Saturday 4th october,2003 11328العدد السبت 8 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مدارس للمتعثرين دراسياً مدارس للمتعثرين دراسياً

قرأت في اليوم الثامن عشر من الشهر السابع من العام الجاري ما أزجاه الأخ بندر بن عبدالله السنيدي في مديح الدكتور علي بن ناصر الغفيص محافظ المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني وما كتبه الأخ محمد بن عبدالعزيز الموسى عن التربية عبر مقالين أحدهما في نفس اليوم وما كتبه محمد بن إبراهيم فايع عن فلاسفة المجالس إذا تحدثوا عن التعليم ورغبة جامحة في التعليق، أتمنى ان أراه على جريدتي وان يلقى صداه لدى ساسة التعليم والتربية والتدريب وهو مجرد أكمال لمشوار المقالات الأربع ليس إلا، «التربية أهم من التعليم» عبارة حفرت في الأسماع، عرفناها زمن الاسم القديم «المعارف»، يرددها من يصدق عليهم فلاسفة المجالس المتفكهين بمسائل الميدان التربوي البعيد عن كل جوارحهم وإن كان «النقل غير مباشر» مسببين لنا وعكة فكرية وذهنية، نحبها من أهل الميدان لمشكلة «النصائحجيين»، نظام التعليم والتعليم نفسه يصب في قنوات التربية ومعرفة خدمة التعليم للتربية رد جميل على المتفيقهين في بحر «التربية والتعليم»، الفصل بينها من قبل فلاسفة المجالس الذين تحدث عنهم الأخ محمد فايع هو الذي أعنيه، الانتظام في الطابور تربية والجلوس على كرسي الدراسة والاتكاء على طاولة التعلم تربية والعقوبات في المدارس تربية والالتزام بالحصص من قبل ساكني المدارس تربية والتخطيط في دور التعليم وحسن عرض الدروس تربية والحفاظ على ممتلكات المدارس تربية وفتح الكتاب تربية والعدل بين الطلاب تعليم وتربية وحسن الاصغاء وتعليمه للطلاب أثناء التعليم تربية وتعليم الطلاب احتساب درجات السلوك امتداد للتربية والقائمة طويلة تربية وتعليم وتربية وتعليم، أتمنى ان تسمى وزارتنا «وزارة التربية» لننتهي من هذه المقدمة دون العودة لها، إن حديث التربية على لسان فلاسفة الكلم يهدم كل مجهود أخلص فيه أصحابه من الميدان «الرحم الواحد»، الميدان التربوي لأن المحضن واحد.. غرف الصفوف والفناء والأروقة وغرف النشاط والمكتبة والحاسب والمعلم والمدير عروق في الحبل السري الجامع للغذاء المتنوع «التربية»، في هذا المقال أريد ان أنوه بأهمية «فرقوا بينهم» كطريقة تربوية، هذا المبدأ لم يغب عن ذهنية ساسة التربية في وزارتي حيث نسمع عن المدارس المسائية الخاصة بالطلاب المتعثرين دراسيا والذين يكبرون زملائهم في صفوفهم لو انتظموا في المدارس الصباحية، خطوة مهمة قامت بها وزارة التربية والتعليم ولكني اقترح ان تتسع دائرة الاهتمام بها وان تكون صباحية ومسائية، لا أعني مدارس محو الأمية ومدارس الكبار، يقبع في كل مدرسة عدد من الطلاب الذين يكبرون زملائهم في العمر والجسم والذين يعاني منهم الجميع الطلاب والتربويون، فمتى يعزل جميع هؤلاء عن صغار السن فوراً؟ بحيث يحولون لمدارس مخصصة لهم «مدارس المتعثرين دراسيا» على ان تتواجد في كل حي سكني، ليس بالضرورة تسميتها بهذا الاسم، المستهدف هو كل طالب تأخر في مرحلته ثلاث سنوات أو تأخر في المجموعة أكثر من أربع سنوات، وكل طالب ذي سلوك عدواني، ويا حبذا لو تعاضدت المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني مع وزارة التربية والتعليم لرسم برنامج تعليمي وتربوي خاص بهؤلاء، ان العناية بالنوعية التي ذكرتها من الطلبة باتت من الضروريات وهم يشكلون مشكلة لأنفسهم والمجتمع وللمجتمع التربوي، وتضييع للأوقات والجهود والأموال في تربية هؤلاء غير مجد ونفعه يكاد ان يكون معدوما، فمتى تقوم المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني بدورها لاحتواء المتعثرين دراسيا، المشوار أمامها طويل والآمال أكبر من عملها القائم سواء كان مجاله تعليميا أو تربويا تخطيطا وواقعا، على الأقل لدي سؤال متكرر متى تشارك المؤسسة العامة في اقامة المدارس الخاصة بكبار السن؟ سواء كانوا كبارا «موظفين» كالذين في المدارس الليلية أو أصغر كالذين في المدارس الصباحية، كل هؤلاء بحاجة لمناهج خاصة بهم وبتأهيل خاص، ما الفائدة من دراسة المقررات في المدارس الليلية للموظف؟ مجرد انه يحلم بشهادة ليحصل على ترقية ولا تطور في عمله الوظيفي ولو اتجه التعليم لاكسابهم مهارات تتعلق بعملهم لاستفادوا هم والمجتمع من وراءهم، ثقل التربية والتعليم على وزارة التعليم والتربية يكاد ان يقطع الحبال والواقع يفرض على المؤسسة العامة للتعليم والتدريب المهني ان تشارك في نشر المراكز المهنية كمدارس لكبار السن وان تغلق الثانويات التجارية وان تستبدلها بمعاهد مهنية «نجارة، حدادة، خياطة، سباكة، و.. و.. و.. القائمة طويلة أمام المؤسسة وهي لم تقم إلا ببعضها وان كان فالانتشار ضعيف، أرجو ألا تنتظر وزارة التربية والتعليم والمؤسسة العامة المخصصات الكبيرة لهؤلاء لأن حسابها سهل، في كل مدرسة عدد من المتعثرين دراسياً ولو جمعناهم لوفرنا مكانهم لاقامة مدارس خاصة بهم واحتواء معلمين خاصين لهم، كثير من الطلاب لا يكملون تعليمهم الثانوي والمتوسط أيضاً ولا احصائية لمعرفة عددهم واين ذهبوا وماذا فعلوا بأنفسهم، فمتى يستقطب هؤلاء عبر برامج ومدارس حافرة في ذهنية ولي أمر الطالب والطالب نفسه، أصبحنا أمام طلب مهم وملح وهو توسيع مهام التعليم المهني وتشكيل إدارات خاصة به في كل منطقة تحت إشراف المؤسسة ووزارة التربية والتعليم، والله ولي التوفيق.

شاكر بن صالح السليم
معلم بمدرسة عوف بن الحارث المتوسطة

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved