سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تبذل الدولة أيدها الله آلاف الملايين من الريالات سنوياً في مشاريع ضخمة من أهم هذه المشاريع سقيا المواطنين.. من مياه البحر.. التي هي الخيار الأنسب.. لقد تعجبنا وأصابتنا الدهشة من الرد الذي كتبه سعادة وكيل وزارة المياه لشؤون المياه الدكتور علي بن سعد الطخيس.. في العدد «11320» بعنوان «لا امكانية حالياً لإيصال المياه المحلاة للرس والبدائع».. تعقيباً على ما سبق أن كتبناه في العدد 11236 والعدد 11244 والعدد 11255 المتضمنة رجاءنا لوزارة المياه لإراحة هاتين المحافظتين.. اللتين تعانيان مع كل صيف لاهب من العطش.. ومن النقص في المياه وهنا نود أن نقدم مناقشة لرد سعادة وكيل الوزارة الدكتور علي الطخيس.. فربما خفيت عليه بعض الجوانب المهمة من معاناة هاتين المحافظتين نظراً لكبر المساحة المسؤول عنها.. وهي قارة مترامية الأطراف.. وهو ليس شمساً مشرقة بحيث يعلم تفاصيل معاناة كل محافظة.. نريد أن نضع أمامه بعض الحقائق.. ونتمنى أن يقوم بزيارة ميدانية تغني عن ألف معلومة.. وعن ألف مقالة.. وعن مليون رسالة .. إنها معاناة حقيقية على أرض الواقع..
1- لقد قال سعادته «سبق أن أقيمت محطة تنقية للمياه الجوفية تخدم كلا من الرس والبدائع وتحتوي على حقل آبار يضم 15 بئراً».. ولكن حقل الآبار هذا قد انتهى عمره الافتراضي.. وسوف يتم نقل هذه الآبار إلى موقع آخر.. حيث انها تقع في أحد مخططات البدائع السكنية.. وقد حرمت أهالي البدائع من هذا المخطط.. فلماذا يتم حفر آبار جديدة؟ لماذا لا يتم حساب تكاليف نقل هذه الآبار وضمها إلى تكاليف أخرى لتنفيذ خط مياه محلاة يصل إلى هذه المحطة من المحطة الرئيسية في القصيم؟
2- لقد صرح معالي وزير المياه.. الدكتور غازي القصيبي.. أن مياه البحر المحلاة هي الخيار الأنسب.. والأقل تكلفة من بين كل الخيارات الأخرى.. بما في ذلك الآبار التي أشار لها سعادة الدكتور الطخيس.. وهذا تصريح للمسؤول الأول عن المياه في بلادنا.. وهو من هو اهتماماً بهموم المواطنين وتلمساً لها.. فلماذا الاستمرار في الخيارات الأكثر تكلفة. هذا إذا علمنا أن تشغيل وصيانة محطة مياه الرس والبدائع يكلف أكثر من «70 مليون ريال» كل ثلاث سنوات.. إن هذه تكاليف باهظة.. فما بالكم بتوسعة هذه المحطة لتفي باحتياجات هاتين المحافظتين.. إن هذه تكاليف باهظة جداً يمكن الاستغناء عنها بزيادة الطاقة الاستيعابية لخط المياه الواصل إلى منطقة القصيم وسد حاجة بقية محافظات المنطقة من المياه المحلاة الأقل تكلفة بدلاً من الخيارات - الأخرى - هذا إذا علمنا أنه كلما زاد عدد السكان وازدادت الرقعة العمرانية زادت الحاجة إلى المياه التي سيكون توفيرها عن طريق زيادة سعة محطات التنقية.. ما دام أن ليس هناك امكانية لإيصال مياه البحر - فلماذا لا يتم اللجوء إلا الخيار الأقل تكلفة..!!
2- ذكر سعادته أن المياه التي تنتجها محطة مياه الرس.. البدائع ففي باحتياجات المحافظتين.. ولكن الواقع غير هذا.. حيث ان هاتين المحافظتين تعطشان مع كل صيف وتشح المياه الواصلة لكل منهما بسبب قلة كمية المياه المنتجة من هذه المحطة.. وخصوصا الرس حيث انها شاسعة المساحة كثيرة السكان والكمية المذكورة «000 ،48م3/يوم» تقل كثيراً عن الواقع.. وعن حصة الفرد المناسبة والمتعارف عليها عربياً ودولياً.
3- إن الأولوية في إيصال المياه يجب أن تكون للمحافظات ذات الموارد المائية المعدومة كمحافظة الرس التي تقع على الدرع العربي ولا موارد مياه تأتيها إلا من مسافات بعيدة عنها، كمحطة تنقية مياه «الرس - البدائع».. ومن البديهي جداً أن تكون الأولوية لهذه المحافظات الواقعة على الدرع العربي.
4- لقد كلف إنشاء خط مياه القصيم آلاف الملايين من الريالات مع محطة التحلية على الخليج العربي.. فلماذا لا يستخدم بكامل طاقته.. ولماذا تذهب الفائدة منه ولا تصل إلا كمية «محدودة من المياه لا تفي بحاجة بريدة».. لماذا تقف تكاليف قليلة أمام الاستفادة من تكاليف ضخمة جداً.. لماذا ينطبق علينا المثل الشعبي المشهور..«رضّاح العبس»..!! لماذا هذا المثل.. لأن خط التحلية القادم من الخليج العربي قطع مئات الكيلومترات.. وبقي حوالي 50 كم أمامه حجر عثرة وعجزت وزارة المياه عن تكاليفه.. لماذا نقف عند الخطوة 999 من الألف خطوة.. لا أحد يختلف عن الميزانية السنوية وبرمجة إيصال المياه إلى كل محافظة بالتدريج.. ولكن لماذا يقول لنا سعادة وكيل الوزارة إنه «ليس هناك امكانية» لإيصال مياه البحر المحلاة إلى هاتين المحافظتين؟!
5- لقد قال سعادة الدكتور علي الطخيس إن المحطة تنتج مياها صالحة للشرب ذات ملوحة لا تتجاوز 500 جزء بالمليون.. ولكن الواقع أن ملوحة هذه المياه تزداد بسبب استنزاف المياه المستمر.. ويشهد بذلك المزارعون المحيطون بهذه المحطة في «البدائع العليا» والذين زادت ملوحة مياههم بسبب السحب المستمر للمياه من آبار المحطة.. وستواجه المحطة حتما مشكلة كبيرة بسبب زيادة نسبة الملوحة ولن نجد لها مصدراً للمياه بسبب نفاد كمية المياه الجوفية.. ولا خيار آخر إلا استخدام مياه البحر المحلاة.. فلماذا لا يتم توفير هذا الخيار حالياً.. قبل أن تتفاقم المشكلة وتزداد ملوحة المياه.
6- إن أهالي محافظتي الرس والبدائع يناشدون معالي وزير المياه الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي زيارة إلى محطة تنقية المياه هذه ومشاهدة معاناة محافظتي الرس والبدائع على الطبيعة.. ولا شك أن مجلس منطقة القصيم برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز حفظه الله هو الجهة الأولى التي تتلمس معاناة وحاجات المواطنين.. فلهذا المجلس الدور الرائد في إيصال مياه البحر المحلاة إلى القصيم.. وأملنا في أن يواصل جهوده ومتابعاته في اكتمال إيصال المياه إلى جميع محافظات المنطقة.
م. عبدالعزيز السحيباني - صالح العريني - منصور الصايغ
|