تذهب الضغوط الدولية بقيادة الولايات المتحدة في كل الاتجاهات لإجبار دول للتخلي عن سياسات معينة.. والمثال الأوضح على الساحة الدولية يتناول تحديداً الضغوط على كوريا الشمالية وإيران للتخلي عن برامجهما النووية.
ولأن هذه الضغوط تتصدرها الولايات المتحدة الأمريكية فقد بقيت اسرائيل بمنأى عن الضغوط على الرغم من أنها تملك 200 سلاح نووي ومخزوناً من الأسلحة الكيماوية علاوة على برنامج متطور للأسلحة الجرثومية.
وهناك ما يكفي من الأسباب للضغط على اسرائيل، فإلى جانب أسلحة الدمار الشامل التي تحوز عليها فهي ترفض التوقيع على معاهدة حظر الانتشار النووي التي تهدف إلى الحد من انتشار مثل هذه الأسلحة.
وإسرائيل هي الدولة الأكثر تهديداً للسلام الدولي من خلال احتلالها أراضي عدة دول عربية ورفضها التجاوب مع تحركات السلام بل ووضعها العراقيل أمام هذا السلام مع التلويح بقوتها النووية.
ويضاعف الأخطار الاسرائيلية هذا التهاون الذي تبديه الولايات المتحدة تجاهها الأمر الذي يشجعها على الاستمرار فيما تفعل بما في ذلك تطوير أعتى أسلحة الدمار الشامل بما يخلُّ أكثر بميزان القوة في المنطقة.
وستظل الأسلحة النووية خطراً قائماً ما دام نهج التعامل معها يتسم بهذا القدر الكبير من المحاباة والانحياز لهذا الطرف أو ذاك.
ومع ذلك فإن الولايات المتحدة تظل تردد أن وجود مثل هذه الأسلحة في أيدي العديد من الدول يعزز من احتمالات تسربها إلى الجماعات الإرهابية، لكن واشنطن لا تقدم النهج الأمثل لإلزام دولة مثل اسرائيل بالرضوخ إلى قواعد التعامل الدولي مع الأسلحة النووية وهو أمر لو تم لترسخت وقويت وتعززت إجراءات الحظر والمنع.
إن المخاوف من إمكانية تسرب مثل هذه الأسلحة إلى الجماعات الإرهابية يتجسد واقعاً حياً في المثال الاسرائيلي حيث يحوز الإرهابيون من أمثال شارون وغيره على ترسانة نووية هي الأكبر من نوعها في المنطقة.
|