* بغداد رويترز:
قال قائد عسكري امريكي كبير في العراق مساء الخميس ان قواته تواجه هجمات تعتمد على أساليب متطورة على نحو متزايد وان الأمر سيتطلب المزيد من الأرواح والكثير من الوقت قبل ان تتمكن قواته من الانسحاب.
وقال اللفتنانت جنرال ريكادو سانشيز انه ستمضي سنوات قبل ان يتمكن العراق من الحفاظ على الأمن الداخلي دون مساعدة، وهناك علامات على ان جماعات المقاومة تبني هياكل متطورة للقيادة في البلاد.
وقال سانشيز قائد القوات البرية في التحالف الذي تتزعمة الولايات المتحدة لمؤتمر صحفي «العدو تطور، انه أكثر قدرة على القتل وأكثر تطوراً نوعاً ما وأكثر حنكة نوعا ما وفي بعض الحالات أكثر عناداً قليلا».
وأضاف «ما دمنا هناك فانه يجب على التحالف ان يكون مستعدا لوقوع ضحايا، لا نزال نقاتل.. ويجب الا نندهش إذا ما استيقظنا في أحد هذه الأيام ووجدنا معركة كبيرة لتبادل اطلاق النار أو هجوما إرهابياً كبيراً».
وقال سانشيز انه يقتل في المتوسط من ثلاثة إلى ستة جنود كل أسبوع ويجرح نحو أربعين، وظل متوسط عدد الهجمات ثابتاً في الأشهر الأخيرة تقريباً حول ما يتراوح بين 15 و20 هجوماً أسبوعياً وكانت تصل في بعض الأحوال إلى ما يتجاوز العشرين هجوما. وتبلغ المقاومة لقوات الاحتلال التي تتزعمها الولايات المتحدة اشدها في قلب البلاد ذي الأغلبية السنية ومن بينها العاصمة بغداد. ويزرع رجال المقاومة قنابل على الطرقات لالحاق الاذي بالقوافل ومهاجمة الدوريات العسكرية.
ووصف سانشيز عدوه بانه خليط من الموالين للرئيس العراقي السابق صدام حسين والمقاتلين الأجانب الذين تسللوا إلى العراق وإرهابيين ومجرمين.
وقال سانشيز ان اعضاء من قوات الشرطة العراقية الجيدة الذين كان كثير منهم في الشرطة السابقة أو الجيش هاجموا قوات التحالف.
وأضاف ان المقاومة تتكون في المقام الأول من هجمات صغيرة منخفضة الكثافة الا ان هناك تنسيقاً متزايداً، أحد التحديات الرئيسية تتمثل في جمع المعلومات عن أعداء في الغالب «منزرعين وسط السكان».
وقال سانشيز «من الواضح ان هناك قيادة تحكم محلية تقوم بالعمليات».
وأضاف «ونحن لا نرى بعد قيادة وطنية أو هياكل تنظيمية أو هياكل إقليمية.. الا ان هناك بعض المؤشرات على انها بدأت تظهر».
من جانب آخر قال القوات المسلحة الامريكية ان وزارة الدفاع الامريكية «البنتاجون» لم تبذل جهدا كافيا لمنع وقوع حوادث «النيران الصديقة» في حرب العراق رغم القلق الكبير بشأن نفس المشكلة بعد حرب الخليج في عام 1991 .
وانتقد أيضاً تقرير بعنوان «الدروس المستفادة» أعدته القوات المسلحة واستهدف تصحيح الأخطاء التي ارتكبت خلال الحرب طريقة أخطار وتعبئة وتدريب البنتاجون لقوات الاحتياط وبطء تقييم حجم الخسائر التي لحقت بالأهداف العراقية».
وأدلى جنرالان بأقوالهما أمام الكونجرس واطلعا الصحفيين على النتائج ولكنهما لم ينشرا التقرير.
وقال الاميرال ادموند جيامباستياني قائد قيادة القوات المشتركة الامريكية المسؤول عن التقرير ان البنتاجون لم يتخذ الخطوات اللازمة لمنع حوادث النيران الصديقة.
وقال جيامباستياني للجنة القوات المسلحة بمجلس النواب «إحصائياً كان أداؤنا أفضل» في حرب العراق عما كان عليه في حرب الخليج ولكن لم يحدد لا هو ولا الميجر جنرال روبرت كون الذي وجه هذا التقرير عدد حوادث النيران الصديقة التي وقعت في حرب العراق أو عدد القتلى أو الجرحى الذي نجم عن ذلك.
ومن حوادث النيران الصديقة التي عرف انها وقعت خلال الحرب العراقية إسقاط صاروخ باتريوت لطائرة بريطانية من طراز تورنادو وقصف طائرة من طراز «اف 15 ئي» لموقع مدفعية امريكية وقصف طائرة امريكية من طراز «ايه 10» لقافلة عربات مدرعة بريطانية.
ورأت القوات المسلحة الامريكية ان معدل قتلى النيران الصديقة في حرب الخليج غير مقبول. ومن بين 147 جنديا امريكيا قتلوا في معارك حرب الخليج سقط 35 في حوادث نيران صديقة.
ولكن البنتاجون في عام 2001 خلص إلى ان برنامج الجيش لتزويد الدبابات والمركبات العسكرية الأخرى باجهزة الكترونية لتمييز المركبات الامريكية عن مركبات العدو مكلف جداً.
ونتيجة لهذا لم يكن امام الطيارين في الطائرات الحربية والجنود الذين يوجهون المدافع في الدبابات وسيلة بشكل فوري لتحديد هوية الهدف قبل إطلاق النار عليه.
من جهة أخرى أعلن ريتشارد مايرز رئيس أركان الجيوش ان جنودا امريكيين عثروا لدى ملاحقتهم اثنين من المهاجمين الجرحى في بغداد، على شاحنتين محملتين بمئات الصواريخ والصواعق.
وأضاف في مؤتمر صحافي ان أربعة عشر شخصاً قد اعتقلوا بعد العثور على الشاحنتين.
وقد عثر على الشاحنتين بينما كان الجنود يلاحقون شخصين لدى استعدادهما لاطلاق قذيفة هاون.
وأوضح الجنرال مايرز «ان الملاحقة أدت إلى اعتقال هذين الشخصين واثني عشر عراقياً آخرين، ولدى مرورهم في الشوارع المجاورة، عثر الجنود على الشاحنتين، كان في الأولى 800 صاروخ من نوع 57 ملم وفي الثانية 750 صاروخاً».
|