اطلعت على ما كتب في هذه الصحيفة من مقالات عن بعض الظواهر الاجتماعية ولعل من أبرز الظواهر الاجتماعية التي تزيد من أواصر الألفة والمحبة وتقوي العلاقات تلك الاجتماعات الدورية. فنحن في زمن صعب قلَّت فيه لدى البعض الزيارات والصلات الاجتماعية فالجار لا يرى جاره إلا في المسجد إن كانا ممن يحافظان على صلاة الجماعة ويؤديانها في بيوت الله وبعضهم يرفع يده لصاحبه عندما يراه وهو يهم بدخول البيت أو خارجاً منه.
ولكن هناك ظاهرة انتشرت في مدينة بريدة بشكل ملحوظ وهي ظاهرة إيجابية وأمرٌ محمود في نظري واقصد بذلك «الدوريات الاجتماعية»، حيث يتم تنظيم اجتماعات دورية إما اسبوعية أو نصف شهرية أو شهرية أو دورية أو سنوية بين الجيران أو زملاء العمل أو الأقارب أو الأصدقاء، ومعظمها تكون في استراحات ويتحمل الجميع تكاليف الاجتماع وان كانت التكاليف تنحصر في مبلغ ايجار الاستراحة.
وأما أمور الغداء أو العشاء فقد بدأ الجميع يتجهون إلى الاقتصار على الأكلات التي لا يصاحبها تبذير أو اسراف وهناك من اتجه إلى طريقة جيدة وهي ان تحضر كل اسرة طعامها وان يكون محدودا ثم يأكل الجميع من مختلف الأصناف والأطباق وبدون تكلفة كبيرة ويناقش خلال الاجتماع عدد من الأمور التي تهم المجتمعين وحبذا لو تم الأخذ بهذه الطريقة لدى الجميع لما لها من مردود إيجابي.
عبدالعزيز بن صالح الدباسي
بريدة ص.ب 244
|