اطلعت في جريدة «الجزيرة» في عددها 11312 على ما كتبه الأخ الفاضل عبدالرحمن عقيل حمود المساوي بعنوان «الاجهاض وتشوه الأجنة سببه التدخين يا بنات» وهو في الأصل رد على الأخت الفاضلة طيف أحمد.. وقد غفل كلاهما عن السبب الرئيس لممارسة عادة التدخين وهو ضعف الوازع الديني عند الفتاة ولو فكرت الفتاة المسلمة بعقلانية ان هذا الدين هو الطريق إلى بقاء ودوام القيم الإنسانية والأخلاقية وان الأخلاق المستمدة من الدين والشريعة الإسلامية تنظم سلوك الإنسان لما أقدمت على شرب الدخان.
ان التواصل والانفتاح على الثقافات الأخرى أفرز مجتمعا اكثر انفتاحا وهذا التفاعل مع الثقافات الأخرى لا بد ان يؤدي إلى تأثير.. فالمرأة في المجتمع لم تعد معزولة عما يدور في المجتمعات الأخرى، بل أصبحت ثقافات المجتمعات الأخرى وعاداتها وتقاليدها ماثلة أمام عينيها عبر الفضائيات وبذلك أصبحت تبني أنماط سلوكية جديدة لا تتفق مع ثقافة المجتمع المسلم وعاداته وتقاليده ومن ذلك عادة التدخين التي بدأت تنتشر في أوساط شرائح متعددة من الفتيات على اختلاف اعمارهن ومستوياتهن التعليمية. وبغض النظر عن مسببات هذه الظاهرة إلا ان من المقلق حقا هو انعكاساتها السلبية على المرأة ذاتها وعلى ذريتها سواء ماديا أو صحياً، ويجب مجابهة هذه الظاهرة برفع مستوى الوعي لدى المرأة وكشف المخاطر الصحية والمادية وهذا يتطلب حملة اعلامية مكثفة والتأكيد على المرتكزات الإسلامية.
ويرجع الدكتور موريس بولسون - وهو طبيب نفساني - أسباب التدخين عند الشباب والفتيات إلى انهن لا يجدن في بيوتهن التفهم الصحيح لمشاعرهن وحاجاتهن.. وهنا سؤال يطرح نفسه: لماذا يفتقد الشباب والفتيات الاهتمام بمشاعرهم؟ ان غياب الآباء والأمهات في العمل وحرمان الأبناء والبنات من عواطف الأمومة وتوجيهات الأبوة ورابطة الأسرة وما نجم عن ذلك من انحرافات اخلاقية وان حاجة الأبناء والبنات إلى من يحمل لهم نور الإيمان والصلاح أهم من حاجتهم إلى توفير الطعام والشراب.. ان تربية الأبناء والبنات مسؤولية على عاتق الوالدين وضرورة متابعتهم ومتابعة أخلاقهم، وفي كثير من الأحيان يكون الوالدان سببا في تحطيم ابنائهم وتدمير حياتهم بطريقتهم الخاطئة في التربية والتوجيه.
سعد بن عبدالله بن عبدالعزيز
الرياض 11345 - ص.ب 381146
|