أصبحت العملية التربوية رهينة الكثير من الظواهر الاجتماعية التي يفترض ان يتم التعامل معها من منظور تربوي حتى لو وجد القصور من بيئة الطالب المنزلية التي عادة ما تكون هي سبب في ذلك وخصوصاً إذا كانت الأسرة غير متماسكة نتيجة للمارسات الخاطئة التي تحدث داخل الأسرة كالمشكلات التي تنتج نتيجة للطلاق والإدمان الذي يجعل الطالب غير متفاعل مع جوه الدراسي وواجباته الدراسية ويصبح الضحية الطالب بل المجتمع بأكمله إذا لم تتدارك المدرسة مجتمعة من معلمين ومرشد طلابي وإدارة مدرسية لذلك وقد حدثني أحد المعلمين عن مشكلة تعامل معها مع أحد الطلاب وتتلخص أحداثها ان أحد الطلاب كان من المتفوقين داخل الفصل ويأتي إلى المدرسة في غاية الأناقة دفاتره وكتبه في درجة عالية من النظافة والترتيب محافظ على حل واجباته المدرسية متفاعل مع المادة الدراسية والنقاشات والحوارات التي تتم داخل الفصل وبعد فترة من بدء العام الدراسي انتكس هذا الطالب بشكل مفاجئ وأصبح شارد الذهن لايهتم بحل واجباته بل وصل الأمر إلى كثرة نسيانه للكتب والدفاتر والأدوات المدرسية المطلوبة منه وقد استفسرت منه عن سبب هذا الإهمال ولم أجد إجابة وألحيت عليه كثيراً في ذلك وفي يوم من الأيام طلبت منه المجيء إلى في غرفة المدرسين وتحاورت معه طويلا في هذه الانتكاسة التي حلت به فصار يتمتم ببعض الكلمات فقلت له لا تخاف قل ما عندك وثق إن شاء الله أنه سوف يكون في طي الكتمان ولا أخبر به أحداً وأقسمت له بالله حتى أطمئنه وقد سرد عليّ قصته من أولها إلى آخرها وكلها تنصب في وجود شرخ داخل الأسرة نتيجة لادمان والده في شرب الخمر مما جعل الأسرة ضائعة بكاملها وأصبح رب الأسرة السائق الذي ينتهك حرمة المنزل يحتك بأفراد الأسرة بل وصل الأمر إلى تشجيعه لوالده في شرب الخمر وتهيئته له، يقول هذا الطالب حاولت تقديم النصيحة لوالدي ولكنه لم يستجب لي لأنه ليس في وعيه لأنه تعود الإدمان في الشراب وقد تحدثت مع والدتي في ذلك التي لم تعرنِ أي اهتمام كل ما هنالك تقول لي أطلب له الهداية وصرت أعيش داخل هذه الصراعات وخوفي على اخواني واخواتي ان يستغل السائق والخادمة الظروف التي نعيشها إلى أمور لا تحمد عقباها وبعد ان سرد معاناته أجبته بأنني سوف أقف معه لتجاوز هذه المحنة ونسقت مع أحد معارفي الذي يعمل في إحدى الجهات الأمنية التي استدعت السائق وفتحت معه تحقيقاً واعترف بكل شيء وأخبر بأنه هو الذي يصنع لرب الأسرة الخمرة وأنه هو المسؤول عن هذه الأسرة في كل شيء وعلى الفور قامت الجهات الأمنية باعطائه خروجاً نهائياً وبعد أيام قليلة وجدت هذا الطالب في صورة مغايرة تماماً للوضع الذي كان عليه وأصبحت نفسيته مفتوحة وبدأت الحياة تدب فيه من جديد وقال لي بالحرف الواحد جزاك الله خيراً يا أستاذي الكريم أبشرك ان والدي ترك الخمر وأصبح يؤدي الصلوات في أوقاتها ويردد عبارة الحمدالله الذي خلصنا من هذا السائق المجرم الذي كاد يهدم كيان أسرتنا.
أخي القارئ الكريم أدركت هذه التضحية من جانب المعلم التي تجاوزت أسوار المدرسة وكانت سبباً بعد توفيق الله في إعادة أسرة بكاملها إلى الطريق السوي الذي يحقق لها السعادة في الدنيا والآخرة.
والعملية التعليمية في حاجة ماسة إلى المعلم الذي يمتلك هذه الأساليب التربوية التي من خلالها يتم اعداد المواطن الصالح النافع لمجتمعه وأمته هذا ما نرجوه.
|