بشرى سارة وأملٌ متجددٌ ولوحة متكاملة من العطف والحنان والأبوة والرعاية والمحبة وتأكيد على ما أصبح مُتعارفاً عليه بين الناس من قيم الإنسانية والتفاني والإيثار الذي تدثر بها سيدي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني حينما يمسح دموع الباكيات غداة انفصال التوأمتين السياميتين المصريتين «تاليا وتالين أحمد سمير» عن بعضهما الذي يوافق اليوم السبت الثامن من شهر شعبان المبارك الجاري.
وكم من حدثٍ وكم من أمر مستعصٍ كان له علاج على يدي سمو سيدي ولي العهد الأمين، وسيتابع العالم في هذا اليوم الأغر وعبر شبكة الإنترنت على موقع الحرس الوطني السعودي حدثاً فريداً ظلت ومازالت تقدمه المملكة العربية السعودية وبمباضع جراحيها المهرة وأطبائها الأكفاء الذين أثبتوا تقدمهم وأكدوا تميزهم بعد أن وفر لهم سيدي ولي العهد أسباب العلم وأنار لهم طرق المعرفة وفتح لهم مناهل التقنية الطبية من خلال الحرس الوطني تلك المؤسسة العسكرية الطبية التعليمية الاجتماعية الثقافية التي يندر لها في عالمنا العربي شبيه ومماثل.
وفي الوقت الذي أضاعت فيه عمليات فصل الفتاتين الساميتين الإيرانيتين اللتين ذهبتا مأسوفاً على شبابهما وبكاهما العالم أجمع وذرف لفقدانهما الدمع الثمين بعد أن خضعتا لعملية الفصل في دولة سنغافورة تلكم الدولة ذائعة الصيت في المال والحضارة والطب، في هذا الوقت نجد أن الله قد بارك في أيدي أطبائنا فكم من عملية مستعصية أجريت في الحرس الوطني وتكللت والحمد لله بالنجاح التام وما ذلك إلا بتوفيق من الله عز وجل ثم بفضل الجهود المضنية التي تبذلها حكومتنا الرشيدة من أجل التطور والتقدم والرقي.
إن عملية اليوم التي تكلف مليون ريال بالتمام والكمال قد تبرع بتكاليفها كاملة سمو سيدي ولي العهد ووجه بتوفير كل الإمكانات الكفيلة بنجاحها وفصل تاليا عن شقيقتها تالين، وهذا يؤكد مدى اهتمام سموه بالإنسانية جمعاء والشعوب العربية على وجه الخصوص وليس ذلك بمستغرب على سموه الذي يتفتح وردة نحو الشمس والمطر دافعاً بكرمه الدافئ عصافير الحياة لتركض في أوردة الضعفاء والبائسين بما يحمله قلبه من هموم الأمة من كافة اتجاهاتها لتوجعه أحزانها ويألم لهمومها فكيف لا يسعى لإسعاد أسرة التوأمتين.
جزى الله المملكة خير الجزاء وأجزل الأجر والمثوبة لسمو سيدي ولي العهد، وها هو الشعب العربي اليوم كله يتابع عملية الانشطار للالتصاق بين جسدي تاليا وتالين ويرفع أكف الضراعة كلها متجهة للباري عز وجل لأن يكلل مساعي الفريق الطبي بالنجاح بقيادة الجراح البارع معالي الدكتور عبدالله الربيعة، وستكون العملية بإذن الله حدثاً وفتحاً علمياً جديداً يُسجل في دفتر إنجازات المملكة المتوالية، رعى الله التوأمتين وكلأهما بعين رعايته التي لا تنام إنه سميع مجيب الدعاء.
الرياض - فاكس 014803452
|