Friday 3rd october,2003 11327العدد الجمعة 7 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ميادين ميادين
ما بين اليورو وتجربة الحوية
عايض البقمي

تدريب الخيل مهارة من النوع السهل الممتنع، وأهل المعرفة والدراية يعلمون أنها من أصعب المهن الرياضية، لقد قدر لي في سباقات المصيف الماضية أن أحضر التمارين الصباحية للخيل بشكل مكثف وكنت استمتع بالمتابعة والمشاهدة على نسمات صباحات الطايف العليلة، شاهدت المدربين وأشباءهم،
رأيت بعض الخطط التدريبية (عتيقة) وحديثة ترسم في ميدان الحوية.
كان بعض تلك الخطط يستند إلى منهج مدروس وكان بعضها الآخر (مع الخيل يا شقرا) عرفت (المصّيف) عن خيله حتى وهو قاطن في الحوية. وعرفت «المشّتي»، وتعليماته تصل إلى خيالته ومشغليه بالجوال الراقي وهو قابع تحت البطانية!
كانت فرصة ان أرى بعيني المدرب المنتظم الذي يبدأ عمله قبل طلوع الشمس أو بعده، يدون الملاحظات ويصحح أخطاء مشغليه وخيالته كما شاهدت المدرب الذي يجعل اعتماده الكلي على مساعديه ومشغليه وليس له أدنى بصمة تدريبية في تأهيل الجواد الفلاني أو اشراك الثاني أو الصبر على الثالث!
رأيت من المدربين من لا يبرح مكانه (مسومر).. كل ما يفعله هو قضاء الوقت على ركبة ونصف وكيسان حليب المراعي جاية رايحة.. ورأيت مدربين من النوع اللي يبط الكبد ماسك على السيدة صك دوام أول من يحضر إلى المضمار وآخر من يتركه ويده على ساعة التوقيت وشغل على خيل خلق الله أن تمارين الخيل وعالمها التدريبي في السيدة بالإمكان تطبيقها لأي مدرب.. وأصحاب الشأن والخبرة يرون بأن التدريب (بأم عينه) يكون داخل الأسطبل.. (ما كذبوا!).
ولو أذن لي جهابذة التدريب بدخول اسطبلاتهم العتيدة الأنيقة والجميلة بعد تشغيل خيولهم وقبل ذهابها للسباقات فإني سأفكر بكل جرأة في دخول عالم التدريب وحينها بإمكانكم مساءلتي عن النتائج واستطيع القول بثقة أن ربط الخيل سيكون معي بعملة اليورو!!
لا استطيع إخفاء اعجابي وأنا أحضر التمارين الصباحية بالأعداد الكبيرة من الشباب السعودي العاملين في الإسطبلات الكبيرة كمشغلين، ولعلها مناسبة أن أحيي ادارة الإسطبل الأبيض - والأزرق - والأحمر - على ما تتيحه من فرض تشجيعية ترقى بخبرة ومستويات هؤلاء الشباب فهؤلاء البذرة التي ستنمو وترعرع وستخلق مستقبل الفروسية في المملكة. أختم بالقول إنني لم أفكر في خوض تجربة حضور التمارين الصباحية من الحوية إلى الجنادرية، تعلمون لماذا؟ لأني تحمست في الموسم الماضي وطار النوم من عيني منحرقاً لمشاهدة بعض مهوري الخاصة ومتابعة تمارينها المشجعة، لقد كانت هي الأمل والرجاء بعد توفيق الله في اقتناص بعض الجوائز المغرية التي تعوض جهدي وأرقي وإنفاقي.. لكن الأحلام تبخرت بفعل القرعة الجائرة، حيث اطاحت مرات عديدة بمهوري خارج أسوار النادي.. فلم يكن أمامي سوى الإذعان، حيث ليس أمام المتضرر سوى اللجوء للحظ!!
وكان الله في العون ورعاكم الله.
المساء الأخير:


كنت احسبه رفيقي صار باكافي
يلعب على الحبلين ويدلدل كراعينه

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved