أخي وما زلت أناديك أخي وأمد لك يد العون للعودة إلى الحقيقة الغائبة عنك.
أخي العزيز أنت عندما تفكر ان تقوم بعمل تخريبي كالتفجير مثلا وقتل الأبرياء بالله عليك من تؤذي انك تؤذي أناساً أعزاء عليك تربطك بهم عرى وثيقة ما ذنب أطفال في دار أمان يتيتّمون ونساء تترمل وأمهات تذرف دموعاً من دم، ان سهام هؤلاء المتجهة إلى السماء لن تتركك طال الزمن أو قصر.
هل نسيت تلك الشوارع والأزقة التي قضيت فيها أجمل أيام عمرك أثناء طفولتك، هل نسيت أقرانك من الأطفال الذين كنت تتمتع باللعب معهم كم عددهم وأين هم الآن وكم عدد أبنائهم هل نسيت أيام عمرك الجميلة في مدارسك التي تعلمت بها هل نسيت زملاءك على مقاعد الدراسة ومعلميك الذين لهم الفضل بعد الله في تنمية قدراتك الفكرية ان تلك الأيام من أجمل أيام العمر التي يتذكرها الإنسان باستمرار.
وبعد ذلك هل نسيت المستشفيات التي أعدت من أجلك وأقاربك وأهم من ذلك هل نسيت والديك كم تعبا في تربيتك والعمل على تهيئة سبل العيش المريحة لك ولإخوانك وهل نسيت أخواتك وإخوانك وأعمامك وأخوالك وأبناءهم جميعا هل نسيت عصبتك، هل نسيت تراب هذا البلد الذي هو بالنسبة لنا أطيب من ذهب وفضة بعض بقاع الدنيا.
إذاً فأنت عندما تفكر ان تقوم بعمل تخريبي تؤذي نفسك قبل كل شيء وتؤذي من ذكرت لك وجميعهم يمتون لك بالصلة والقرابة والمحبة، فلا تكن كالدب الذي قتل صاحبه.
أخي لا تتبع أهواء أناس حاقدين وملأ الحقد قلوبهم بما تنعم به هذه البلاد من أمن واستقرار ومحبة وتآلف بفضل الله. أخي لا تجعلهم يستخدمونك آلة صماء يوجهونها كيفما يشاؤون وحسب شهواتهم وهم بعيدون عن الأنظار لأنهم وجدوا في شخصك الطيبة الزائدة والعاطفة الجياشة فاستغلوا ذلك في الهدم والدمار. أخي عد إلى رشدك وصوابك وستجد الأيدي تتلقفك وتسير بك إلى بر الأمان والاطمئنان بإذن الله تعالى.
|