تعلمت وأنا صغير أن من سوء الأدب أن أعارض الذين يكبرونني سنا لأنني أؤمن بأن من سبقني بيوم سبقني بتجربة فتلقيت النصيحة والإرشاد والتوجيه بوعي وفهم وإدراك ولكن حدث في أحد المجالس أن قال أحد الكبار كلاما أعرف تماما أنه ليس صحيحا وقام صراع في نفسي واحتدم في وجداني.
هل أصمت لأن قواعد السلوك تقتضي ذلك وتحتمه.
أو أصحح له الخطأ؟ فماذا أفعل في هذه الحالة إذن؟ كانت حيرة وضياعا لكن لا مناص من قول الحق وكشف الباطل فالساكت عن الحق شيطان أخرس لذا قررت مناقشة الرأي بأدب وسكينة فمن المناقشة ينبثق النور فكان ما كان وخرجت من الحيرة راضياً مشكوراً.
إن قواعد السلوك الاجتماعي ونظام المجتمع البشري لم تقم عبثا ولم تنشأ سدى ومن أجل ذلك يجب أن نضعها نصب أعيننا دائماً ونأخذها بعين الاعتبار والحسبان ولا نهدرها ولكن هذا يا صديقي لا يمنع من أن نعبر عن وجهة نظرنا الصحيحة ورأينا السليم على أن تكون معارضتنا في أسلوب مهذب ونهج قويم لا يجرح شعور الآخرين ولا يشعرهم برغبتنا في الانتصار والكسب فالحياة ميدان فسيح للتصوير والتعبير.
|