Saturday 4th october,2003 11328العدد السبت 8 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
فضائح الهزيمة الإسرائيلية في حرب 6 أكتوبر
جاسر عبدالعزيز الجاسر

بكل وقاحة وصلف لايزال الصهاينة في داخل الكيان الإسرائيلي وخارجه من اليهود، ومن المتصهينين من صحفيين وكتاب ينكرون الحقيقة الناصعة التي لا يمكن التغطية عليها، وهي هزيمة إسرائيل الكبرى في 6 أكتوبر التي مهما حاول المتهصينون التغطية عليها واعتبار النتائج السياسية التي أسفرت عنها مقياساً لانتصار إسرائيل المزعوم، بيد أن ما يكشفه الإسرائيليون أنفسهم من قصص يظهر مدى الخسارة والإرباك الذي عاشته القوات الإسرائيلية في تلك الحرب، وقد واصلت الصحف الصهيونية ودور النشر كشف أسرار تلك الحرب وما رافقها من حرب بين جنرالاتها، وغير ذلك من أسرار تؤكد استهتار الدولة العبرية بالقوة العربية وبامكانية قيام العرب بمهاجمتها وتكبيدها خسائر فادحة، بعد سنوات قليلة من هزيمة 1967م، ومن الكتب التي نشرت هذا الأسبوع، كان كتاب «حرب يوم الغفران، اللحظة الحقيقية» لمؤلفيه رونين برغمان وجيل مالتسر، الذي يكشف وثائق سرية من بروتوكولات هيئة الأركان العامة والحكومة الصهيونية تبين الاستهتار الصهيوني بالقوة العربية، وعدم تصديقها للمعلومات التي جمعتها أجهزة الاستخبارات وعملاء الموساد حول التحركات المصرية والسورية التي اشارت إلى حدوث أمر ما على الجبهة الشمالية، هضبة الجولان، والجنوبية، سيناء.
اما الكتاب الثاني الذي لا يقل إثارة فهو كتاب «اخوتي أبطال المجد» لمؤلفه الصحفي ايلان كفير، الذي ينشر فيه حكايا مثيرة وأسرار الجبهة الصهيونية لعل أبرزها الحكاية المثيرة حول قيام كتيبة دبابات صهيونية بفتح النيران عن قرب، على مجموعة من الجنود الصهاينة، وقتل بعضهم وجرح الآخرين بدم بارد، كما قال احد الناجين، لمجرد اعتقاد جنود الكتيبة بأن الجنود المقابلين لهم هم جنود فرُّوا من الجيش المصري.
ويتضح مما رواه أحد الناجين «موشيه ليفي» للإذاعة أمس الأول الخميس 2/10 انه لم يشفع للجنود الصهاينة كونهم عزلاً لا يحملون اي سلاح ويتحدثون العبرية بطلاقة، ويعرفون اسماء قادة الكتائب الصهيونية، فقد فتح رفاقهم عليهم النار، فقط لأنهم اعتقدوا بأنهم عرب.
وقال ليفي ساردا ما حدث: «في اليوم الثاني لحرب أكتوبر، السابع من أكتوبر، وجدت كتيبة دبابات صهيونية نفسها تواجه مئات الجنود المصريين في الجهة الشمالية للقناة. وكان يقود إحدى الدبابات العريف أول «شلومو ارمان» الحاصل على وسام البطولة عن تلك الحرب. وقد أصيبت دبابة ارمان بنيران مصرية، فانتقل مع جنوده إلى دبابة موشيه ليفي (المتحدث)، الا ان صاروخ اربي جي مصري أصاب الدبابة، فقفز ركابها إلى المستنقع وبدأوا بالهرب».
ويروي ليفي قائلاً: «كان المصريون يطلقون علينا النار ونحن نركض في المستنقع، وتخلصنا من متاعنا وأسلحتنا كي نتمكن من التحرك بسهولة داخل المستنقع، ولما تعبنا من السير بدأنا الزحف، وكان ارمان يتذوق رمال المستنقع ويقودنا على مدار 8 إلى 9 ساعات، لانه كان الوحيد الملم بتفاصيل المنطقة».
وبعد ساعات طويلة وشاقة، وصلت المجموعة إلى حيث رابطت كتيبة دبابات صهيونية. ويقول ليفي: «وقفنا على بعد 15 متراً من الدبابات، لكن طاقمها لم يتعرف علينا، وصرخ بهم شلومو بأننا طاقم دبابة صهيونية هربنا من المصريين، فسألونا من أنتم ومن اين جئتم، وكنا نتحدث اليهم بالعبرية، وقلنا لهم اننا من الكتيبة» ل«فقالوا لا توجد كتيبة كهذه، ثم بدأوا بإطلاق النار علينا، بدم بارد، من ثلاث دبابات، واصيب بعضنا بجراح بالغة، بينهم أنا وشلومو، وسمعتهم يقولون في جهاز الاتصال انهم قتلوا أفراد كتيبة من العدو.. ويبدو ان سائق إحدى الدبابات المصاب قد صرخ بهم: نازيون، وعندها فهموا انهم أصابوا رفاقا لهم، فكرروا البلاغ قائلين: انهم اصابوا رفاقهم في السلاح طالبين ارسال اسعاف لنا وانصرفوا دون تقديم أي مساعدة».
وقال الصحفي كفير انه يعرف بهذه الحكاية منذ 20 عاما، وهي واحدة من حكايا كثيرة يتضمنها كتابه.
يشار إلى أن هناك الكثير من الأسرار المتعلقة بأحداث مشابهة، لكنها ما زالت طي الكتمان أو يمنع نشرها.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved