* كتب - أحمد الفهيد:
شهدت سوق الأسهم السعودية صيفاً ملتهباً خلال الخمسين يوما المنصرمة، بدا ذلك واضحا عبر ارتفاع متواصل دفع بمؤشر السوق إلى تجاوز الأربعة آلاف وخمسمائة نقطة، كانت كافية لإثارة بعض المخاوف التي أدت بطريقة أو بأخرى إلى تراجع السوق بشكل أدى إلى ما حسبه البعض تأكيداً لنبوءة انخفاض السوق، ووصوله إلى مؤشرات متدنية.
لكن ذلك لم يلبث طويلاً لوجود تكتلات في السوق تريد الإبقاء على هذا التحسن أطول فترة ممكنة، وربما لفترة مستمرة على المدى المتوسط. أداء الشركات الجيد في عام 2002م وأيضاً في النصف الأول من عام 2003م اعتبر مبرراً منطقياً لهذا التنامي المستمر في أداء السوق.
ولعل المتعاملين في السوق ينتظرون صدور نتائج الربع الثالث من هذا العام «والمتوقع صدورها قريباً» لتدعيم ثقتهم بمحافظهم الاستثمارية وتلافياً لأي تراجع محتمل أن يكون كبيراً أو غير متوقع.
لكن التراجعات الأخيرة التي شهدها السوق للأسبوعين الماضيين، توحي باستقرار تصحيحي قادم، أو هكذا يقول المراقبون.
الخدمات المالية والتشريعات
من جهة أخرى، يرى البعض أن عودة كثير من الأموال إلى السوق المحلي، وقلة مجالات الاستثمار المتاحة كان لها دور في توجيه حصة كبيرة من هذه السيولة باتجاه الأسهم والعقارات.
حول هذه النقطة يذكر سمو الأمير عبدالله بن فيصل بن تركي محافظ الهيئة العامة للاستثمار أن الاستثمار في السيولة والأدوات المالية في الخارج ومنع بعض المؤسسات المالية في كثير من المناطق أو حتى لدينا يؤدي إلى خروج هذه الأموال، ولكن كيف خرجت هذه المبالغ خارج سوق الاستثمار المحلي؟ ذلك لأن الناس لا يجدون خدمات مالية ولا يجدون تشريعات تناسب وجود مثل هذه الخدمات المالية ولا يجدون فرصاً أيضاً.
الأموال التي غادرت السوق في فترة من الفترات ولأسباب معينة، رجعت ولله الحمد، ولكن المؤسف أنها رجعت في البورصة والعقار!
وليس هذا ما نريد! نحن نريد أن تكون السيولة متوفرة لتمويل الناس بمختلف أحجام التمويل والنشاط.
وأضاف سموه في تصريح خاص ل«الجزيرة» رداً على سؤال حول علاقة عودة هذه الأموال بالتذبذبات التي يشهدها السوق:
- التذبذب طبيعي يصير في كل الأسواق، ولكن هدفنا تنويع الخدمات المالية قدر المستطاع وإكثار الفرص الموجودة وأن تكون السوق البورصة وسيلة للتمويل وليست فقط بيع وشراء الأسهم.
وكما هو حاصل في مختلف دول العالم إذ ان معظم الناس يحصلون على وسائل التمويل عن طريق البورصة والبنوك وهذا ما نريده!
فهدفنا هو أن يتوفر للناس بأحجام مختلفة أنواع مختلفة من أفضل الخدمات الاستثمارية الموجودة حول العالم.
واختتم سموه حديثه ل«الجزيرة» رداً على سؤال حول احتمالية فقد كثير من الأموال العائدة للسوق نتيجة هذه التذبذبات والتأخر في إيجاد التشريعات اللازمة لتأطير الاستثمار في السوق المالية، وضخ هذه السيولة في السوق نتيجة عدم توفر خيارات استثمارية أخرى، حيث أجاب:
- عندما يقدم للمتعاملين في السوق مناخ مناسب، وتتاح لهم فرص أكبر، ستستثمر هذه السيولة فيها دون شك.
ارتفاع مُبرر.. ومطمئن
من جهة أخرى وحول ذات الموضوع، التقينا الشيخ عبدالله با حمدان رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي التجاري وتوجهنا له بسؤال حول نظرته للوضع الحالي لسوق الأسهم ومدى تقبله للتذبذيات التي يشهدها السوق في الفترة الماضية، حيث أجاب:
- بالنسبة لسوق الأسهم السعودية كان من أكثر الأسواق العالمية ثباتاً، والتراجع الذي شهده السوق مؤخراً، هو تراجع بسيط حدث لمدة يوم أو يومين ورجع بعد ذلك لوضعه الطبيعي.
وعلى أي حال سوق الأسهم السعودية بدون شك أنه وقياساً بالأسواق المختلفة يعتبر مرتفعاً، لكن ارتفاعه له مبرراته فمعظم الشركات المطروحة في السوق أداؤها كان جيداً في عام 2002م وأيضاً أداؤها في النصف الأول من 2003م كان كذلك جيداً وبالتالي حافظت على قوتها وقدرتها وتماسكها بالرغم من الظروف السلبية المحيطة بالمنطقة.
* ولكن ماذا بشأن الصعود وتجاوز مؤشر السوق لـ4500 نقطة؟ وهل هو مؤشر لتحسن السوق الاقتصادي، أم أنها مجرد مضاربات موجهة، لكنه لا يعكس بدقة وضع السوق الحقيقي؟
- قد يكون للمضاربات دور في ذلك بدون شك لكن هناك عوامل أخرى ساعدت على ارتفاع السوق، منها ارتفاع السيولة، في المنطقة وقلة خدمات الاستثمار، ولهذا السبب وجدنا التوجه إلى الأسهم في الدرجة الأولى وربما العقار في الدرجة الثانية.
والأسهم مزاياها كما سبق أن ذكرت الأداء جيد فيها، وتوفير سيولة لحاملها وقت الحاجة.
وأنا شخصياً لست قلقاً وإذا حدثت حركة تصحيحية فهذا شيء طبيعي في كل الأسواق فبعد كل ارتفاع هناك حركة تصحيحية محدودة وثابتة وهذا ما شهدناه في الأيام الأخيرة التي عاشتها أسواق الأسهم السعودية، وليس هناك شيء مقلق.
* وهل تتوقع أن السوق لا يزال قابلاً لاستقطاب مستثمرين جدد؟
- بالتأكيد، قابلة لاستقطاب مستثمرين جدد والأسواق العالمية معظمها ربما أكثر تذبذباً من أسواقنا وبالتالي المستثمر يكون أكثر ارتياحاً للاستثمار في السوق السعودي.
|