مع أنّ الوقت لا يزال مبكراً على انتخابات الرئاسة الأمريكية التي ستحل بعد أكثر من عام، حيث ستجري في نهاية عام 2004، إلاّ أنّ استطلاعات الرأي في المعاهد المتخصصة ووسائل الإعلام الأمريكية من صحف ومحطات التلفاز تحاول أن تسبِّر غور آراء الامريكيين ومعرفة مدى رضاهم عن أداء الرئيس الحالي جورج بوش الابن الذي سيترشح عن الحزب الجمهوري لفترة ثانية.
ولأنّ الامريكيين يضعون الاقتصاد في مقدمة اهتماماتهم لعلاقته المباشرة في حياتهم اليومية، فقد استأثر الأداء غير المقنع للقضايا الاقتصادية بامتعاض من استطلعتهم وسائل الإعلام الأمريكية، وتساهم الأوضاع في العراق والورطة التي تتعرض لها القوات الأمريكية هناك، حيث تفقد يومياً أكثر من قتيل، في تدنِّي نسبة التأييد للرئيس جورج بوش الابن إلى مستوى لم تصل له من قبل. فقد أشارت نتائج استطلاع للرأي أجرته صحيفة نيويورك تايمز وشبكة تلفزيون «سي. بي. إس» نُشر يوم الجمعة إلى تراجع ثقة الأمريكيين في تعامل الرئيس جورج بوش الابن سواءً مع قضايا الشؤون الخارجية أو مسائل الاقتصاد بدرجة واضحة بما يعيدها إلى مستويات كانت عليها لدى توليه منصبه في كانون الثاني- يناير عام 2001م.
وأوضحت نتائج الاستطلاع أنّ 45 في المائة فقط من الأمريكيين يثقون حالياً في قيادة الرئيس جورج بوش فيما يتعلق بالقضايا الخارجية، مقابل 60 بالمائة في نيسان/ أبريل من هذا العام، وأعرب نصف من شملهم الاستطلاع عن عدم الارتياح إزاء طريقة تعامله مع الأزمات الدولية.
كما أوضح الاستطلاع أنّ تسعة تقريباً من كل عشرة أمريكيين يعتقدون أنّ الحرب في العراق ما زالت جارية، وأنّ ستة من كل عشرة لا يعتقدون أنّ الولايات المتحدة يجب أن تساند بدرجة كبيرة جهود بوش في العراق.
نتائج هذه الاستطلاعات مع توالي النكسات للإدارة الأمريكية في المواجهات اليومية التي تتعرض لها القوات الأمريكية في العراق، وانكشاف العديد من الحقائق حول عدم الجزم بوجود أسلحة دمار شامل في العراق، لا بد أن يزيد من معارضي سياسة الإدارة الامريكية في التفرد باتخاذ قرارات مصيرية كالحرب في العراق، ويقوي حملة الديمقراطيين التي حتماً ستؤدي إلى مزيد من التآكل في رصيد بوش الانتخابي.
|