المال والإخلاص للوطن والعمل بروية وتصرف، عوامل ثلاثة ترفع من مستوى الوطن و مواطنيه وبالتالي يرقى الوطن ويصل إلى مستوى البلاد المصنعة المنتجة، هذا إذا توفرت عوامل التصرف المطلق في رؤوس الأموال وفك قيود الضرائب وغيرها من قبل الدولة، وهذا متوفر جدا لدى وطننا بفضل جهود الفيصل وسياسته الطويلة المدى الرامية إلى تطوير الوطن بشتى النواحي الاقتصادية والعمرانية والحضارية..
ويطيب لي في هذه الزاوية المحدودة من الجزيرة أن أوجد مثلا لذلك وهو مشروع الاسمنت ببريدة الذي أصبح وجوده قاب قوسين أو أدنى، لقد تبدأ الإرادة صغيرة مقيدة الخطى ثم تأخذ بالكبر والتضخم إلى أن تصل لدرجة العمل الجاد.. ففي العام الماضي 89 عقد أول اجتماع في فندق القصيم ببريدة حضره أكثر من مائة رجل من رجال الوطن جاؤوا لتأكيد الفكرة بالقول والعمل والبذل، وخرج المجتمعون في حينه وبدأ العمل إلى أن وصلت شركة استشارية ورست الخامات والمواد التي تغذي المصنع ووصلت إلى نتائج مشجعة ومشرفة.. والدراسات الآن تتلمس النظرة الأخيرة من وزارة التجارة والصناعة ورأسمال المصنع قد تكفل به رجال تدفعهم بذلك الحاجة الملحة لوطنهم.
إن مصنع الاسمنت الذي أصبح حقيقة مؤكدة وهمة مؤسسيه الأفذاذ لهو مأثرة فخر نضعها بجانب المآثر الطيبة الخيرة التي برزت في عهد الفيصل الباني وما ذلك المصنع إلى جزء من أجزاء عديدة تحققت في هذا العهد الزاهر.
تحية معطرة لرجال المصنع المؤسسين منهم والساعين لتحقيقه وتحقيق أمثاله، وخطوة تتلوها خطوات من أصحاب رؤوس الأموال الذين يريدون الخير والرفاه لوطنهم ومواطنيهم.
|