كنت أتابع ما يجري في الساحة الصحفية هنا من كثرة ما يكتبه أو يتحدث به الكتاب السعوديون عن إدارة الرقابة العربية من نقد أو عشم فيها، وآخر ما قرأت مقالة لسعادة الدكتور ابراهيم السماري، وتلك المقالة جاءت عبارة عن وجهة نظره هو لتلك الإدارة، وأعتقد أنه له الحق ان يبدي وجهة نظره كما يراها، ولا نحجر على فكر احد. ثم جاء رد من سعادة الدكتور سليمان المجلي، ونعت الدكتور السماري بأنه يصف الكتاب الذين يراجعون الادارة إياها بمن هب ودب، وذكر الدكتور المجلي ان ما قاله السماري غير صحيح، وطلب منه من خلال العنوان ألا يعمم وجهة نظره، وأعتقد ان الدكتور المجلي قد قسا على الكاتب وتلك الادارة، بالرغم من صحة بعض ما قال في مقالته. ورد عليه الدكتور السماري ردا شخصيا هو اكثر منه ردا متقنا، وكأن بينهما خلافاً لم يتفقا عليه، واعتقد ان كليهما وفقهما الله لم يلامس المشكلة التي يعاني منها الكتاب من تلك الادارة «أعني ادارة الرقابة العربية» والمشكلة هي ان المراجع لها يحس بأنه غير مرغوب فيه لديهم ابدا، مع العلم انه كان الاجمل ان يكونوا معه كإخوة مصلحتهم وهدفهم واحد.
زرت الادارة يوم الاربعاء الماضي ومررت على مكتب مديرها الاستاذ يوسف اليوسف اعانه الله فرأيته مكفهرا وغاضبا مني أنا بالذات، وذلك أنه يظن أنني الدكتور سليمان المجلي!! ورجعت الى هذا الاسم «سليمان المجلي» فوجدت أنه قد رد علي وعلى الأستاذ العساكر في جريدة الرياض، وذلك قبل مدة، فهل يعقل أن أكون أنا الشخص الذي ناقشني يومها ووصفني ووصف العساكر بأننا نبحث عن الشهرة؟!! شيء عجيب ان يحدث هذا «رده كان قبل مدة في جريدة الرياض - صفحة التراث».
لكن السؤال الأهم هو: لماذا نغضب من النقد أيا كان؟
وأقف كثيرا أمام مسألة الكتابة عن الرقابة العربية، وأظن انها غير مجدية، لأن كثيرين من الكتاب والباحثين تناولوا ذلك ويتناولونه خلال جلساتهم الخاصة وبصوت مسموع، وسوف يستمرون حتى تتحسن، فهل يضر تلك الادارة ان يكتب عنها الدكتور المجلي نقدا؟ وهل ينفعها ان يكتب عنها الدكتور السماري مدحا؟ اظن انهم أعلم بأنفسهم من غيرهم، خاصة وان هدف الجميع هو خدمة هذا الوطن المعطاء، فلماذا نغضب من النقد الهادف البناء، خاصة الأفكار التي طرحها الدكتور المجلي وهي جديرة بالتمعن فيها؟ وكان الأجدر بتلك الادارة ان تشكر المجلي من مبدأ «رحم الله امرأ اهدى إلى عيوبي» وان يتقبلوا نقده برحابة صدر ومحبة، هذا هو المفترض فيهم.
ولا يفوتني هنا كأحد المثقفين ان أبارك لمعالي الدكتور فؤاد الفارسي على الثقة الملكية بأن يكون اول وزير لوزارة الثقافة والإعلام، ولعل معاليه ان يقف مع المثقفين ويساندهم لدى قسم الرقابة العربية حتى يظهر القسم بمظهر جميل ومبهج للمثقفين، كما لا أنسى جهود سعادة وكيل الوزارة الدكتور عبد الله الجاسر والأستاذ مسفر المسفر المستشار والمشرف على الاعلام الداخلي والأستاذ الخلوق جدا محمد علوان مدير عام المطبوعات وجهودهم التي هي واضحة للعيان.
وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح.
محمد أبو حمرا
|