قبل مدة طلب مني الزميل سليمان العيسى أن أكتب لصفحة «بدون عنوان»..
فقلت مازحا: سأكتب لك عن الحظ..!
لكني في الأسبوع الماضي فوجئت بخبر طويل عريض في الجزيرة - مع صورتي - تحت عنوان: «العمران.. ماذا قال عن الحظ»..؟!
أسوأ ما في الموضوع أن الأصدقاء والمعارف قد يمدون أكفهم لي لأدلهم على المستقبل.!
ومع أني قرأت كثيرا عن «الفلك».. إلا أني لم أدرس قط مواقع النجوم والبروج كما يفعل المنجمون.. وإلا كنت حررت في الجزيرة زاوية بعنوان: «حظك هذا الأسبوع.!
نظرتي.. أو موقفي من الحظ أخذته من رصيف الحياة - هنا - على هذا الكوكب.. أما الجانب «الميتافيزيقي» في الحظ فأتركه للفلاسفة.. والمنجمين..!
فإذا كان الحظ - في المثل الشهير - ينقل بنفسه الحجر من عصفور إلى عصفور.. فإن أقصى ما أتمناه أن يكون «محايدا» معي.. لا يساعد في توجيه أحجاري إلى أهدافها.. ولا يقف في طريقها كذلك..!
إن «الحظ» لو وقف إلى جانبي سنين.. يحيل فشلي إلى نجاح.. ويقود المجد عند بابي.. فسيخدعني.. ويعودني على الكسل.. والعيش السهل.. وسيأتي يوم أبحث عنه فلا أجده.. في ذلك اليوم سأتجرع كل مرارات الحياة في كأس واحدة.. وسيسلبني - بغيابه - النجاح الذي قدمه دون جهد.. والمجد الذي قاده دون كفاح.. وستنكشف حقيقتي أمام الناس.. سيستبدلون احترامهم لي بالاحتقار.. وربما أتحطم.. وأتوارى..!
ولو أن «الحظ» وقف ضدي.. فسيحيل نجاحي إلى فشل.. ويسلبني ثمرات كفاحي.. وسيفقد الناس ثقتهم بي ويتصورون أنني غبي.. لا أعمل ولا أكدح.. وقد يتسرب اليأس إلى نفسي.. ويفارقني طموحي.. وربما أتحطم.. وأتوارى..!
وبعد: إذا وقف «الحظ» بعيدا عني.. بخيره وشره.. فلا بد أنني من «المحظوظين»..!
|