في هذا اليوم المجيد.. يوم الوطن الذي تحتفل به مملكتنا الغالية تزقزق العصافير فرحةً بقدومه، وتزداد الأرض اخضراراً ورونقاً بحضوره المتميز.. وتبتسم العيون مهنئة مباركة بعرس الوطن المجيد.. وتزدان القلوب بالمحبة والتسامح وتنتشر رائحة العود والبخور والعنبر، وتزين الصغار ضفائرها بعقود الفل والكادي والياسمين وتمتد الأيادي لتصافح القلوب البيضاء مهنئة بعيد الوطن عرس الوطن.. وتتعاهد من جديد على حماية الوطن والذود عنه بالروح والدم.. وفي هذه المناسبة الغالية على كل سعودي ومقيم في هذه البلاد الغالية التي ما فتئنا نعيش على أرضها الغالية ونأكل من خيراتها.. ونتآخى مع شعبها الغالي.
أردت أن أقدم للقارئ العزيز باقة متميزة من أقوال القائد الفذ المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله فتلك الأقوال نقطة من بحر هذا الملك الخالد في القلوب والنفوس والأعمال.. «فإلى تلك الباقة المتميزة من أقواله»:
* في الحرب: لست من المحبين للحرب وشرورها وليس أحب إليَّ من السلم والتفرغ للإصلاح 19/3/1344ه.
* المذهب: لا يسأل أحد عن مذهبه أو عقيدته ولكن لا يصح أن يتظاهر أحد بما يخالف اجماع المسلمين أو يثير الفتنة.
* النفعيون: التباعد بين الراعي والرعية يدع مجالاً للنفعيين فيجعلون الحق باطلاً ويصورون الباطل حقاً 15/1/1346ه.
* عن المملكة: لقد أسست هذه المملكة من دون معين وكان الله وحده معيني وسندي وهو الذي أنجح أعمالي 1347ه (مؤتمر الرياض)
* الفضائل: الإنسان يقوم على ثلاث فضائل، الدين، المروءة، الشرف واذا ذهبت واحدة من هذه سلبته معنى الإنسانية شوال 1355ه.
* وعن الجامعة العربية: مستقبل الجامعة العربية مرهون بمشيئة الشعوب لأن الرؤساء والأمراء ينفعون الجامعة بتأييدهم إياها، ولكنهم لا يثابرون على تأييدهم إلاَّ إذا عرفت الشعوب مزاياها واتفقت على الرغبة فيها وحالت بهذه الرغبة القوية النيرة دون تنافس الرؤساء وتنازع الامراء 1365ه.
* من جنود الله: أنا واسرتي وشعبي جند من جنود الله نسعى لخير المسلمين.
* التعاضد: إذا كان المسلمون والعرب في منعة من التعاضد والتكاتف فليست هناك قوة في مقدورها مهاجمتهم وإذلالهم.
* وعن الزهد: يقول رحمه الله: والله والله إني لأفضل أن أكون على رأس جبل آكل من عشب الأرض وأعبد الله وحده من أن أكون ملكاً على سائر الدنيا ومن فيها.
* الصدق: تكلم معي كثيرون من الأوروبيون وقالوا: إن حكوماتنا تكرم الرجل الصادق الذي يقوم بحق بلاده فإذا صدقنا في أعمالنا وقمنا بحقوق بلادنا احترمنا القريب والبعيد.
* الدعوة: يقول رحمه الله انني ادعو المسلمين جميعاً إلى عبادة الله وحده والرجوع للعمل بما كان عليه السلف الصالح لأنه لا نجاة للمسلمين إلا بهذا.
* الإسلام: الإسلام عزيز علي ورهبته في قلوب أعدائه كبيرة فواجب المسلم أن يقوم بالدعوة إلى عبادة الله عبادة خالصة وأن يسعى لإصلاح شؤون المسلمين اصلاحاً حقيقياً لا نظرياً.
* دين محمد: دستوري وقانوني ونظامي وشعاري دين محمد صلى الله عليه وسلم فإما حياة سعيدة على ذلك وإما موتة سعيدة.
* فرد منهم: كل فرد من شعبي جندي وشرطي وأنا أسير واياهم كفرد واحد لا أفضل نفسي عليهم ولا أتبع في حكمهم غير ما هو صالح لهم.
* كلمة : قال رحمه الله أنا لست من الرجال الذين يرمون القول بغير حساب فأنا رجل عملي إذا قلت فعلت.
* وبعد: هذه بعض من كلمات ومآثر رويت عن الملك الراحل عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن سعود مؤسس كيان هذا الوطن الغالي.. إنها تبين مدى صدقه مع الله ومع نفسه، ومع شعبه ومدى تمسكه بالإسلام، وبالخصال الحميدة، فهو رحمه الله يدعو للسلم ويكره الحرب ويرى أن الاصلاح أفضل من الحروب ويدعو إلى عدم مخالفة جماعة المسلمين واثارة الفتنة، ويدعو الناس إلى الصدق مع الله ومع النفس ويؤكد أنه يفضل عبادة الله والتفرغ لها على الملك. ويؤكد أن دستور المملكة هو منهج النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي لايزال هو دستور هذه البلاد. وهو ما أقره خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله في النظام الأساسي للحكم.
* كلمة حق: هنيئاً لمملكتنا الحبيبة مؤسسها رحمه الله وهنيئاً لها حامي دستورها العظيم وراعيها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وهنيئاً لها هذا الكم الهائل والتقي والنقي من المسؤولين والمسؤولات من أبناء هذا الشعب المخلص أبداً المعطاء أبداً.. النقي أبداً.. وهنيئاً لنا بالعيش في هذه الأراضي الغالية.. ومع هذه القلوب الطيبة.. وهنيئاً للجميع العيد الوطني المبارك وكل عام ومملكتنا الغالية بألف خير ومبروك عرس الوطن.
وكلمة حق: المرجع للأقوال (شبه الجزيرة في عهد الملك عبدالعزيز) للمؤرخ خير الدين الزركلي. ج2.
لحظة دفء:
وطني.. فيك الدفء وأنت الملاذ....وطني.. فيك الحب وفيك العطاء....مَنْ يعيش بدون وطن....كمن يعيش في العراء فراشه الأرض....وغطاؤه السماء......بوركت يا السعودية.......يا بلد الخير والنماء......بوركت يا السعودية......يا بلد العز والسخاء...... بوركت يا السعودية....مرفوعة الرأس أبد الدهر....فخورة شمخاء
| 
