* الجزيرة - خاص:
أجمع عدد من رؤساء المراكز والهيئات الإسلامية في الخارج على عظمة النتائج التي حققتها مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم التي تنظمها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد سنوياً في رحاب أم القرى، التي جعلت المسابقة منارة خير ونور يشع سناها من حفظة كتاب الله في جميع أنحاء العالم.
واضافوا في استطلاع أجرته «الجزيرة» بمناسبة مرور ربع قرن على انطلاق المسابقة: أن ما تحظى به المسابقة من دعم ولاة الأمر بالمملكة وجوائزها السخية جلعت الاشتراك فيها حلم كل الحفظة ولا سيما أنها تقام في أطهر بقاع الأرض مكة المكرمة ما ضاعف من حجم المنافسات بين هؤلاء الحفظة كما ضاعف من عدد المسابقات القرآنية الوطنية المؤهلة لها وهو ما يدعم جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين في العناية بالقرآن الكريم وإشاعة حفظه والتأدب بآدابه.
كما اقترح المشاركون في الاستطلاع عدداً من المقترحات لتعظيم فوائد المسابقة وزيادة حجم الاستفادة منها في مجال الدعوة والتوعية والعلوم الشرعية.
توفير الكتب
في البداية أكد الدكتور صهيب حسن عبدالغفار رئيس جمعية القرآن الكريم في لندن أنه ما لا شك فيه أن مسابقة القرآن الكريم التي تعقدها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد سنوياً بمكة المكرمة هي إحدى مآثر المملكة العربية السعودية لخدمة كتاب الله الكريم من ناحية وفتح أبواب العلم أمام المسلمين في أنحاء الأرض كافة وتشجيعهم على حفظ كتاب الله وادراك معانيه من ناحية أخرى، وأرى أن هذه المسابقة قد حققت أهدافها إلى حد كبير حيث شجع الناشئة المسلمة على العناية بكتاب الله حفظاً وتفسيراً كما أنها لا تزال تسير بخطى حثيثة على الجادة التي رسمها أصحابها وتحقق كل يوم مزيداً من النجاح.
وقال الدكتور صهيب: أن المسلمين بصفة عامة يولون اهتماماً خاصا بالحفظ غير انهم مقصرون في الجانب العلمي، وهذه الظاهرة تتجلى بوضوح في الجاليات المسلمة غير العربية فلذلك اقترح على اللجنة أن توفر للمراكز الإسلامية التي توفد عادة ابناءها للاشتراك في المسابقة، كتباً ميسرة في تفسير القرآن الكريم باللغة التي يتكلمون بها في بلادهم حتي تكون للمشاركين فرصة لقراءة هذه الكتب واستيعاب معاني القرآن الكريم قبل أن يحضروا المسابقة على أن توجه إليهم الأسئلة خلال المسابقة.
دراسة علمية على الحفظة
كما تحدث الشيخ حماد محمد المزروعي رئيس قضاة كينيا قائلاً: إن هذه المسابقة شجعت الكثير من المسلمين في العالم على الاعتناء بكتاب الله حفظاً وتلاوة وتفسيراً حيث تعلن سنوياً وتبث في الاذاعة والتلفزيون عبر الأقمار الصناعية فيشاهدها ويسمعها المسلمون في كل مكان.
ويرى رئيس قضاة كينيا الشيخ حماد المزروعي افتتاح عدد من مدارس تحفيظ القرآن الكريم في كينيا كان له الأثر البالغ من آثار تلك المسابقات، وقد يكون انتشار حركة اقامة مدارس تحفيظ القرآن الكريم في أنحاء العالم شتى نتيجة لهذا التأثير.
وتحدث الشيخ حماد أن هذه المسابقة ساعدت في ربط الناشئة بكتاب الله حفظا وتلاوة وتفسيرا فرأى أنها ساعدت على حد كبير في ذلك، فهي تجمع الحفاظ في جميع أرجاء العالم، وأن هذه المسابقة تساعد في جعل الناشئة يلتزم بأحكام القرآن وتتأدب بآدابه فهذا يحتاج إلى دراسة للتحقق منه.
وأضاف: نلتمس أن الصحوة الإسلامية التي نشاهدها في الناشئة من أسباب وجود مدارس تحفيظ القرآن الكريم المنتشرة في مختلف أنحاء العالم لربط الأجيال القادمة بكتابها ومن أسباب انتشار هذه المدارس إقامة مسابقة حفظ القرآن مثل مسابقة الملك عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم التي تنظمها وزارة الشؤون الإسلامية.
وفي ختام حديثه اقترح رئيس قضاة كينيا أن تجري دراسة عالمية علي حفاظ كتاب الله لاسيما في المدارس التي تعنى بحفظ القرآن للنظر فيما إذا كانت أخلاقهم تتماشى مع متطلبات تعاليم القرآن لأن المطلوب من حفظ القرآن التخلق بأخلاق القرآن حتى يكونوا نموذجاً صحيحاً لحملة كتاب الله.
جمع الشامل كل عام
أما الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس تحدث عن مرور ربع قرن على الانطلاقة المباركة لمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتجويده وتفسيره، وأن لها موعدها السنوي الذي لا يتخلف ويتنادى له أهل القرآن وهم أهل الله وخاصته من كل ارجاء المعمورة من ديار الإسلام ومن خارج ديار الإسلام حيثما وجد مسلمون يلبون دعوة كريمة توجهها إليهم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ممثلة في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد.
وأضاف أن للمسابقة الحسنة الكبرى في جمع الشمل كل عام في مهبط الوحي في رحاب مكة المكرمة بجوار بيت الله الحرام وتتعطر الأجواء بالذكر الحكيم يتردد في أفواه حفاظ صغار مهرة بالقرآن إلى أن يبلغ عنان السماء يا له من مشهد رائع وجمع كريم هو عرس سنوي دولي للقرآن الكريم أصبح اليوم أسوة وقدوة لكل من يروم الإعلاء من شأن القرآن وتكريم أهله.
وقال في دور المسابقة: أن لها فضل السبق كما لها فضل التواصل وفضل الكثافة سواء كان ذلك في عدد المشاركين من المتبارين والمتنافسين أو في فروع المسابقة المتعددة ومن هيأت له الأقدار فحضر دورة من دورات هذه المسابقة الرائدة رأى إحكاماً في التنظيم وخبرة في التيسير وكرماً بلا حدود في البذل والعطاء يتجاوز أشخاص المشاركين إلى القرآن الكريم السراج المنير والصراط المستقيم الذي خص الله به المسلمين.وهنأ عضو المجلس الإسلامي بتونس من كان له سبب في هذا الخير ومن ساهم به ولو بقسط ضئيل في استمرار وازدهار واشعاع هذه المكرمة القرآنية التي تضاف إلى مكارم أخرى تسديها من دون مَنٍّ حكومة خادم الحرمين الشريفين للإسلام والمسلمين وانها لسنة حسنة وخدمة جليلة لدين الله في أصله الثابت وعموده الفقري القرآن الكريم.
ونوه الشيخ المستاوي إلى وجوب اغتنام مناسبة مرور ربع قرن على بدء وانطلاق مسابقة الملك عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم وعقد ندوة تقويمية يتدارس فيها أهل الذكر والاختصاص أفضل السبل وأيسرها لنشر القرآن وتعميم حفظه بين ناشئة المسلمين ولا شك أنهم سينتهون إلى تعميم بعض الطرق التي أثبتت جدواها.
وطالب القائمين على المسابقة أن يضعوا بهذه المناسبة مرور ربع قرن برنامجاً إعلامياً مكثفاً يتجاوز قنوات المملكة التلفزيونية ومحطاتها الاذاعية وصحفها إلى القنوات والاذاعات والصحف الاخرى بدعوتها لشهود هذه الدورة واحتفالياتها ومختلف فعالياتها وطالب كذلك بإصدار كتاب تذكاري بهذه المناسبة يشتمل على أسماء كل الفائزين في الدورات السابقة وتعميم توزيعه على كل المهتمين والمتابعين للمسيرة القرآنية المباركة وتشجيعاً للحفاظ وتوثيقاً للصلة بهم وتعميماً للاستفادة من الحفاظ الفائزين حبذا لو ينتخب من بينهم عدد يرسل بهم بمناسبة شهر رمضان المعظم ليتولوا إمامة صلاة القيام في شهر رمضان خصوصاً خارج ديار الإسلام في أوروبا والأمريكيتين وأفريقيا حيث التعطش الشديد للإسلام والقرآن.
وفي نهاية حديثه شدد المستاوي على وجوب التنسيق بين المسابقات الدولية التي تعددت في السنوات الماضية حتى تتكامل الجهود وتمس الدعوات والفرص المتاحة لمشاركة أكبر عدد من أبناء المسلمين، وفي هذا الإطار يجدر بالأمانة العامة لمسابقة الملك عبدالعزيز أن تبادر إلى الدعوة إلى تأسيس هيكل تنسيقي بين مختلف المسابقات الدولية والإقليمية يتولى وضع رؤية وبرنامج شمولي ومتكامل يلتزم به الجميع ويحقق النتائج المرجوة بما هو متاح من الإمكانيات المادية والبشرية.
الاهتمام ببلدان الأقليات
كذلك تحدث المهندس سليمان عبدالقادر المدير التنفيذي لرابطة مسلمي سويسرا قائلاً: لقد أضحت مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته منارة من منارات الاهتمام بكتاب الله العزيز الحكيم والتشجيع على حفظه وتلاوته.
وأضاف: يقيناً منا في رابطة مسلمي سويسرا بأن مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية تسهم أيما إسهام في ربط الناشئة بكتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وتبشربجيل من المسلمين له نصيب وافر من التدبر لآيات الله البينات وفهم المعانيه وادراك قيمه ومقاصده وايمان عميق بأهميته في الكون والحياة.
واقترح المدير التنفيذي لرابطة مسلمي سويسرا بعض المقترحات التي يمكن أن تسهم في زيادة الفائدة وتعميم الخير للمسابقة ومنها المواصلة في عقد هذه المسابقة وتحسين الأداء فيها وفتح المجال للمتسابقين على مستويات متعددة في حفظ القرآن حتى يكون الإقبال على المسابقة أكثر وإيلاء اهتمام بالحفاظ من الأقليات الإسلامية والجاليات في بلاد المهجر، وعقد الندوات التعريفية بالمسابقة في دول أوروبا وأمريكا وأفريقيا، وعقدالدورات للحفاظ بمختلف المستويات والأعمار على هامش المسابقة تتناول آداب حامل القرآن وبعض علوم القرآن والتفسير الميسر وإلى غير ذلك من العلوم التي يجب أن يلم بها الحفاظ، وعقد مسابقات في دول اوروبا وأمريكا وأفريقيا تهيئ لمسابقة الملك عبدالعزيز رحمه الله الدولية ويتم من خلالها تشجيع الناشئة والشباب في الدول المختلفة على الإقبال على القرآن الكريم وحفظه وتلاوته، وعقدالمحاضرات والندوات حول الإعجاز في القرآن الكريم إذ أنه أضحى باباً من أبواب الدعوة إلى الله تعالى والاهتمام بالجمعيات والمؤسسات التي تعنى بالقرآن الكريم وحفظه وتلاوته في العالم الإسلامي وفي ديار الغرب، وتسهيل تحفيظ القرآن من خلال الإنترنت.
مسابقة دولية للنساء
وتحدث الدكتور سعد الدين محمد الكبي مدير معهد الإمام البخاري للشريعة الإسلامية - بلبنان فقال: إن القرآن الكريم المصدر الأول للتشريع الإسلامي، وهو كلام الله - عز وجل- المعجز الذي نزل به جبريل على نبينا - صلى الله عليه وسلم- الذي أكمل به الدين وأتم به النعمة وختم به الكتب والرسالات.
وامتدح الكبي دور المملكة منذ نشأتها على التوحيد في رعاية القرآن والاهتمام العظيم بشأنه وأن من صور هذا الاهتمام اقامة مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتجويده وتفسيره.
وعن الأهداف التي حققتها مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره وتجويده قال الدكتور سعد الدين: حققت هذه المسابقة أهدافاً كثيرة، ومنها حث الشباب على حفظ القرآن الكريم والاهتمام به تجويداً وتفسيراً وتكريم حفظة كتاب الله الكريم بابتعاثهم لأداء العمرة في مكة المكرمة وتقديم الجوائز، وفي الحديث : «إن الله يرفع بهذا القرآن أقواماً ويخفض به آخرين» وايجاد الرغبة في نفوس الشباب للحفظ والإتقان، وربط حفظة كتاب الله بمهبط الوحي - مكة المكرمة- ولقاؤهم بعلماء تلك البلاد وتزويدهم بالكتب النافعة التي تؤصل التوحيد في نفوسهم وتعينهم على الاستقامة على السنة وتصحيح المفاهيم فتكون هذه المسابقة في ضمن أعمالها دعوة إلى التوحيد.
وعن المقترحات التي تنفع في زيادة دور هذه المسابقة، قال مدير معهد الإمام البخاري: إقامة مسابقات فرعية برعاية وزارة الشؤون الإسلامية في سائر الدول الإسلامية بالتنسيق مع السفارة في كل بلد، ذلك لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من المشاركين وبهذه الطريقة يزداد الإقبال على الحفظ والإتقان في صفوف الشباب، وإقامة مسابقة دولية للإناث، إما بابتعاثهن مع محارمهن أو إقامة مسابقات فرعية نسائية في كل بلد، وفي الحديث: «النساء شقائق الرجال» وقد قالت النساء للنبي - صلى الله عليه وسلم- : «يا رسول الله اجعل لنا من نفسكم حظاً فقد غلبنا عليكم الرجال، فجعل لهن يوماً واعدهن فيه»، وإنشاء لجنة دولية للحفظ والتجويد والتفسير ممثلة من كل البلاد الإسلامية برعاية ورئاسة وزارة الشؤون الإسلامية وذلك لدفع عجلة التحفيظ، وإنشاء ودعم مكاتب ودور التحفيظ في العالم.
|