د. خيرية السقاف أستاذة الأجيال

من باب الوفاء أكتب هذه الحروف بحق الأستاذة الدكتورة خيرية السقاف أستاذتي وملهمتي أيام الدراسة في الجامعة.
واذا كانت المسافات قد بعدتنا والأيام قد فرقتنا فإنني ما زلت وسأظل أدين بالفضل لله سبحانه وتعالى ثم إلى أستاذتي خيرية التي كانت بالفعل تمثل بالنسبة لي المدرسة الأولى والأخيرة في حياتي العلمية.
لقد اخترت (شواطئ) لكي أبوح ببعض الكلام بحق أستاذة الأجيال والكاتبة المحلقة في سماء الإبداع أستاذتي خيرية السقاف أمد الله في عمرها.
لقد كانت هذه الإنسانة أختاً لتلميذاتها قبل أن تكون معلمة، كانت تتعامل مع جميع الطالبات بروح المحبة والأخوة وتذليل كل العقبات في طريقهن كانت تضمر لهم الخير وتفرح لهن بمستقبل مشرق.
ومهما كتب عن هذه النبيلة لن أوفيها حقها فهي كانت بالنسبة لي وزميلاتي (جامعة) داخل جامعة ومربية من الدرجة الأولى قبل ان تكون معلمة وكاتبة من طراز رفيع كنا نلتهم حروفها ونناقشها في أفكارها وترد علينا كما لو كنا كاتبات مثلها وليس طالبات.
لقد تخرجت قبل عشر سنوات وغادرت الرياض الحبيبة بعد ان تزوجت في المنطقة الشرقية ورزقني الله طفلين، وكنت أود أن أزور معلمتي وأدين لها بالفضل بعد الله بما وصلت اليه في حياتي العملية ولكن الظروف وبعد المسافات لم تمكنني من تحقيق هذه الأمنية ولكنني أكتفي بالتواصل مع استاذتي خيرية عبر حروفها الأنيقة في زاويتها العريقة في جريدة الجزيرة وأستمتع بزاويتها «لما هو آتٍ» مع قهوة الصباح وكل ما أحلم به وأتمناه ان تجمعني الأيام بأستاذتي القديرة خيرية السقاف التي تخرج على يديها نصف بنات الوطن وهي بالمناسبة تحتاج إلى تقدير خاص وتكريم من الجامعة ومن كل الطالبات اللاتي تتلمذن على يدها.
إنني أدعو للدكتور خيرية من كل قلبي بالتوفيق والسعادة وطول العمر لأنها إنسانة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.