رائع ذلك الشعور الذي يكتنف نفسك ويحيط قلبك بهالات الفرح ويشعرك بأنك سيد هذا العصر ومالك زمانك.. رائع أن تشعر بالتفاف المحيطين حولك يتلمسون احتياجاتك ويمدون يد العون لك، بل الأكثر روعة من هذا أن تشعر وكأن كل من حولك هم أنت يبادلونك الحب حباً والتقدير تقديراً.. يشعرونك وكأنك أنت السيد والمالك لقلوبهم، تلمس الحب في كلماتهم والشوق في تعبيراتهم والتقدير والاحترام لك في تصرفاتهم وتعاملاتهم معك، بل حتى في عيونهم ترى مساحات الحب الشاسعة التي تملكها.
صيد القلوب ليس بالأمر الهين وفي المقابل ليس بالأمر الصعب، الذي يجعلك حائراً تبحث عن كيفية تكسب بها القلوب. ولعل ابتسامة منك صافية تخرج في انسيابية وبساطة تأسر قلباً لم تضع في حسابك ان هذه الابتسامة البسيطة ستفعل هذا المفعول السحري، ولعل مساعدة بسيطة منك لا تكلفك الكثير لشخص لا تعرفه برحابة صدر منك تجعلك تخترق حاجز قلبه وتنال منه في صمت عبارات التقدير والدعاء لك، وتحفر اسمك ورسمك في ذاكرته وربما في قلبه أيضاً!
القلوب منازل ولكي تدخل وترتقي لابد من امتلاك المفاتيح التي تمكنك من الدخول وتفتح لك آفاق الوصول للقمة تأكد أن كل من حولك كما أنك في حاجته هو أيضاً في حاجة إليك في حاجة لحديثك، لتخفيفك، لمواساتك، لهمساتك، لابتساماتك، للمساتك الحانية لقلبك الكبير وحبك الذي احتوى ملايين البشر.. في حاجة لكل ما تتخيله وما قد لا تتخيله وتستبعده عن ذهنك تماما. فامنح غيرك فرصة التعبير عن احتياجاته و(امنح) نفسك (فرصة) العطاء ويكفيك إن لم تأخذ ما تحتاجه لنفسك وتشتهيه فتح الباب لمن حولك وتقديم ما يحتاجونه ولتسعد نفسك ويطرب قلبك بتلك اللوحات الرائعة التي رسمتها على شفاههم وقلوبهم وملامج وجوههم. ولا تنس أن تلك القلوب المحيطة وإن نسيت أن تدعو لك مرة فإنها حتماً لن تنساك في المرات القادمة، بل لعلها تدعو لك بظهر الغيب في وقت تكون أنت في قمة حاجتك لتلك الدعوة، فتفتح لك أبواباً أوصدت وتسهل لك أموراً صعبت وديوناً أثقلت كاهلك. ولا تندم على فعل الخير حتى وان لم تجد من يقدر فعلك أو خاب ظنك من ردة فعل لم تحسب لها حسابا فما عند الله خير وأبقى.
ازرع جميلاً ولو في غير موضعه
فلا يضيع جميل أينما زرعا
|
ولتعلم أننا في هذه الدنيا مسيرون ولو كنا نعلم ما في الغيب لاستزدنا للقادم. واستغل ما آتاك الله من مال وصحة ومنصب وأسلوب في مساعدة الاخرين. ولتكن على يقين من أنك إن لم تسخر ما لديك في الخير فإنك حتماً ستوجهه للشر، فانظر مآلك ومال لديك هل ينفعك؟
قلوبنا كالأوراق تتقاذفها الرياح تلعب بها الأيام بمآسيها وأحزانها. فلتحرص على أن يكون لك زاد من الأحبة والإخوان الذين تحتاجهم في وضعك العادي فكيف إذا حاصرتك الدنيا وأجهزت عليك بحوادثها. افتح قلبك للجميع وقدم ما تستطيع أن تقدمه ولا تقل لا أملك، لا أستطيع حتى لو كنت كذلك بل استخدم الأسلوب الذي لا يزيد من حزنهم حزناً ويضيق عليهم الخناق فيشعرون أن الدنيا وقفت عند هذا الحد. تعامل مع تلك النفسيات خصوصاً الحساسة منها وكأنك أنت صاحب الحاجة فلا تدري ربما كان دورك أنت غداً.
نبض
خجلة حروفي وهي تقف بين يدي القراء من جديد رغم يقيني بإن هنالك من يستحق ان تكون هذه المساحة له.. كل الحب، كل التقدير، كل (الامتنان) لمن سأل عن قلمي ووجه لي دعوة محب للعودة للكتابة ولتلك الرائعة التي ما فتئت تهمس لي ولقلمي أن عودي لمدادك فهاأنذا وإن تواريت يوماً فأنا على يقين انني في قلوبكم لم ولن اختفي، تقفون بكل حب خلف كل تقدم وإنجاز يسجل بتواضع باسمي فلكم كل رائع في هذه الدنيا.
|