* حفر الباطن - سلامة فدعوس الظفيري:
ذهب إلى الكويت وعمل بالجيش الكويتي مع اقاربه وعلى اثر سوء فهم قتل ابن عمه في الكويت وفر هارباً إلى العراق خوفاً على حياته وعمره 20 عاماً واشتغل برعي الغنم مخفياً ملامحه الحقيقية، وبعد خوفه من انكشاف الامر بعد أن تعرف عليه زميل العمل.
توجه إلى منازل الظفير «بيت صياح الرغوان ووجد ابنته الكبرى التي أدخلته في وجه والدها واعطته الامن كما هي عادة القبائل العربية وعامله «صياح» ابناً له واسماه «محمد الرغوان» وتكتم وجماعته على امره وعاش بينهم معززاً مكرماً يمارس حياته بشكل طبيعي واشتغل بتجارة الماشية وتزوج 6 مرات وانجب 32 من الابناء وعاد إلى الوطن مؤخراً بعد غربة دامت 40 عاماً وعمره الآن تجاوز 60 عاماً.
هذه القصة حقيقية وواقعية ليست من نسج الخيال ومن سيناريوهات المسلسلات والافلام وعمرها 40 عاماً قضاها المواطن سحاب بن سويرح الرشيدي في الاراضي العراقية بعيداً عن الوطن والاهل.
الجزيرة التقت به لمعرفة اسباب غربته الطويلة وكيف صارع الحياة في الصحراء.
سحاب ومنيف بن براك مع مندوب الجزيرة
سحاب بن سويرح مع عدد من مهنئيه بالعودة للوطن
في البداية قال المواطن/ سحاب بن سويرح الرشيدي يشرفني عبر جريدة الجزيرة أن اتوجه بخالص الشكر والتقدير والامتنان العظيم إلى حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - على الاهتمام بموضوعي وشمولي بعطفهم الابوي الكريم المعهود وهذه اللفتة الابوية الانسانية الحانية كان ابلغ الاثر واطيبه في نفسي إذ خففوا عن آلامي ومعاناتي التي استمرت اكثر من 40 عاما فجزاهم الله خير الجزاء وادام عزهم إلى ابد الآبدين كما ارفع اسمى آيات الشكر والعرفان لسيدي صاحب السمو الملكي الامير نائب وزير الداخلية الامير/ احمد بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - الذي غمرني بعطفة الابوي الكريم ورعايته واهتمامه الشخصي وصدور توجيه سموه الكريم بتمكيني واسرتي البالغ عددهم 36 فردا من العودة إلى ارض الوطن وهذا الفعل الانساني ليس بغريب على سموه الكريم والاسرة المالكة الكريمة فهم سباقون لكل خير ويحيطون الشعب بعظيم الرعاية والاهتمام كما اشكر إخواني شيوخ قبائل «بني رشيد» على جهودهم لسنوات عديدة حتى تم تسوية القضية وتنازل ذوي الحق الخاص وكذلك الشكر موصول لشيوخ وأعيان قبيلة الظفير على استضافتي وحمايتي لسنوات طويلة وحرصهم الدائم بسؤالي عن احوالي.
وسرد الرشيدي ل «الجزيرة» معاناته التي دامت 40 عاما حيث قال: إنني من سكان منطقة «حائل» واسمي الحقيقي «سحاب سويرح بن شريم المهيمزي الرشيدي» وفي مطلع 1960م تقريبا اردت السفر إلى دولة الكويت للبحث عن وظيفة اسرة بلا قارب والجماعة وفي ذلك الوقت من يسافر خارج السعودية يعتبر في نظر البادية بأنه «ضعيف دين» وتؤخذ عنه فكرة سيئة ولرغبتي بالسفر وتحاشي نظرية البادية فقد استخرجت حفيظة نفوس باسم «عواض» عام 1381ه من منطقة حائل وشقيقي الاصغر «عواض» ايضا حصل على حفيظة نفوس وبعد ذلك ذهبت إلى الكويت وعملت بالجيش الكويتي وكان ذلك 1962م تقريبا وبعد مضي سنة حصل خلاف وسوء فهم بيني وبين احد ابناء عمومتي وقتلته في الكويت ثم هربت إلى العراق وعمري وقتها لم يكمل 20 سنة عاما تقريبا ولجأت إلى إحدى القبائل في الصحراء العراقية خوفا على حياتي وعملت راعيا هناك كي اخفي حقيقة امري وكان صاحب الماشية نعم الرجل ولكن فرحة الاختفاء لم تدم طويلا اذ حضر احد زملائي في العمل بالكويت وتعرف علي وانكشف امري للعامة. ويواصل حديثه قائلا بعد أن تعرف عليَّ احد زملاء العمل في الكويت فقد وقعت في موقف محرج وخشية من انكشاف الامر فقد قررت ان ابحث عن مكان آمن وسألت ممن اثق به من الرجال من يوفر بصدق لي الحماية ويدخلني في وجهه فقال لي اذهب إلى فخذ القواسم من قبيلة الظفير واسأل عن بيت «صياح الرغوان» وانزل في بيته وابلغه بأمرك فهو نعم الرجل وفعلا تركت الرجل الذي اشتغلت عنده لفترة لانكشاف حقيقة الامر بسبب زميل العمل الذي تعرف علي وعملت بنصيحة الرجل وذهبت ابحث عن منزل «صياح الرغوان» وعندما وصلت اليه لم اجده بل وجدت ابناءه الصغار وابنته الكبرى.
ويستطرد الاخ سحاب الرشيدي قائلا عندما دخلت بيت «صياح الرغوان» ابلغت ابنته الكبرى بأمري وقالت لي ابنته الكبرى اذا انت «ظفيري» من قبيلة الظفير فلسنا محلا للظفير ولكن خذ هذه الفرس واذهب به حيث شئت اما اذا كنت غير ظفيري فقد «دخلت وخاب طلابك» وقد ابلغتها بحقيقة امري وانني لست ظفيرياً فقالت لي البنت اذا انت آمن بوجه وضيافة «صياح الرغوان القاسمي الظفيري» لو عليك عشر رقاب وتابع سحاب قائلا لقد كان صاحب البيت ووالد البنت «صياح الرغوان» في الكويت وعندما علم بالامر اسرع وعاد إلى بيته وقابلني بالرحاب واستضافني وقال لي بالحرف الواحد «نحن اهلك وانت واحد منا وانت ابنى محمد» وفعلا والشهادة لوجه الله تعالى فقد جعلني واحداً من ابنائه واعزني كثيرا ووفر لي الرعاية والحماية وأبلغ جماعته القاطنين معه بالبادية العراقية بموضوعي ليتم اخفاء أية معلومات عني وعم الرد على كل من يسأل عني وعدم الحديث في هذا الامر مع اي شخص كان، وهذه عادات وتقاليد تعمل بها القبائل العربية لحماية الدخيل وخوفا على حياته وفعلا عشت حياتي ابنا لصياح الرغوان معززا مكرما واشتغلت بتجارة الماشية «ابل وغنم» واسمي «محمد بن الرغوان» وتزوجت وأنجبت الأبناء قائلاً في عام 1969م تقريباً ذهب والدي «صياح الرغوان» إلى الحج ثم عاد إلى الكويت وسمعت ان حالته الصحية سيئة وحرصت على رؤيته قبل وفاته لأنني احبه واعزه كثيرا اذ انقذني من الموت وادخلني في وجهه وجعلني ابنا له وركبت «ذلولا» من العراق إلى الكويت ليلا وعندما وصلت إلى منزل ابنه بالكويت أبلغوني بأنه انتقل إلى رحمة الله وطلبوا مني العودة إلى العراق خوفا على حياتي وعدت بسرعة وبعد وفاته - رحمه الله- رحمة واسعة فقد تولى الامر ابناؤه «غربي وعادن ودهام واقرباؤهم» وجزاهم الله خير الجزاء وكانوا نعم الاخوة البارين الصالحين اذ عشت بينهم وبحمايتهم معززا مكرما حاملا اسم «محمد الرغوان» من البادية العراقية.
واردف/ سحاب الرشيدي ساردا معاناته الطويلة قائلا في عام 1979م تعرض فخذ القواسم من قبيلة الظفير وبعض الرعايا من القبائل العربية بالسعودية إلى الكثير من المضايقات من الحكومة العراقية اذ طلبت تصدير سياراتهم التي تحمل لوحات سعودية وكويتية لكونهم سعوديين يحملون الجنسية السعودية ودخولهم بغرض الرعي في الاراضي العراقية كانوا بموجب دخوليات رسمية عن طريق مراكز حرس الحدود ومع استمرار المضايقات فقد عاد فخذ «القواسم» إلى السعودية ولعدم قدرتهم على الاستمرار في حمايتي واصحابي معهم إلى السعودية خوفا على حياتي وقبل عودتهم فقد عمل اخواني ابناء «صياح الرغوان» على توفير الامن والحماية لي وطلبوا من فخذ العوليين من قبيلة البدور العراقية التي تقطن معنا حمايتي وابلغوهم بحقيقة امري وحملوهم مسئولية اي مكروه يحصل لي. وفعلا عشت مع العوليين اكثر من 20 عاما معززا مكرما واسمي «محمد الرغوان» حتى عدت إلى وطني السعودية بتاريخ 25/6/1424هـ وبسؤاله عن كيفية معرفته بأحوال اسرته بالسعودية وجماعته بالكويت فيقول/ سحاب لقد انقطعت عنهم وانقطعوا عني وهذا شيء طبيعي اذ والدي «صياح الرغوان» وجماعته لا يخبرون احداً بشيء خوفا على حياتي. وفي عام 1975م بدأت أسمع عن احوال اسرتي وجماعتي اذ توفيت والدتي وذلك عن طريق اخواني افراد قبيلة الظفير ثم بدأت أسمع عن تنازل ذوي الحق الخاص عني وعدم مطالبتهم لي بشيء لوجه الله بعد وجاهة قام به شيوخ قبيلة «بني رشيد» وبعد ذلك حصلت على المعلومات عن اسرتي عن طريق إخواني الظفير الذين يذهبون إلى الكويت ويأتون بالمعلومات، وبعد ذلك قابلت شقيقي الاكبر «بجاد» رحمه الله وأبلغني بأن الأمور طيبة وتنازل ذوو الحق الخاص ولكن بدون صك شرعي. وقابلته عند الحدود العراقية الكويتية ورتب هذا اللقاء احد اخواني من ابناء الظفير وبعد عودة «القواسم» إلى السعودية فقد حرصوا على متابعة موضوعي وكانوا يجرون اتصالات في السعودية والكويت وبطريقة غير مباشرة حتى لا ينكشف امري للعامة وكذلك كانوا يحرصون على السؤال عني بعد عودتهم إلى السعودية والاطمئنان على صحتي واحوالي عن طريق العراقيين «البدور» في البادية السعودية ومضى قائلا: انه تزوج ست مرات ولديه الان اربع زوجات وعدد 32 من الابناء وزوجته الاولى وابنه الاكبر جاسم قتلا عام 1990م بصاروخ اطلقته القوات الامريكية اثناء حرب تحرير دولة الكويت ونفق ايضا عدد «150» رأسا من الاغنام وابنه ناصر تعرض للاحتراق وعمره «8» ايام حيث سقط من السرير بالنار ويضيف سحاب انه يسكن طيلة غربته. بيت شعر في الصحراء العراقية خالية من المدن والقرى وانما يوجد فقط موارد للمياه.
«آبار ارتوازية» ويؤمنون المواد الغذائية عن طريق التجار المتجولين الموجودين عند موارد المياه والاسعار مرتفعة بسبب الحصار الاقتصادي ويكتفون «بالرز والطحين والتمر والسكر والشاي» فقط والعلاج وعند التعرض للأمراض والاصابات فيتم ذلك عن طريق الطب الشعبي اذ لا يوجد مستشفى ولا مراكز صحية في مناطق البادية وكوننا بادية رحلاً نقطن الصحراء طلبا للرعي.
وكذلك التقت الجزيرة ابنا/ صياح الرغوان الذي اجار سحاب الرشيدي وادخله في بيته ووضعه في وجه حيث قال الاخ/ عادن بن صياح الرغوان ان «سحاب» كان عمره 20 عاما عندما حل ضيفا ودخيلا على والدي - رحمه الله -. في عام 1964م تقريبا واعتبره الوالد احد ابنائه واهتم به وتكفل بحمايته ورعايته واسماه «محمد الرغوان» وكان بالفعل نعم الاخ والصديق اذ يحمل صفات طيبة وافعاله كثيرة ونال رضاه واعجاب جميع ابناء القبائل العربية في البادية العراقية اذ له مواقف طيبة ومعروف باسم «محمد الرغوان» ويضيف لقد ابتعدنا عن اخينا/ سحاب بالقوة عام 1979م وذاك عندما تعرضنا لمضايقات مستمرة من الحكومة العراقية اذ تطالبنا بتصدير سياراتنا نحن وجماعاتنا «القواسم» لكونها تحمل لوحات سعودية وكويتية وتعاملت معنا بقسوة عند موارد المياه وصادرت عدداً من سياراتنا ونحن سعوديون نحمل الجنسية السعودية دخلنا للاراضي العراقية عن طريق مراكز حرس الحدود بموجب دخوليات رسمية خاصة بالرعي وقبل عودتنا للسعودية عملنا على تأمين الرعاية والحماية لأخينا ودخيلنا «سحاب الرشيدي» وطلبنا من فخذ «العويليين» من قبيلة «البدور» العراقية حمايته والاهتمام به وتوفير الامن له وكل شيء يحتاجه وابلغناهم بحقيقة الامر وانه ضيفنا ودخيلنا منذ سنوات ولايزال والظروف الآن اجبرتنا على ترك المراعي العراقية وبالفعل اهتموا به وقدموا له الحماية والرعاية وكنا نسأل باستمرار عن اخينا «سحاب» وعن احواله وهو معروف عند الجميع باسم «محمد الرغوان» وكذلك نسأل عن قضيته ما انتهت اليه حتى بلغنا منذ سنوات ان اهل الدم تنازلوا عنه وجزاهم الله خيرا وايضا قال العم/ فهد الرغوان ان طيلة وجود «سحاب» عندنا دخيلا وضيفا واخا عزيزا لم نتحدث في موضوعه ولم ندل عنه بأية معلومات عند الآخرين وتم ابلاغ افراد القبيلة بذلك وتكتم الجميع على حقيقة امره ومن يسأل عنه من اقاربه لم يجد اجابة نهائية،ا ويذكر فهد الرغوان موقفا على تكتم الجميع بحقيقة امر «سحاب الرشيدي» اذ يقول يوجد للاخ «سحاب» شقيق يدعى «بجاد» وهو الذي يتابع موضوعه ويسأل عنه وحصل على معلومات ان شقيقه «سحاب» دخيل عند «صياح الرغوان» وكان ذلك عام 1985م وحضر لنا بالكويت عند اقاربنا وعرفنا نفسه وتحدث معنا عن موضوع شقيقه «سحاب» وطلب منا معلومات عنه، وكان ردنا باننا لا نعرف شخصا بهذا الاسم ولم يحصل على أية معلومة، وقد اتصل علينا الكثير من الاقارب والاصدقاء مؤكدين بأن بجاد شقيقه سحاب ويرغب الاطمئنان على احوال شقيقه وكان الرد لا نعرف شيئا وكان ذلك حفاظا على حياة اخينا ودخيلنا «سحاب» ولكن نبلغ «سحاب» بما حصل واصرار شخص اسمه «بجاد» على الاطمئنان عليه وقال بالفعل «شقيقي» ولكنه لم يحصل على اية معلومة من عندنا وانما علم من الآخرين بعد تنازل اهل الدم.
ولمعرفة المزيد من غربة «سحاب الرشيدي» الطويلة حتى تم تحديد مكان تواجده فقد التقت الجزيرة أحد اقاربه ويدعى الشيخ/ مساعد بن وريور المنزل الرشيدي الذي قال بادئا ذي بدء أتقدم بأسمى آيات الولاء والسمع والطاعة والعرفان وعظيم الامتنان إلى مقام مولاي خادم الحرمين الشريفين وسموه ولي العهد الامين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - وسمو سيدي وزير الداخلية الدرع الواقي لهذا الوطن الغالي والعين الساهرة على حماية ابنائه ومقدساته والشكر اعظمه واجزله موصول إلى سيدي سمو نائب وزير الداخلية على شمول ابننا/ سحاب بن سويرح الرشيدي بعطفه الابوي الكريم ولفتته الحانية وموقفه الانساني النبيل وذلك بإصدار التوجيه الكريم للجهات المختصة بادخال/ سحاب وعائلته إلى السعودية واحاطة بكامل الرعاية والاهتمام، كما اشكر اصحاب الحق الخاص على تكرمهم بالعفو عن ابن عمهم واحتسابهم ذلك عند الله.
ويضيف قائلا لقد فقدنا/ سحاب منذ عام 1382هـ بعد قيامه بقتل ابن عمه في الكويت على اثر سوء فهم وفر إلى العراق وانقطعت عنا اخباره ولا نعرف شيئا عنه وحاولنا الحصول على أية معلومات وبحثنا عنه في كل مكان وجميع جهودنا لم تسفر عن شيء. وفي عام 1402هـ قام شيوخ قبيلة بني «رشيد» بجهود طيبه تنازل خلالها اهل الحق الخاص عن سحاب سواء كان حيا او ميتا وبعد ذلك واصلنا البحث عنه بعد الحصول وعد بالتنازل عنه ونما إلى علمنا ان «سحاب» على قيد الحياة ويعيش في البادية العراقية ولكن لا نعلم تحديدا ومجرد اقوال لا تدعمها حقائق.
ويضيف قائلا في عام 1420هـ تقريبا وردت لنا معلومات مؤكدة بأن ابننا سحاب على قيد الحياة ويعيش في البادية العراقية القريبة من المثلث السعودي الكويتي العراقي ولكي نبذل الكثير من الجهد للبحث عنه واعادته إلى وطنه واهله لابد من تسجيل التنازل شرعا وفعلا تفضل شيوخ قبيلة «بني رشيد» القيام بوجاهة وزيارة مرة اخرى لأهل اصحاب الحق الخاص وتم تسجيل التنازل شرعا في محكمة حائل الشرعية. وبعد ذلك ابلغنا الاخ بجاد بان شقيقه «سحاب» على قيد الحياة في البادية العراقية وقبل استلام الصكوك الشرعية في نهاية 1420هـ توفي ابجاد- رحمه الله - الذي يعرف كل شيء عن شقيقه «سحاب» وبعد ذلك انقطعت عنا المعلومات ولا نعرف شيئا عن «سحاب» وبعد مضي فترة طويلة تلقيت اتصالات من شقيقي «علي» مقيم بالكويت يسأل عن موضوع «سحاب» وابلغته بأنه انتهى بتنازل اصحاب الحق الخاص دون قيد او شرط لوجه الله تعالى وكان لشقيقي صديق من قبيلة الظفير يسأل باستمرار من موضوع «سحاب» وبعد تأكده من انتهاء الحق الخاص فقد ابلغ شقيقي بأن سحاب بخير وعلى قيد الحياة واذا لديكم اي شيء يمكن ايصاله له ولكن لم يبلغنا عن مكان وجوده وبعد مضي عدة اشهر تلقيت اتصالا من «سحاب» بالاردن وقابلته هناك واخبرته بان ابناء عمه تنازلوا عنه رسميا وقال اذ اريد العودة إلى الوطن والاهل لان اخواني ابناء «صياح الرغوان» وجماعتهم تركوا العراق واقيم عند القبائل العراقية وبالفعل تقدم شيوخ قبيلة «بني رشيد» جزاهم الله خيرا إلى ولاة الامر وملتمسين عودة ابنهم «سحاب» وصدرت الموافقة الكريمة وعاد « سحاب» إلى وطنه واهله.
ويسرد الشيخ مساعد المنزل موقفا في صعوبة الحصول على المعلومات عن ابن عمه سحاب وغربته الطويلة. اذ يقول نحن نسكن الرياض وابناء صياح الرغوان وخاصة «غربي» يسكن بالقرب منا ونتقابل احيانا، وكنت اتحدث معه عن موضوع «سحاب» ولم اجد منه اي اجابة وفوجئت بعد معرفة حقيقة الامر بأن ابننا «سحاب» هو دخيل لصياح الرغوان والد الصديق «غربي» ولم يدل بأية معلومة خوفا على حياته.
وفي الختام تحدث ل «الجزيرة» عدد من شيوخ قبيلة بني رشيد وهم محمد بن براك ومنيف بن ناهس بن براك ومنصور بن براك قائلين بمناسبة عودة ابننا «سحاب بن سويرح» إلى ارض الوطن نرفع أسمى آيات الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - على كريم الرعاية وعظيم الاهتمام وشمولهم بالعطف الكريم ابننا «سحاب» وهذه اللفتة الابوية الحانية ليست بغريبة على قيادتنا الرشيدة وكان لذلك ابلغ الاثر واطيبه في نفوس الجميع.
|