كما أعرف بأن هذه الكلمة هي المخرج المنقذ الذي يأخذه (رعاة وسدنة التخلف) للفرار من تيار الحياة الهادر المحتطم، وهي السلاح الهزيل الذي يقارعون بها السنة الكونية المبنية على دوام التبدل والتغير{وتلك الايام نداةلها بين الناس } [آل عمران: 140].
على كل حال يجب أن يكون هناك خط واضح يميز بين ما يسمونه خصوصية وبين بعض من خصائص العلاقات في هذا المجتمع، والتي توجد لدينا فقط دون بلدان العالم.
فالإعلامية العريقة نجوى غرباوي، تعرضت لطارئ صحي فلم تترك تكابد مصيرها وحيدة ولم يُهل فوق تاريخها الإعلامي الغبار دون تقدير، بل حظيت باهتمام من ولي العهد نفسه، وأمر بعلاجها ومتابعتها.
وما نشر الأسبوع الماضي في الصحف المحلية حول تطويق محاولة رشوة من قبل الزميل محمد الأحيدب، والأستاذ ماجد السعيد، ومن ثم عندما أمر أيضاً ولي العهد بمكافأتهما، وسط طوفان الفساد والرشاوى، يشعل هذان المواطنان الضوء في حلكة الممرات الإدارية الدامسة، تماما كتلك الحكاية التي أوردها د. غازي القصيبي في كتابه (حياة في الإدارة) والتي تدور حول قصة موظف دولة رفض رشوة بمليون ريال، فأمر عندها الملك فهد بتعويضه بنفس المبلغ قائلا (رفضها حراماً وستعود له حلالا).
هذه هي خصوصيتنا، هذا ما آراه نادراً ومميزاً في ملامح نسيجنا الاجتماعي.
الخصوصية التي تجعل بين القمة والقاعدة علاقات لا توجد في أبجديات الدول الأخرى إلا في فترة الانتخابات الرئاسية.
أنا لا أقول بأننا نعيش في المدينة الفاضلة الخالية من العيوب، فالأخطاء والعيوب هي التحدي الذي يوضع أمام البشر ليتماسكوا أمام التكليف الإلهي.
الذي أريد أن أصل إليه بأن خصوصيتنا تبرز من خلال هذا السهل الأخضر من العلاقات المتميزة المتينة والمختلفة، وليس في تلك الأقفاص التي يروج لها البعض بدعوى الخصوصية.
e-emai
|