Saturday 4th october,2003 11328العدد السبت 8 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وعلامات وعلامات
القراءة للجميع مرة أخرى .! (5)
عبدالفتاح أبو مدين

في صفحة المقدمة ، نقرأ عن مشروع ثقافي تحت عنوان «القراءة للجميع»، يهدف إلى توفير الكتاب المفيد ، لكل فرد من أفراد المجتمع ويشجع على تعزيز تواصل أفراده بالمكتبات المدرسية والعامة ومصادر المعرفة الأخرى وزيادة وعي فئات المجتمع «أطفال» شباب رجال ونساء «بأهمية القراءة والاطلاع».
كلام جيد، غير أني أعتقد أنه إنشائي ، قبل ان يكون شيئاً آخر.. ودليلي أننا أمة لم نغرس «حب القراءة» في أطفالنا ذكوراً وإناثاً من البداية.. ثم إن كثيراً من البيوت لا تقرأ، على حين نجد أن المرأة الغربية حين تذهب إلى السوق للتسوق الأسبوعي مثلاً ، تقدم في مشترياتها المجلات المتنوعة، فهل حالنا نحن كذلك ..!؟.
في الزمن الماضي، كان المدرسون يلمون بكثير من العلوم والثقافة وخاصة العربية والدينية، وكانوا يسعون وراء طلابهم ويتابعون تحصيلهم، وكان الآباء والأمهات حتى الأمي منهم، يتابعون تحصيل أبنائهم، ويتواصلون مع المدرسين القدوة، وكان خرجو الثانوية والمعاهد أساتذة يعتد بهم.!.
واليوم: الأب مشغول والأم كذلك، والأبناء من الجنسين في حوزة ومسؤولية الخادمات والمربيات أعجميات اللسان.. ولعل في آخر العام الدراسي.. يسأل الأب أو يعلم إذا كان أبناؤه نجحوا أم أن عليهم دوراً إكمالياً.. ونسمع أن بعض الآباء لا يدرون عن أبنائهم في أي مدرسة وفي أي فصل هم.. وتدعوهم المدارس تدعو الأب بالنسبة للذكور، وتدعو الأم بالنسبة للإناث، فلا تستجيب الأكثرية العظمى، وربما القلة تتواصل مرة، ولا تستجيب في أحيان أخرى.! إذاً هناك تقصير في أكثر من جانب.!.
لمن تقدم مصادر المعرفة، ولمن تقام المكتبات التي تقول عنها الوزارة، وأين الوعي أو ما هي المحصلة على مستوى طلبة وطالبات المدارس، أما على مستوى المجتمع ، كما تقوم الكلمات التي ذكرت، فشيء كبير، وشيء كثير، أشك في جدواه، لأني أعيش عن قرب من الحياة المدرسية العامة. ولي أقارب من الجنسين في جدة والمدينة المنورة، أجلس إليهم وأحاورهم فيما يدرسون، وما حفظوا وما فهموا، غير أن النتائج لا تبشر بخير.!.
أسارع إلى القول، قبل ان يحسب عليّ ما قلت، ان ثم نوابغ وأذكياء، وهناك كذلك آباء وأمهات، حراص على نجح أبنائهم بحق، ولهم متابعات مع الأبناء، ويوفرون لهم مناخ المذاكرة الجيد، ولا يتركونهم يضيعون أوقاتهم مع الفضائيات، ولا مع القرناء الذين يبددون أوقاتهم سدى.!.
نعم: هناك شرائح واعية، وغير غافلة عن تحصيل الأبناء ما يفيدهم خلال الأعوام الدراسية، لكن تلك الشرائح أقلية، ولو سئلت: كم تمثل تلك الفئة التي تؤدي واجبها نحو الأبناء في دراستهم، بالقياس إلى خمسة ملايين طالب وطالبة في التعليم العام والجامعي، لقلت انها قليلة وضئيلة جداً، والبقية حالها الله عليم بها، وكذلك المدارس والجامعات وجملة من المدرسين إلخ.
أؤكد ان الملحقات، التي ليس فيها صخب حياة، وفي كثير منها نجد الأب يعمل في التعليم وكذلك الأم.. هؤلاء أبناؤهم ناجحون. أما المدن الكبرى، ذات الكثافة السكانية، فالتحصيل فيها محدود جداً، وذلك يرجع لتقصير البيت، والتكدس في المدارس، وانشغال الأبناء بتضييع الأوقات، وهلم جرا.!.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved