* حوار أحمد بن محمد الجردان
هناك كلام كثير يقال عن هيئة الأمر بالمعروف النهي عن المنكر في المجالس والمنتديات وفي وسائل الاعلام، هناك روايات وقصص عن تصرفات لرجال الهيئة مع المواطنين والمقيمين على حد سواء، أغلب ما يقال واكثر ما يروى عن هذه المؤسسة الدينية وعن رجال الحسبة يتحدث عن جوانب سلبية وتصرفات لا تنسجم مع مسؤوليات وأهداف وصلاحيات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا ما أثار اهتمام الناس ووضعهم بين مصدق ومكذب لما سمعه أو قرأه من روايات وقصص دون أن يتوصل الى الحقيقة والى معرفة ملابسات هذا الذي يتناقله بعض أفراد المجتمع.
«الجزيرة» وضمن اهتمامها بهذه القضية، وحتى تسمع الآخرين الرأي الآخر بشأن ما يثار عن دور رجل الهيئة وتصرفاته وتعامله وأن تلتقي بالرجل الأول في الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تنقل له بصراحة ووضوح بعض ما سمعته وتسمعه من أقاويل وقصص وروايات عن هذا الجهاز الهام لأخذ تعليقه ورأيه وإيضاحه وبكل التفاصيل، وبذلك يكون المجتمع قد ألم بحقيقة الوضع وتعرف على التوجه العام الذي يقوده هذا الجهاز لأداء دوره في نشر الفضيلة واشاعة الخير والتعاون على البر والتقوى.
معالي الشيخ إبراهيم عبدالله بن غيث الرئيس العام لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذا الحديث الذي خص به «الجزيرة» عن هموم وشجون ومسؤوليات هذا الجهاز الهام.
الستر والضوابط
* يتحدث البعض عن حرص رجال الهيئة على عدم الستر فما صحة ذلك القول؟ وهل ثمة نسبة لما ينهى من القضايا بالستر داخل المركز؟
ستر المسلم الذي وقع في زلة مطلب شرعي رغب فيه الشارع الحكيم والنصوص في ذلك وافرة وجلية منها قوله عليه الصلاة والسلام: (من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة) رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، وفي لفظ: (من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة)، ولكن الشريعة تدعو لرحمة الأمة، ودرء المفاسد عنها حيث لم تدع الأخذ بالستر على أهل المعاصي على إطلاقه بل وفق ضوابط شرعية تقدر فيها المصالح الشرعية لحماية المجتمع من الجريمة، ووقايته من المخاطر والآثار السيئة التي تجلبها المعاصي على المجتمعات قال الله تعالى: {وّاتَّقٍوا فٌتًنّةْ لاَّ تٍصٌيبّنَّ الّذٌينّ ظّلّمٍوا مٌنكٍمً خّاصَّةْ}، ولولا ذلك لما شرعت العقوبات الشرعية المتمثلة في الحدود والتعازير التي شرعت للزجر لمن يستحقها فيما رواه حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه، فتدعونه فلا يستجاب لكم) أخرجه الإمام أحمد والترمذي بسند صحيح.. ولما رواه جرير بن عبدالله رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما من رجل يكون في قوم يعمل فيهم بالمعاصي، يقدرون على أن يغيروا عليه فلا يغيروا، إلا أصابهم الله بعذاب من قبل أن يموتوا) أخرجه أبو داود بسند صحيح.
ورجال الحسبة يدركون هذا الجانب ويقدرون المصالح الشرعية، ويحمون المجتمع من آثار المعاصي ومع ذلك فهم لا يتشوفون الى كثرة القضايا التي تحال الى جهات الاختصاص، ولذا فإن أغلب القضايا المضبوطة تعالج من داخل مراكز الهيئة فعلى سبيل المثال قضايا عام كامل تم الستر من مجملها ما نسبته 80% وبالتالي لا تمثل القضايا المحالة إلا نسبة قليلة جدا من المجموع العام للقضايا المحالة.
اما ما ذكر من حرص أعضاء الهيئة على عدم الستر فهذا خلاف الواقع.
خطوات شرعية
* لا تخفى أهمية مراعاة الخطوات الشرعية في إنكار المنكر فهل من كلمة عن مدى تطبيق ذلك وفق الشرع على أرض الواقع مع تعزيز ذلك بالأمثلة؟
للاحتساب درجات ينبغي على المحتسبب الإلمام بها، والتعرف عليها حتى تكون حسبته متوافقة مع ما تقضي به الشريعة، وهذه الدرجات نص عليها المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله فيما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) وفي رواية (وليس وراء ذلك حبة خردل من إيمان) أخرجه الإمام مسلم.
والأمثلة على ذلك كثيرة فمثلا في أوقات الصلوات يُبدأ الناس بالنصح والحث على أدائها مع الجماعة فإن نفع فيهم النصح والتوجيه واستجابوا لأداء الصلاة اكتفي بذلك وإن لم يفد معهم ذلك اتخذت الهيئة الخطوات الأخرى حسب التعليمات لديهم بهذا الخصوص وهكذا بقية المخالفات الشرعية الأخرى تُعامل بنفس الطريقة.
دور اجتماعي
* ما هو دور مراكز الهيئات في تقوية العلاقة بينها وبين جمهورها الخارجي؟
تؤدي مراكز الهيئة هذا الدور في تقوية العلاقة بينها وبين جمهورها الخارجي من خلال المساجد وأئمتها ومن خلال التعرف على طلبة العلم وأصحاب القلم وأساتذة الجامعات، من خلال الزيارة، والإشعار الدائم بأن الهيئة دائما في المجتمع، وهي العين الساهرة على فضائل مجتمعنا المسلم وقيمه الخلقية، مع التأكيد على التواصي بالمعروف، والتعاون مع مراكز الهيئات لأداء فريضة الحسبة، والملاحظ بالنسبة للجمهور الخارجي حقيقة التفاعل والتقدير لرجال الهيئات، ونحن لا نزال نأمل منهم المزيد في هذا الجانب لأن الهيئة تعنى برعاية المعروف المهجور، ومعالجة المنكر المرتكب.
محاسبة المخطئ
* هناك من يرى عدم وجود آلية لمحاسبة المخطئ من رجال الهيئة وأن ذلك أوجد حصانة لهم وأنهم يعملون دون رقيب ولا حسيب فما صحة ذلك؟
مما لا يخفى أن عضو الهيئة أحد موظفي الخدمة المدنية له حقوق، وعليه واجبات يؤديها بكل أمانة وصدق وإخلاص، مثله في ذلك مثل أي موظف يتبع لأي جهة أخرى في الدولة، ومعلوم ان هناك نظاما لتأديب الموظفين صادراً بالمرسوم الملكي رقم م/7 وتاريخ 1/2/91ه احتوى القسم الثالث منه على اصول التحقيق والتأديب وتضمن عدة مواد أساسية تبين أصول ذلك.
وهذا فيما يخص الحق العام، أما الحقوق الخاصة فمعلوم أن مرجعية النظر فيها إلى الشرع المطهر في حضرة القضاء. وعليه، فيتضح من خلال ذلك أن ما يشاع من عدم وجود آلية لمحاسبة المخطئ من رجال الهيئة لا صحة له، ولكن يجب أن يعلم أن جهاز الرئاسة عندما يقوم بمحاسبة موظفيه على أخطائهم فهو كذلك لا يرضى أن يُنال من منسوبيه أو يتعدى عليهم بغير وجه حق، فالرئاسة تسعى لحماية منسوبيها من أن تهضم حقوقهم الوظيفية والأدبية كما أنها تفتح في الوقت نفسه أبوابها لقبول اي مناصحة او شكاية أو ملحوظة وتأخذ في عين الاعتبار كل الوسائل المعينة على منع الأخطاء أو التقليل منها، ومعلوم أيضا أن رجل الهيئة بشر يصيب ويخطئ ولا نقصد بهذا تبرير الخطأ وإنما نقصد منه إمكانية وقوعه.
فمن الذي ترضى سجاياه كلها
كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه
ولكن المعالجة لأي خطأ تختلف على حسب ارتكابه ونوعه من خطأ لآخر ففرق بين المتعمد للخطأ وغير المتعمد، وكذلك الخطأ الذي يكون في الأمور الاجتهادية التي ينظر فيها للمصلحة من عدمها والخطأ في الأمور الواضحة، ولذلك فنحن لا نجيز ولا نقر ارتكاب الخطأ من منسوبي الهيئة ونحاسبهم على الخطأ إذا وقعوا فيه حسب ما تقره الأنظمة والتعليمات.
الحسبة والإعلام
* هل من كلمة لأصحاب الأقلام من كتاب وصحفيين حيال تعاملهم مع مهام رجل الهيئة وما ينسب إليه من أخبار ونحوها؟
*، لأنه من المهم ان نتحقق ونتثبت ونتبين مما يصلنا من أخبار، فكثير منها مع الأسف من الأخبار التي ترد سواء في الانترنت، أو ترد مثلا في المجالس غير المنضبطة أو في بعض المطبوعات التي تحتوي على كثير من المبالغات، وقد تحققت من اكثر من قصة مما يسمع ويشاع ويذاع في المجالس ومع ذلك لم أجد لأكثرها أساساً من الصحة، وأكرر نحن بشر معرضون للخطأ والزلل، ولكن لا نرضى أن يصمنا أحد بما ليس فينا أو أن يبث بعض العبارات أو بعض القصص الكاذبة للنيل منا أو من منسوبينا الذين لهم حقوق وعليهم واجبات، ويجتهدون في السهر على المحافظة على عقيدة المجتمع وديانته وأخلاقه وسلوكه.
الأمر والنهي
* يغلب جانب النهي عن المنكر على الأمر بالمعروف في عمل الهيئات، ما صحة ذلك؟ وهل يرجع إلى تفشي المظاهر السلبية في المجتمع أم ماذا؟
* وكذلك إذا أطلق النهي عن المنكر من غير أن يقرن بالأمر بالمعروف فإنه يدخل فيه: الأمر بالمعروف وذلك لأن ترك المعروف من المنكر، ولأنه لا يتم ترك الشر إلا بفعل الخير، ومثال ذلك قول الله تعالى: {فّلّمَّا نّسٍوا مّا ذٍكٌَرٍوا بٌهٌ أّنجّيًنّا الّذٌينّ يّنًهّوًنّ عّنٌ السٍَوءٌ} *الأعراف: 165*، وأما عند اقتران أحدهما بالآخر، فيفسر المعروف بفعل الأوامر، ويفسر المنكر بترك النواهي وأمثلة ذلك كثيرة في كتاب الله تعالى ومنه قوله تعالى: {وّالًمٍؤًمٌنٍونّ وّالًمٍؤًمٌنّاتٍ بّعًضٍهٍمً أّوًلٌيّاءٍ بّعًضُ يّأًمٍرٍونّ بٌالًمّعًرٍوفٌ وّيّنًهّوًنّ عّنٌ المٍنكّرٌ} *التوبة: 71* .
وإن من رسالة الهيئة امر الناس بالطاعات والعبادات وحماية المجتمع ممن يفسد عليه أمنه الأخلاقي وآدابه الحسنة وحمل الناس على هذا بالكلمة الطيبة. وللهيئة في ذلك طرق عدة، فهي تلتمس المعارض الإعلامية والتوعوية لإرسال الرسائل التوجيهية التي تحوي مضامين تحث على المعروف وترغب فيه، بل وترشد الى الطريق السليم لتطبيقه واجتناب المنكر وهذا جانب، ولدينا جانب آخر يتمثل بتوزيع المطبوعات التي تحث على المعروف والتي تأخذ شكل الكتيب والمطوية والشريط والملصق الإعلامي، كما يحظى بالاهتمام ويعد من باب الأمر بالمعروف إصدار المطبوعات الإعلامية التي تحذر من الانزلاق وراء المنكرات التي تصدر على شكل صفحة اسبوعية في صحيفة الجزيرة ونشرة الحسبة وهما مجهودان يمتازان بالضبط ويوليان هذا الجانب أهمية كبرى.
وحين نضع انفسنا في ظل الواقع المعاش نلمس مدى اتساع شريحة التعامل في المجتمع بشكل تتضاءل معه الجهود الضخمة ولا تظهر بالشكل المرضي للإنسان غير المطلع على حقيقة هذا الجهد.
الشبكة العنكبوتية
* ما مدى استفادة الهيئة من خدمة الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)؟
لاشك أن الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) في وقتنا الحاضر من وسائل الاتصال المهمة فيما بين المرسل والمستقبل من جهة، وفيما بين المحتسب والمحتسب عليه من جهة اخرى وهي ذات تأثير كبير، والهيئة سائرة في وقتها الحاضر في الإفادة من منجزات هذا العصر وتقنياته عبر الإنترنت. ويوجد الآن موقع وحيد يشرف عليه فرعنا في منطقة المدينة ويمكن الدخول عليه عن طريق العنوان التالي: www.hesbah.com والعمل جار على تأسيس موقع على هذه الشبكة للرئاسة بحيث يمثل جميع فروعها.
* ما هي أفضل الطرق لتنشئة الأبناء بما يتماشى مع الأطر الشرعية للدين الإسلامي في ظل الظروف الحالية؟ وكيف يمكن تحصينهم ضد التيارات الوافدة؟
تنشئة الأبناء وتربيتهم من اهم القضايا التي تشغل بال الآباء والأمهات والمربين والمربيات، وإذا كان الأبناء في الوقت السابق يكفيهم التوجيه اليسير من البيت أو من المدرسة أو من المجتمع، فإنهم في الوقت الحاضر بحاجة ماسة الى مزيد عناية لكثرة المؤثرات عليهم، وما كانوا ممنوعين منه فيما مضى أصبح متاحاً لهم في الوقت الحاضر. ولهذا فإن عملية التنشئة السليمة للأبناء هي القضية الملحة والتنشئة السليمة هي المبنية على جانبين:
الأول: إكسابه المعلومات والعادات والأخلاق السليمة ليتحلى بها.
الثاني: تحذيره من الأخلاق السيئة والأفكار الدخيلة وتبيين أضرارها عليه وعلى المجتمع دينيا ودنيويا لأن الذي لا يعرف الشر ربما وقع فيه لجهله بأضراره.
وفي وقتنا الحاضر: الشباب بحاجة ماسة الى معرفة اضرار بعض ما يعترض حياتهم من الأفكار الدخيلة والمخدرات وغيرها، فينبغي ان يُعرفوا خطورتها، وأضرارها الدينية والصحية، والعقلية، والاجتماعية، والنفسية، والبدنية، لأن ذلك أدعى للاقتناع بأضرارها وهكذا.
ولعل من الطرق المعينة على تنشئة الأبناء ما يلي:
1 متابعة الأبناء ومعرفة مصادر التلقي لديهم وعدم تركهم لقمة سائغة لحملة الأفكار والرؤى المنحرفة.
2 تربية الأبناء على مجانبة الغلو والتنطع وذلك بأن يكون الأب والأم قدوة لأبنائهما بحيث يكونان بعيدين عن القسوة والغلظة والتفسيق والتبديع والتكفير.
3 تهيئة الجو المحافظ لهم داخل البيوت، وإبعاد كل ما يضرهم.
4 ظهور الآباء والأمهات لأبنائهم وبناتهم بالمظهر الحسن، والقدوة الطيبة لأن الابن والبنت يقتديان بوالديهما.
5 تعويد الأبناء والبنات على المعاني الحسنة من حيث صحبة الأبناء للمسجد والمجالس النافعة ليستفيدوا منها ويتعرّفوا على أصدقاء آبائهم من الصالحين لئلا يرتموا في أحضان رفقة سيئة تفسد دينهم وأخلاقهم.
6 إشراك الابناء في حلق تحفيظ القرآن الكريم وتشجيعهم على حفظ كتاب الله وتعلم آدابه وأحكامه.
7 تشجيع الأبناء على مجالسة الصالحين والإفادة من وجوه الخير لديهم.
8 إشغال الأبناء وقت الإجازات الصيفية بالنافع المفيد، بما يشبع احتياجاتهم ويلبي رغباتهم وميولهم بما يتوافق مع القواعد الشرعية المقررة والآداب المرعية المعتبرة.
9 إنشاء مكتبة علمية داخل المنزل لتكون محلا ليقضي الأبناء فيها بعض أوقات فراغهم، وتعينهم على التعرف على النافع والمفيد.
10 تشجيع الأبناء على القراءة المختارة وإعداد البحوث المختصرة لاكتساب مهارات جيدة في هذا المجال.
11 إجراء المسابقات المفيدة بين أفراد العائلة ورصد الجوائز لها.
محل نظر
* يشاع أن رجال الهيئة يسارعون في اتخاذ اجراءات غير نظامية حيال بعض النساء بتهمة الخلوة الشرعية دون التثبت من الرجل الذي معها والذي قد يكون محرماً لها؟ فهل بالإمكان شرح موقف الهيئة في هذا الجانب؟
هذا خلاف الواقع ونادرا ما يقبض على رجل وامرأة في مكان ويتضح انها زوجته، ما يحصل في هذا الجانب هو نتيجة لوجود الرجل والمرأة في مكان ريبة، أو تصدر منهما حركات غير لائقة مما لا يجوز حصوله إلا بين الزوج وزوجته في بيته.
كلمة ختامية
* هل من كلمة لمعاليكم في ختام هذا اللقاء؟
لقد جاء الاسلام بنشر الفضيلة، ومحاربة الرذيلة، وحين يتخلى عن هذه القيم العالية، والأخلاق الإسلامية الرفيعة، فحدث ولا حرج من انتشار الفوضى والظلم، وانبعاث القلق والخوف.
*. وقال تعالى: {وّعّدّ اللَّهٍ الّذٌينّ آمّنٍوا مٌنكٍمً وّعّمٌلٍوا الصَّالٌحّاتٌ لّيّسًتّخًلٌفّنَّهٍمً فٌي الأّرًضٌ كّمّا اسًتّخًلّفّ الّذٌينّ مٌن قّبًلٌهٌمً وّلّيٍمّكٌَنّنَّ لّهٍمً دٌينّهٍمٍ الّذٌي ارًتّضّى" لّهٍمً وّلّيٍبّدٌَلّنَّهٍم مٌَنً بّعًدٌ خّوًفٌهٌمً أّمًنْا يّعًبٍدٍونّنٌي لا يٍشًرٌكٍونّ بٌي شّيًئْا} *النور: 55*، ولو ان كل مسلم اليوم أمر بالمعروف ونهى عن المنكر في حدود طاقته وفي دائرة ولايته وسلطانه لم يبق منكر يحتسب موظفو الحسبة ورجال الهيئة عليه، إننا في أمس الحاجة الى التكاتف والتعاون على الخير حتى نتمكن من رعاية الفضائل الخلقية والقيم الإسلامية الخالدة في مجتمعنا والسير بهذه السفينة الى بر النجاة ولاسيما قد فضلنا الله سبحانه على سائر الأمم والمجتمعات السابقة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما قال تعالى: {كٍنتٍمً خّيًرّ أٍمَّةُ أٍخًرٌجّتً لٌلنَّاسٌ تّأًمٍرٍونّ بٌالًمّعًرٍوفٌ وّتّنًهّوًنّ عّنٌ المٍنكّرٌ وّتٍؤًمٌنٍونّ بٌاللَّهٌ} *آل عمران: 110*، وعن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل القائم على حدود الله والمدهن فيها كمثل قوم استهموا على سفينة في البحر، فأصاب بعضهم أعلاها وأصاب بعضهم أسفلها فكان الذين في البحر أسفلها يصعدون فيستقون الماء فيصبون على الذين في أعلاها، فقال الذين في أعلاها: لا ندعكم تصعدون فتؤذوننا، فقال الذين في أسفلها: فإنا ننقبها في أسفلها فنستقي، فإن أخذوا على أيديهم فمنعوهم نجوا جميعا، وإن تركوهم غرقوا جميعا).
|