|
|
عيوننا مترطبة.. تعبت.. أنهكها طوفان الدمع.. صفحات خدودنا.. مترهلة من شدة البكاء وتدفقات الدمع.. آلامنا متواصلة ومآسينا مستمرة حزننا ما برح يشتد.. وجراحاتنا لم تندمل بعد.. وفي يوم الخميس 8/7/1424هـ التهبت مشاعرنا وتأججت عواطفنا لفجاعة الموقف وضخامة الحدث.. اربكت حروفي وجعلت الكلمات لا تكاد تستقيم على السطور.. خطوط الحبر متعرجة.. والعبارات تهتز غير مستوية.. القلم توقف ورفض ان يعبر.. وعلى الورق قطرات حبر غيّبتها شآبيب دمع.. هكذا تضطرب النفوس وتدمع العيون ويرتعش الجسم وتمتنع ولا تستجيب آلات الكتابة.. عندما ينطفئ نور.. ويضمحل ويتلاشى ضياء.. عندما يذبل زهر.. ويمتنع عن افراز العطر ورد.. عندما يفقده المساكين.. وتبكيه دروب الخير ومجالس الذكر.. وحلقات التحفيظ.. انه فقيد المسلمين جميعاً الشيخ الخيّر الفاضل عبدالرحمن آل فريان.. محب الخير.. ووضع على أرض العطاء والخير «الرياض» بذار خير أصبحت نبتة شامخة سامقة نقطف منها الآن وفي كل آن ثماراً يانعة مع كل دفعة تخرجها جماعة تحفيظ القرآن. كان الشيخ أسكنه الله فسيح جناته من الذين يعملون بمضمون هذه الآية {(يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ) (آل عمران:114) } نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله احدا.. كانت يده مبسوطة بالعطاء ولسانه يلهج بالذكر ولا يفتر من دعاء الناس الى الخير وتحذيرهم والبعد بهم عن طرق الغواية والشر.. إنه عالم زاهد ورع لا يعيش لنفسه بل يتفانى في سبيل حياة دين ونقاء عقيدة وتطبيق شريعة ونهضة أمة.. يومه موّزع بين مجالس ذكر وأعمال خير.. رحمك الله ورفع درجتك وجعلك في عليين.. إن العين لتدمع وان القلب ليحزن وإنا على فراقك يا شيخ لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.. {انا لله وانا اليه راجعون} |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |