* واشنطن أ ف ب:
أعلن الامريكي ديفيد كاي رئيس فريق التفتيش في العراق الذي يجري تحقيقات حول أسلحة الدمار الشامل في هذا البلد أول أمس الخميس، انه لم يتم العثور على أي سلاح من هذا النوع لكن ثمة «أدلة مهمة» إلى ان بغداد كانت تنوي تصنيعها.
وأوضح كاي الذي كان يتحدث مع وسائل الإعلام بعدما قدم تقريراً أول حول أسلحة الدمار الشامل أمام لجنتي الاستخبارات في مجلسي الكونغرس، ان فريق التحقيق الذي يرأسه والمؤلف من 1400 أمريكي وبريطاني «ما زال أمامه الكثير من العمل للقيام به».
وأضاف «لم نعثر حتى أمس على أسلحة، لكننا عثرنا على أدلة مهمة تؤكد إرادة كبار المسؤولين العراقيين بمن فيهم صدام حسين، الاستمرار في إنتاج أسلحة دمار شامل في المستقبل».
وأوضح «ان هذا التحقيق ما زال مستمراً ونحن لا نعمل الا منذ ثلاثة أشهر».
وقال ان عدم العثور على أسلحة حتى الآن «لا يعني اننا توصلنا إلى خلاصة مفادها ان هذه الأسلحة غير موجودة» في العراق.
وأضاف «ما زال أمامنا كثير من العمل قبل ان نقول اننا وصلنا إلى نهاية الطريق»، مشيراً بذلك إلى ان التحقيق سيستمر أشهراً.
وأوضح كاي «لقد عثرنا على كثير من العناصر التي تؤكد استمرار النشاط» حول هذا النوع من الأسلحة و«على معدات لم يصرح بها إلى مفتشي الأمم المتحدة عندما عادوا إلى العراق في تشرين الثاني نوفمبر من العام الماضي».
وقال ان هذه العناصر تتضمن «معدات مهمة وأنشطة في المجالين الكيميائي والبيولوجي وكذلك في مجال الصواريخ».
وأكد كاي ان «العراقيين كانوا ينفذون برنامجاً كبيراً جداً كان من شأنه ان يزيد من مجال منظومتهم التسلحية إلى الألف كلم، وكان ذلك كافياً لبلوغ مصر والمملكة انطلاقاً من الأراضي العراقية». وقال ان البرنامج كان يشمل صنع «صواريخ باليستية وصواريخ عابرة».
وخلص كاي إلى القول «إذا أردت ان أخوض مجال الأعمال، فسأنشئ شركة للبحث عن المعادن في العراق، وسيحتاج العراقيون إلى مائة عام للعثور على الذخائر التي طمرها نظام صدام حسين في البلاد».
من جهة أخرى اعتبر أعضاء ديموقراطيون في مجلس الشيوخ ان العجز حتى الآن عن العثور على أسلحة الدمار الشامل في العراق يطرح أسئلة جدية حول شرعية الحرب الوقائية التي شنتها إدارة بوش على العراق.
وقال السناتور ديفيد روكفلر الديموقراطي البارز في لجنة الاستخبارات «لو قررنا خوض حرب متذرعين بحجة مكافحة الإرهاب العالمي، كان يتعين علينا التأكد فعلا من وجود أسلحة بيولوجية ونووية وكيميائية في العراق».
وأضاف في تصريح صحافي «لذلك يبدو ان لا وجود لهذه الأسلحة ومن المرجح الا نعثر عليها».
وأكد «أعتقد ان ذلك يطرح على بساط البحث عقيدة الحرب الوقائية وطريقة اتخاذ القرارات على أعلى مستويات الدولة».
ولاحظ روكفلر ايضا ان «الجميع يتحمل قسطه من المسؤولية»، مشيراً بذلك إلى الكونغرس الذي أعطى بوش صلاحية شن الحرب.
أما السناتور الجمهوري بات روبرتس، رئيس لجنة الاستخبارات، فدافع عن قرار الإدارة التي استندت كما قال «إلى المعلومات التي كانت متوافرة لديها»، مفضلاً إلقاء اللوم على عدم كفاية المعلومات. وأعرب السناتور ايفان باي الديموقراطي من انديانا والعضو ايضا في لجنة الاستخبارات عن دهشته «من عدم العثور على أي أثر لأسلحة الدمار الشامل».
وأكد ايضا ان الإدارة تقترح إنفاق 600 مليون دولار من ميزانيتها المخصصة للعراق للبحث عن أسلحة الدمار الشامل.
من جانب آخر أفاد استطلاع للرأي اعدته شبكة «سي.بي.اس» بالاشتراك مع صحيفة نيويورك تايمز الصادرة أمس الجمعة ان أكثر من نصف الأمريكيين «56%» لا يثقون بقدرة الرئيس جورج بوش على إدارة اقتصاد الولايات المتحدة.
كذلك أعلن 50 % من الاشخاص الذين شملهم الاستطلاع انهم لا يثقون بقدرة الرئيس بوش على إدارة الأزمات الدولية، في مقابل 45 % مستمرون في دعمه في هذا المجال.
وقد نشر الاستطلاع مساء يوم الخميس على موقع شبكة «سي.بي.اس» للانترنت قبل ساعات من نشر آخر الأرقام غدا الجمعة عن البطالة في الولايات المتحدة التي قد تزداد تفاقما كما يقول المحللون. وفي آب اغسطس، بلغت نسبة البطالة 6 ،1% من اليد العاملة، ويعتقد المحللون انها ستبلغ 6 ،2 % في ايلول سبتمبر.
ويؤكد 55 % من الأشخاص ان العلاقات مع حلفاء الولايات المتحدة تدهورت بالمقارنة مع ما كانت في كانون الثاني يناير 2001.
من جهة أخرى، يعتقد تسعة من كل عشرة أمريكيين ان الحرب مستمرة في العراق، فيما أعلن الرئيس بوش في الأول من ايار مايو ان المعارك الكبرى قد انتهت.
ولا يعتقد 59 % من الأشخاص ان لدى الرئيس برنامجاً محدداً لاعادة إعمار العراق وان حوالى الثلثين لا يوافقون على ان تدفع واشنطن ال 87 مليار دولار التي طلبها البيت الأبيض لإعادة إعمار العراق. وقد أجري الاستفتاء هاتفياً بين 28 ايلول سبتمبر والأول من تشرين الأول اكتوبر على عينة من 981 شخصاً مع هامش خطأ لا يزيد على الثلاث نقاط.
|