الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد وآله وصحبه.. أما بعد:
فان من اعظم الرزايا واكبر المصائب فقد العلماء العاملين، لقد فقد المسلمون في الساعة الواحدة من ليلة الخميس السابع من شهر رجب 1424هـ، عالماً عاملاً زاهداً نحسبه والله حسيبه ولا نزكي على الله احداً، ذلكم هو فضيلة الشيخ الداعية المجاهد عبدالرحمن بن عبدالله آل فريان مؤسس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم ورئيسها لمدة 47 عاماً أي حوالي نصف قرن، حتى وفاته رحمه الله، وقد تجاوز عمره ثمانين عاماً مع ما يقوم به من الدعوة الى الله عز وجل وعمارة المساجد والشفاعة في وجوه الخير واعمال البر التي يتعدى نفعها للمسلمين مع ما يتحلى به رحمه الله من الزهد والعبادة من القيام والصيام والاعتكاف وقراءة القرآن ومجالس الذكر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والاحتساب لا تأخذه في الله لومة لائم، ومن البشائر ولله الحمد انه مات بطمأنينة وكان آخر مانطق به الشهادتان فالحمدلله على توفيقه ونسأل الله عز وجل ان يكون ممن طال عمره وحسن عمله، غفر الله لنا وله ورفع درجته في عليين وخلف له في عقبه في الغابرين {إنا لله وإنا إليه راجعون} ونسأل الله عز وجل ان يعوض المسلمين فيه خيراً، اللهم آجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيراً منها.
ومشاركة في التعبير عن هذا الخطب الجلل والمصاب العظيم نظمت هذه الأبيات..
الحمدلله العظيم الشان
رب البرية خالق الأكوان
خطب جليل قد أقض مضاجعي
واهتز منه جوارحي وكياني
ليل الخميس لسبعة من سابع
في رابع العشرين من أزمان
ألف مئين وأربع من بعدها
تاريخ موت العالم الرباني
ذاك الفريان الموحد ربه
بالعلم يدعو ناصح السلطان
أمضى ثمانيناً ونيَّف فوقها
في حُسن اعمال وحسن بيان
جاب البلاد بطولها وبعرضها
يدعو احتساباً في رضى المنان
زار المدارس والمساجد داعيا
ومؤسسات الأمن والطيران
وكذا المساجد شُيدت بجهوده
ويقام فيها ثاني الاركان
كم من يتامى قد ربوا في عطفه
وكذا مساكين بكل مكان
وشفاعة في الخير يبذل جاهه
يرجو ويأمل رحمة الرحمن
ومؤسس الحلقات حتى أينعت
فحياته في خدمة القرآن
من نصف قرن كنت ترعى سيرها
ولقيت فيها لذة الإيمان
كم حافظ ومعلم وأئمة
قد خرَّجت في سائر البلدان
حِلَق الإناث تعلّمت فتياتنا
فيها كتاب الله خير امان
يارب فاخلف شيخنا في اهله
والمسلمين بسائر الأوطان
أصلح له ذرية يرجو بها
نفعاً له بالبر والاحسان
قد مات يلهج بالشهادة ذاكراً
نعم الختام لذاكرالديَّان
فاللهَ نسأل ان يضاعف اجره
يجزيه بالخيرات خير جنان
في عالي الفردوس فاجعل نُزْلَه
ياربنا ذا الجود والغفران
صلى الإله على الحبيب محمد
مارُتل القرآن كل أوان
والحمد للرحمن حمداً دائماً
في كل حالٍ ياعظيم الشان
|