* قلقيلية د ب أ:
اعتاد سكان قلقيلية أن ينظروا أمامهم ليروا كفار سابا عبر الحقول. لكن الفلسطينيين الآن في مدينة قلقيلية بالضفة الغربية حينما ينظرون نحو الغرب بدلا من أن يروا هذه المدينة الواقعة في وسط فلسطين 48 يحجب عنهم الرؤية جدار ارتفاعه ثمانية أمتار من الاسمنت الرمادي.
وهذا الجدار الذي سارع سكان قلقيلية باطلاق اسم «حائط برلين» عليه يمتد لنحو ثلاثة كيلومترات عبر ما يسمى «الخط الاخضر» الذي يفصل الضفة الغربية عن إسرائيل. وفي شمال المدينة وغربها يتحول الجدار إلى سياج من السلك الشائك مزود بأجهزة استشعار الكترونية. وفي الشرق فقط توجد فتحة صغيرة عليها نقطة تفتيش تابعة للجيش تقف على جانبيها سيارات الاجرة الصفراء التي تحمل ترخيص السلطة الفلسطينية فيما ينتظر الراجلون في صف أمام الجنود الاسرائيليين لفحص هوياتهم والسماح لهم بالعبور.
ويقول محمد عبوشي منسق اتحاد لجان الاغاثة الطبية الفلسطينية في قلقيلية «إنها أشبه بسجن كبير». والسياج الذي يدور حول قلقيلية هو جزء من الحاجز الامني البالغ طوله 430 كيلومترا الذي تبنيه إسرائيل بينها وبين الضفة الغربية. وأكملت إسرائيل بناء أول 123 كيلومتراً منه تبدأ من أقصى طرف في الضفة الغربية ويمر عبر مستوطنة الخانة في جنوب قلقيلية في نهاية حزيران/يونيو.
ووافق مجلس الوزراء الاسرائيلي برئاسة إرييل شارون على مسار بقية السياج هذا الاسبوع، والحاجز الذي يتألف في معظمه من سياج رغم أن خمسة في المئة منه عبارة عن جدار مقاوم للرصاص يشق طريقه ملتويا في بعض المناطق بمحاذاة الخط الاخضر لكنه في سبيل حماية أكبر عدد من المستوطنات يغوص إلى عمق سبعة كيلومترات في أراضي الضفة الغربية في بعض المناطق.
وبذلك يفصل الجزء المكتمل أكثر من 10 آلاف فلسطيني عن بقية الضفة الغربية ويتركهم معزولين في 13 قرية غربي السياج.
وتقول منظمة حقوق الانسان الاسرائيلية بيتسليم إن نحو 70 ألف فلسطيني آخرين يعيشون شرق السياج عزلوا عن أراضيهم وأصبحوا لا يتمكنون من دخولها إلا عبر بوابات خاصة بالمزارعين. وبالقرب من قلقيلية يتوغل السياج مرتين في الضفة الغربية ليضم مستوطنتين هما تسوفيم في الشمال الشرقي وألفي ميناشي في الجنوب الشرقي وبذلك يترك سكان المدينة البالغ عددهم 40 ألف نسمة في معزل بين جيبين. وتقول امتان أبو الرويس (22 عاما) العاملة بمركز لاعادة التأهيل إنها تستغرق ساعة للوصول إلى رأس الطيرة والضبعة ووادي الرشا وهي ثلاث قرى صغيرة خلف السياج الذي يلتف حول مستوطنة الفي ميناشي حيث تضطر لسلوك طريق بمحاذاة السياج يدور حول المستوطنة. وهي تزور القرى برفقة ممرضة واحدة مع عيادة متنقلة مرتين أسبوعيا. وتقول إنها كانت تصل في 10 دقائق فقط قبل بناء السياج. وعلى مسافة قليلة من مركز إعادة التأهيل يركب عبد الله الدراني حماره مارا ببوابة المزارعين على الطرف الشمالي من قلقيلية. وكانت الساعة الواحدة ظهرا في بداية موسم جمع الزيتون وقضى الرجل البالغ من العمر 65 عاما صباحه في جمع ثماره. وقبل وضع البوابة في مكانها كان الدراني يصل إلى أشجاره في 15 دقيقة. لكنه يقول إنه يضطر للانتظار لساعة على البوابة حتى فتحها في الظهر قبل أن يحصل الجنود على الموافقة من مكتب التنسيق في المنطقة للسماح له بالعبور.
ويقول إن الجيش اجتث نحو 80 في المئة من أشجاره لبناء الطريق المؤدي إلى مستوطنة تسوفيم لكنه لا يريد تعويضا فهو يقول إنه إذا طلب تعويضا فهذا يعني الاعتراف بحق إسرائيل في مصادرة أرضه.
|