الذين اعتادوا السفر جواً يتذكرون جيدا بعض الإرشادات التي توجه للركاب المسافرين قبيل إقلاع الطائرة، ومن بين تلك الإرشادات تذكير المسافرين الذين برفقتهم أطفال بأن عليهم في حالة نقص إمداد الأكسجين داخل الطائرة سحب قناع الأكسجين وتزويد أنفسهم أولاً بالأكسجين قبل أطفالهم. ليس في هذا التوجيه الملاحي الجوي ما يعني أن حياة الكبار أهم من حياة الصغار. الفكرة هنا هي أن الكبير لن يستطيع إنقاذ نفسه وإنقاذ الصغير طالما كان الكبير نفسه في حالة ضعف وتردٍ.
في التربية والتعليم - وفي غيرها أيضاً - نحن في أمس الحاجة إلى قيادات تربوية ومدرسية قادرة على إنقاذ وتطوير واقعنا المدرسي، واقعنا المدرسي اليوم مثقل بالكثير من المشكلات والعوائق التي تحول دون تقديمنا التعليم النوعي المتميز الذي يستحقه أبناؤنا ونتمناه لوطننا. سوف تزداد فرص تحقق هذا النوع من التعليم عندما يتلقى العاملون في الميدان (أي الصغار، إن صحت العبارة) الدعم والتوجيه الصادق من القيادات (الكبار) في مناخ من التقدير والتشجيع لإنجازاتهم والعدالة في منحهم الفرص.
* كلية المعلمين بالرياض
|