Saturday 4th october,2003 11328العدد السبت 8 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

يارا يارا
السلام عليكم
عبدالله بن بخيت

هناك مواضيع تتكرر في كتاباتي باستمرار، فأول ما أعود من إجازة أتحدث عن العودة إلى العمل عن الصعوبة التي تكتنف الكاتب للبدء بعد التوقف وليس لدي مثال على ذلك سوى لاعب الكرة عندما يتوقف تترهل عضلاته فيحتاج إلى وقت حتى يعود إلى الفورمة.. وأظن ان تكراري لهذا الموضوع بالتحديد هو اعتذار مبطن عن أي ضعف قد يشوب المقال الأول بعد الإجازة، أو ربما لأني لا أستطيع ان أدخل في المواضيع العامة دون نحنحة ومقدمة، وأتلكأ هنا وأتلكأ هناك، لتسخين العضلات، ومن المواضيع الأخرى التي أهتم بها وأكررها في كتاباتي دون ملل هي نواحي السلامة في حياتنا الخاصة والعامة وسبق أن كررت وتكلمت عن ضرر المنظفات والمواد الكيماوية في البيوت والغاز وفتحات الخزانات والصرف الصحي وتلوث المياه.. كما تحدثت عن فظائع المرور وحينها كنت أتحدث عما يقع على الآخرين.
مررت في الأسبوع قبل الماضي بمحنة عظيمة حيث قضى أعزاء لي في حادث مرور مروع الأمر الذي سوف يجعلني أتناول موضوعاً كهذا لا ككاتب يحاول الإسهام في نشر الوعي فقط بل كشريك في المأساة.
في كل مرة سأكتب فيها عن المرور سأكتب بحبر يخالطه كثير من الدموع. لا أريد ان أتوقف عند أحزاني فكثير من القراء لا ينقصهم حزن سببه فظائع المرور، ولكن سياق الحديث قادني إلى ذلك.
عندما تلوكني أحزاني أحاول أن أتصور أحزان الآخرين مثل أحزان أهالي من قضوا في حريق إصلاحية الحائر.. وما يزيدني حزناً ان المسؤولين بدأوا بإجراء تجارب إخلاء في هذه الإصلاحية على خلفية المأساة لا قبلها رغم انهم تابعوا كما تابع المواطنون كافة مأساة بنات مكة المكرمة. ولا شك الآن أن الإخوة في إدارة الجوازات يتابعون ما يجري في إصلاحية الحائر في انتظار ان تحل المأساة في مبنى جوازات الرياض حتى يبدؤوا هم بدورهم بإجراء تجارب إخلاء على خلفية مأساة أخرى، ولكن السؤال الأوسع: من سيسبق من؟ هل سيشب الحريق في مبنى جوازات الرياض قبل أن يشب في صالة ملاهي الأطفال في الفيصلية أم العكس. المسألة على أي حال مجرد إجراء لأن كلا الطرفين في انتظار ان تحل المأساة حتى يصلحا من شأن وضع السلامة في منشآتهما.. يعني ان الإصلاح في ثقافتنا لا بد أن ندفع ثمنه بالأرواح.
وإذا كنت أريد أن أمعن في مسألة المواضيع المكررة فبإمكاني أن أذكر موضوعاً سبق أن طرحته يتعلق بقدرة الدفاع المدني على التصدي لأي حريق في الأبراج. يعني لو شب حريق في الدور العشرين في الفيصلية أو في المملكة ترى ما هي الإمكانات والقدرات والخبرات المتوفرة عند الدفاع المدني لأداء واجبه في هذا الصدد؟ على أي حال سننتظر لنرى هذه الإمكانات عندما تقع المأساة. لن نمل الانتظار لأننا تعودنا عليه وسوف نتصرف ونتحدث ونقدم النصائح ونكتب المقالات بعد المأساة لا قبلها. فمن حق كل مبنى ان يأخذ من أرواحنا ما يستطيع قبل أن نجري تجارب إخلاء السلامة.
والسلام عليكم.

فاكس: 4702164

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved