الحكام ما تفسيرك لذلك؟
- بالنسبة لذلك فهذا شيء غير مستغرب فهي قديمة ومعروفة منذ فترة طويلة والحكم السعودي يعاني من النقد سواء من رؤساء الأندية أو اللاعبين والإعلام بصفة عامة رغم أن الحكم السعودي قدير ومجتهد وصاحب نجاحات وإنجازات أفضل من غيره على المستوى الآسيوي أو العربي ووصل إلى المستوى العالمي.
* ولكن في المواسم الأخيرة حدثت من الحكام أخطاء كبيرة وزاد النقد بسبب تلك الأخطاء؟
- الحكم بشر ومن الطبيعي أن يغلط ولكن المشاهد أن الحكم لم يوفر له النقد الهادف البعيد عن التجريح فهو يسعى إلى النجاح فعندما ينزل إلى الملعب لا يفرق بين اللون الأخضر أو الأبيض إلى آخره ولكن الحكم السعودي يعاني من النقد الجارح وليس الهادف وأتمنى من رؤساء الأندية والإعلاميين أن يكون نقدهم هادفاً حتى يستفيد الحكم من ذلك فهو يسعى إلى إنجاح التحكيم وليس العكس.
* في ظل هذا النقد هل تعتقد أن الحكم أصبح شماعة الفريق الخاسر في كل مباراة؟
- نعم هذا الكلام صحيح فالحكم السعودي أصبح شماعة أخطاء الفريق الخاسر في جميع المباريات وجميع الأندية أصبحت تعلق خسارتها على الحكام «وانفك الحبل على الغارب» وأصبح الجميع يجرح الحكم السعودي، برغم أن خبرتي ومشاركتي الخارجية وجدت أن الحكم السعودي هو الأفضل على المستوى الخارجي.
* كحكم وتمثل الحكام هل تطالبون بوضع حد لذلك أم تريدون علاجاً لذلك لأنه ربما يتعدى ذلك ويفقد الحكم السعودي ثقته؟
- لا أقول إلا كما قال زميلي الحكم عبدالرحمن الزيد بأن الحكام تحت مظلة الاتحاد العربي السعودي برئاسة سمو الأمير سلطان بن فهد، فالحكم السعودي ممنوع من الرد والتصريح وأتمنى أن يأتي الشخص الذي يعطي الحكم حقه ويدافع عنه.
* وهل هناك مبدأ الثواب والعقاب في لجنة الحكام حتى يستفيد الحكام من ذلك؟
- نعم فهذا شيء طبيعي فاللجنة تمنح جوائز للحكام المتميزين في نهاية كل عام بينما الحكم المخطئ يعاقب ويتم استدعاؤه ويشرح له الأخطاء التي وقع فيها حتى لا يتكرر ذلك وهذا من أسباب تميز الحكم السعودي لأنه عندما يتميز يجد الدعم وعندما يخطئ يجد العقاب.
* ولكن كيف يتميز الحكم ومكافأته في المباراة لا تتجاوز 500 ريال ولا تصرف له فوراً بل تتأخر؟
- أعتقد أن التحكيم هواية ولا ننظر للمقابل المادي فالتحكيم لا يزال هواية وإنما ينتظر الشكر عندما يتميز والعقاب ينتظره عندما يخطئ وأتمنى أن يكون التحكيم احترافاً في المستقبل مثل كرة القدم التي بدأت عندنا كهواية ثم تطورت وأصبحنا نعيش في الاحتراف الذي ساهم كثيراً في تطور الكرة السعودية.
* في نهاية الحوار ما هي طموحاتك بعد وصولك للشارة الدولية في مجال التحكيم؟
- في النهاية أشكر جريدة «الجزيرة» والقسم الرياضي برئاسة مدير التحرير للشؤون الرياضية الأستاذ محمد العبدي و على التميز الذي عودت القراء عليه لما تحظى به من مصداقية وعلى إقامة هذا الحوار معي وأتمنى أن أوفق في الوصول إلى التحكيم في أحد المونديالات العالمية لكي أكمل مسيرة زملائي الحكام الذين سبقوني في ذلك ودعواتكم لي بالتوفيق.